دولي

هنية: حديث عن تقسيم المسجد الأقصى

واشنطن عرضت على قيادات فلسطينية عاصمة في أبو ديس

إسرائيل تتواصل مع عشر دول "على الأقل" لتنقل سفاراتها إلى القدس

 

قال رئيس المكتب السياسي لـ"حركة المقاومة الإسلامية" (حماس)، إسماعيل هنية، الثلاثاء، إن الحركة لديها معلومات بشأن عرض أميركي لقيادات في السلطة الفلسطينية بمنح الفلسطينيين "عاصمة أو كيانا في منطقة أبو ديس" (قرب مدينة القدس). 

أوضح هنية، خلال لقاء جمعه مع رؤساء "العشائر والمخاتير"، بحضور قائد الحركة في قطاع غزة، يحيى السنوار، للحديث عن آخر مستجدات ملف المصالحة الفلسطينية، أن "حماس" لديها معلومات، وصلتها عبر أجهزة الاختصاص فيها، تتعلق بعرض "الولايات المتحدة الأميركية على قيادات فلسطينية منحهم عاصمة أو كيانا في منطقة أبو ديس"، وتابع رئيس المكتب السياسي لـ"حماس": "المخطط يقوم على أن يكون هناك جسر يربط بين أبو ديس والمسجد الأقصى، كي يسمح بحرية الحركة لأداء الصلاة في المجسد، كما أن هناك حديث عن تقسيم المسجد الأقصى إلى ثلاثة أقسام"، وبيّن أن التحركات الإقليمية تهدف إلى "إيجاد كيان سياسي في قطاع غزة بامتيازات معينة"، وفق وكالة "الأناضول".

وذكر هنية أن قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن القدس، هو "جزء من معركة كُبرى تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وهذا ما يُسمّى بصفقة القرن"، مضيفا: "لهذا القرار أبعاد تتعلق بتركيبة المنطقة كلها، وعلاقة الأمة مع هذا الكيان الإسرائيلي، وكلّه على حساب القدس وحق العودة والأسرى في سجون الاحتلال". 

وبعد الصفعة التي تلقتها الولايات المتحدة وإسرائيل برفض الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار الأميركي بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، أعلنت الأخيرة أنّها تتواصل "مع عشر دول على الأقل"، لتنقل سفاراتها إلى القدس، وقالت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي تسيبي هوتوفلي، للإذاعة الإسرائيلية، "نحن على اتصال بعشر دول على الأقل بعضها في أوروبا"، لتنقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس، ولم تكشف المسؤولة الإسرائيلية، أسماء الدول التي قد تتخذ هذه الخطوة، مكتفية بالقول إنّ "إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سيخلق تياراً لم نرَ حتى الآن سوى مقدّماته".

ونقلت الإذاعة العامة، عن مصادر دبلوماسية إسرائيلية، أنّ هندوراس والفيليبين ورومانيا وجنوب السودان، بين الدول التي قد تتخذ هذه الخطوة، لكنّها أوضحت أنّ الأمر يقتصر حالياً على اتصالات، ولا يشمل مفاوضات ملموسة لنقل سفارات هذه الدول إلى القدس، في موعد وشيك.

يأتي هذا بعدما أعلن رئيس غواتيمالا جيمي موراليس، الأحد، أنّ بلاده ستنقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس، في قرار رحّب به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكنّه لقي تنديداً شديداً من قبل الفلسطينيين باعتباره "عملاً مخزياً"، ويأتي قرار غواتيمالا في سياق إعلان ترامب في 6 ديسمبر/كانون الأول الجاري، القدس عاصمة لإسرائيل، ما أثار موجة استنكار عارمة في مختلف أنحاء العالم، وتظاهرات احتجاج وسط رفض فلسطيني وعربي.

وكتب رئيس غواتيمالا على حسابه على "تويتر"، في رسالة نشرها مكتبه الإعلامي، "لقد أصدرت تعليمات لوزيرة (الخارجية ساندرا جوفيل) لبدء التحرّكات" اللازمة لتطبيق هذا القرار، وأصبح موراليس في وضع هشّ في الأشهر الأخيرة، بسبب معلومات تتحدّث عن تورّطه في فساد، تحقّق فيها هيئة خاصة مدعومة من الأمم المتحدة، تعمل مع المدعين العامين في غواتيمالا.

بدوره، رحّب نتنياهو بقرار غواتيمالا، واصفاً إيّاه بأنّه "مهم"، وتوقّع أن تحذو دول أخرى حذو غواتيمالا. وقال، في بيان، "قلت لكم مؤخراً: سيكون هناك دول أخرى تعترف بالقدس وتعلن نقل سفاراتها إليها. وقامت دولة ثانية بذلك وأكرر: سيكون هناك دول أخرى". وأضاف "أكرر وأقول- ستكون هناك دول أخرى. هذه هي مجرّد البداية وهذا أمر مهم".

في المقابل، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية، خطوة غواتيمالا، واعتبرت أنّها "عمل مخز"، وقال وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، إنّ الإعلان يزدري ويتجاهل المواقف الجماعية للتحالفات والمجموعات الدولية والتي تعتبر غواتيمالا جزءاً منها، بما في ذلك حركة عدم الانحياز، مؤكداً أنّ "هذا العمل يستفز مشاعر المسيحيين والمسلمين كافة".

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، عن المالكي قوله "في عشية أعياد الميلاد المجيدة، وبدلاً من التضامن مع المسيحيين أصحاب الأرض الأصليين، اختار الرئيس موراليس الوقوف ضد حقوق أبناء شعبنا في أرضنا المقدسة".

الوكالات

 

من نفس القسم دولي