دولي

الفلسطينيون وخطوات ما بعد قرار الجمعية العامة.. فرصة لحراك سياسي وقانوني

من أهم ما ترتب على قرار الجمعية العامة هو الضغط على المحكمة الجنائية لفتح تحقيق في جرائم الاحتلال

هنية يحذر من خطوات أمريكية جديدة بحق "القدس"

بحر: "قرار ترمب" يحمل أبعادًا استراتيجية خطيرة

المطران حنا: سنقف مسيحيين ومسلمين لإفشال مشروع ترمب

 

بدا واضحاً أن السلطة الفلسطينية لن تتأخر في توظيف قرار الجمعية العامة، يوم الخميس الماضي، لصالح ممارسة المزيد من الضغط بخصوص القضية الفلسطينية والقدس المحتلة تحديداً، وهو ما ظهر في حديث الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أثناء زيارته فرنسا، الجمعة، ولقائه رئيسها إيمانويل ماكرون، من جهته كشف رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، عن وجود معلومات لديه تشير إلى أن الإدارة الأمريكية قد تُقدم على قرارات جديدة تتعلق بمدينة القدس المحتلة، خلال المدّة المقبلة.

وأكّد حصولهم على "معلومات من بعض المطلعين أن الإدارة الأمريكية قد تقدم على قرارات جديدة في القدس منها أنها يمكن أن تعترف بيهودية الدولة، وشطب حق العودة"، لافتاً إلى أنّ كل هذا من معالم "صفعة القرن" لكل من راهن على الإدارة الأمريكية.

وفي كلمة له بمؤتمر القدس العلمي الحادي عشر، بعنوان "الأبعاد الاستراتيجية لقضية القدس وآليات استنهاض الأمة للدفاع عنها" بغزة، السبت (23-12)، قال هنية: "لا نقول فلسطين الضفة وغزة وحدود 67، بل فلسطين كلها من النهر إلى البحر والقدس الواحدة الموحدة لا شرقية ولا غربية، بل هي عاصمة دولة فلسطين الأبدية".

وأوضح أنّ القدس عنوان قضية فلسطين ورمزيتها، مشدداً بقوله: "بيننا وبين الاحتلال معركة محمومة على العنوان والرمزية"، وأضاف: "نحن متمسكون بأنّ القدس عنوان ورمز وهوية لكل الدلالات التي نعرفها دينياً وتاريخياً في الحاضر والمستقبل".

وقال هنية: القدس هي مركز الإمامة، وتابع: "إذا كان الحرم المكي مركز الهداية فإنّ الأقصى هو مركز الإمامة"، ومضى يقول: "القدس عاصمة سياسية لدولة فلسطين، وعاصمة دينية لكل مسلم في هذا العالم، وما نشاهده اليوم ليست انتفاضة فلسطينية فحسب، بل انتفاضة عالمية وصلت لكل مكونات الأمة والدول صاحبة الضمير الحر التي صوتت بلا لقرار ترمب".

وأكّد رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، أنّ الأمة العربية الإسلامية لا يمكن لها أن تتنازل عن القدس تحت أي ظرفٍ من الظروف، وهي قاومت وناضلت عبر التاريخ وجهزت جيوشاً من أجل تحرير المسجد الأقصى والقدس، وحذّر هنية، من أنّ القدس ستسقط كل من يتآمر عليها، وأضاف: "القدس تُسقط كل من يتآمر عليها أو أن يفرط فيها أو يتفاوض عليها، القدس عبر تاريخها وتاريخها الحاضر تسقط المؤامرات، فكلما شعرت الأمة بضيق التحولات كانت القدس هي منقذ الأمة".

وأكّد هنية، أنّه ليس هناك على طاولة فلسطيني حر مرتبط بهذه القضية شيء اسمه التفاوض أو التنازل عن القدس أو القبول بالاقتسام فوق الأرض أو تحتها، وقال: "القدس كلها لنا، ولا يجوز لأحد أن يتفاوض عليها أو يتنازل عنها أو يفرط فيها، وشعبنا لن يسمح بذلك"، وأكّد أنّ ما يجرى هو تأكيد أنّ الشعب الفلسطيني في مواجهته لإسقاط هذا القرار، عاقد العزم أن يذهب في هذه المعركة حتى النهاية.

ودعا هنية، إلى الانتقال من فقه المحنة إلى فقه العافية السياسية، وأضاف: "لا نريد أن نظل نبكي على أطلال القدس وما تتعرض له، ولكن علينا بناء استراتيجية صناعة النصر وجيل التحرير".

ودعا هنية، السلطة إلى مراجعة شاملة لكل مسيرة التسوية والإعلان بشكل واضح انتهاء شيء اسمه "اتفاقية أوسلو"، وقال: "السلطة مطالبة اليوم باتخاذ مواقف واضحة وصريحة وثابتة لا تحتمل الضبابية"، داعياً إلى ترتيب البيت الداخل الفلسطيني، وكذلك رفع اليد عن المقاومة والانتفاضة؛ "حتى تتفجر قوةً في وجه الاحتلال الصهيوني، وخاصة في ضفتنا العزيزة الغالية وفي قدسنا المباركة".

 

بحر: "قرار ترمب" يحمل أبعادًا استراتيجية خطيرة

 

بدوره أكد النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر، أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يحمل أبعاداً استراتيجية خطيرة وتأثيرات بعيدة المدى على مجرى الصراع الممتد مع الاحتلال الصهيوني.

وقال بحر، خلال مؤتمر القدس العلمي الحادي عشر الذي نظمته مؤسسة القدس الدولية في فندق الكومودور بغزة، السبت: إنّ "القرار الأمريكي ليس وليد اللحظة السياسية، وإنما يُعبِّر عن حلقة ضمن مخطط سياسي قديم لتصفية قضيتنا الوطنية، وإخضاع أمتنا العربية والإسلامية، وتغيير المشهد السياسي والجغرافي العام في المنطقة بما يتناسب مع الأهداف والمخططات الصهيونية والأمريكية المعروفة".

وأشار بحر إلى أنّهم بذلك يحاولون حسم الصراع بشكل كامل عبر إسقاط القدس من دائرة التفاوض وعدّها صهيونية بحتة.

واستعرض بحر آليات وخطوات مواجهة القرار الأمريكي في ظل التحديات الخطيرة التي يفرضها وتداعياته العميقة على الشعب والقضية والحقوق المشروعة، داعياً السلطة الفلسطينية وحركة فتح لإجراء مراجعة شاملة للواقع والمسار السياسي والوطني بما يقود إلى إلغاء اتفاق أوسلو وسحب الاعتراف بـ"إسرائيل"، ووقف التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال، كما دعا إلى الدفع باتجاه إرساء استراتيجية وطنية موحدة على أرضية الحقوق والثوابت الوطنية، وبما يضمن حق شعبنا في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل حتى إنجاز التحرير الكامل.

كما طالب النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، بتطبيق المصالحة الوطنية، وتكريس مبادئ ومفاهيم الشراكة السياسية قولاً وعملاً، والعمل على حل وتفكيك الأزمات الحياتية في المجتمع الفلسطيني، وخصوصاً في قطاع غزة، كما دعا إلى الشروع في إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس سياسية ووطنية جديدة، بما يؤهلها لضم واحتواء قوى وأطياف شعبنا كافة.

وطالب بتوفير كل أشكال الدعم والتأييد والمؤازرة والإسناد لانتفاضة شعبنا في مواجهة الاحتلال، وتوحيد كل الجهود والطاقات الوطنية والفصائلية من أجل تعزيز عوامل قوتها واستمراريتها وتطوير أشكالها وأدواتها الكفاحية، وشدد بحر على ضرورة، بلورة موقف عربي وإسلامي موحد في مواجهة "قرار ترمب" وجميع القرارات والسياسات الأمريكية المعادية لشعبنا، بحيث يرتكز على وقف كل أشكال العلاقة والتواصل مع الإدارة الأمريكية.

ودعا أيضاً إلى تكثيف كل أشكال وأدوات الضغط السياسي عربياً وإسلامياً على الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني في المؤسسات الأممية والمنظمات الدولية وفي مختلف المحافل الإقليمية والدولية، وإغلاق السفارات الأمريكية في العواصم العربية والإسلامية، وطرد سفرائها بما يقود إلى محاصرة وعزل السياسة الأمريكية والصهيونية حيال شعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية.

 

المطران حنا: سنقف مسيحيين ومسلمين لإفشال مشروع ترمب

 

فيما حذّر رئيس أساقفة سبسطية في بطريركية القدس للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا، من أنّ قرار ترمب ليس هدفه القدس فحسب؛ "بل هو مشروع لتصفية القضية الفلسطينية، ونحن سنقف مسيحيين ومسلمين لإفشال هذا المشروع".

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، عقده مسيحيو الأرض المقدسة، السبت، أطلقوا خلاله "صرخة مدوية رافضة وشاجبة لإعلان الرئيس الامريكي ترمب وتداعياته الساعية لإلغاء الهوية العربية والفلسطينية عن مدينة القدس"، وقال حنا: "هذا الإعلان الذي صدر عن ترمب إهانة وإساءة لشعبنا وقضيتنا العادلة، وتطاول على المسيحيين والمسلمين الذين يعدّون مدينة القدس حاضنة لأهم مقدساتهم وتراثهم الإنساني والروحي والوطني".

وأشار المطران المسيحي، إلى أنّ أمريكا وقفت دوماً إلى جانب "إسرائيل"، "لكّن القرار الأخير من أسوأ القرارات الأمريكية؛ لأنه قدم للاحتلال ما لا يستحق، وهي مدينة القدس عاصمتنا"، وقال: "نحن لسنا بضاعة مستوردة، ولسنا فئة أُتي بها من هنا وهناك، بل نحن ننتمي لهذه الأرض وجذورنا عميقة في تربتها، ونحن ملتصقون بها، لا توجد قوة قادرة على اقتلاعنا من جذورنا الوطنية والروحية والإنسانية".

وأكّد حنا، أنّ التعدي على الأقصى والأوقاف الإسلامية استهداف لنا مسيحيين فلسطينيين، كما هو استهداف لكل الشعب الفلسطيني، وكذلك فإنّ "التعدي على أوقافنا المسيحية المستباحة هو تعدٍّ على كل الشعب الفلسطيني بمكوناته كافة".

 

من نفس القسم دولي