دولي

الاحتلال يستبق مسيرات غضب الضفة لأجل القدس بإقامة حواجز عسكرية

الاعتقالات تأتي على خلفية الفعاليات المقررة يوم غد الجمعة تنديداً بقرار ترامب

• بقلم جريدة الرائد
• نشر في 20 ديسمبر 2017

عزّزت قوات الاحتلال، صباح الأربعاء، انتشارها المكثف عند حاجز قلنديا العسكري شمال القدس المحتلة وفي محيطه، حيث من المقرر أن تتوجه قبيل ساعات الظهر مسيرة ضخمة إلى الحاجز ويشارك فيها آلاف المواطنين تنديداً بقرار الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال، وشرع شبان بإقامة متاريس حجرية على امتداد الطريق الواصل بين الحاجز العسكري ورام الله، وسط توقعات باندلاع مواجهات لدى وصول المسيرة إلى الحاجز ومحاولتها اختراقه باتجاه القدس.

تجدّدت المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، لليوم الرابع عشر على التوالي، رفضاً لقرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، واندلعت مواجهات صباح أمس، في بلدة أبو ديس إلى الجنوب الشرقي من القدس، وقال نشطاء هناك لـ"العربي الجديد"، إن "جنود الاحتلال أطلقوا الغاز والرصاص المطاطي باتجاه الشبان".

وفي المدينة المقدسة أيضاً، أغلقت قوات الاحتلال محاور الطرق إليها، وكثفت من انتشارها في محيط البلدة القديمة من القدس، خصوصاً في باب العامود، وعند بوابات الأقصى، حيث استأنف المستوطنون اقتحاماتهم للمسجد الأقصى، صباحاً.

وأصيب 19 فلسطينياً خلال مواجهات شهدتها عدّة مناطق من مدينة نابلس والمنطقة المحيطة بمنطقة قبر يوسف (شرقاً)، عقب اقتحام القبر من قبل مجموعات من المستوطنين، الذين أدوا طقوساً دينية في المكان بحماية من قوات الاحتلال.

وقال مدير الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس، أحمد جبريل، لـ"العربي الجديد"، إنّ "طواقم الهلال قدمت العلاج لمواطن أصيب بالرصاص الحي وآخرَين أصيبا بالرصاص المطاطي، وتم نقل المصابين إلى مستشفى رفيديا في مدينة نابلس لتلقي العلاج"، وتابع: "كما تم تقديم العلاج الميداني لاثني عشر مواطناً فلسطينياً أصيبوا بالرصاص المطاطي، وخمسة آخرين أصيبوا بالاختناق بالغاز المسيل للدموع".

• اعتقال العشرات بالضفة والقدس

واستبقت قوات الاحتلال إجراءاتها بحملة واسعة من الاعتقالات في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، طاولت نحو عشرين ناشطاً مقدسياً غالبيتهم من كوادر حركة "فتح"، واعتقلت قوات الاحتلال رئيس لجنة أهالي أسرى القدس، أمجد أبو عصب، عقب دهم منزله بحي الصوانة في مدينة القدس، واعتقلت كذلك مسؤول ملف المقدسات في حركة "فتح"، عوض السلايمة، وشقيقه أشرف، وأيضاً شاباً من بلدة القدس القديمة، وثلاثة شبان من بلدة العيسوية شمال شرق القدس، والفتى القاصر محمد الشويكي (17 عاماً) من بلدة سلوان جنوب القدس.

في حين، اقتحمت قوات الاحتلال منزل عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" في القدس، عدنان غيث، واعتقلت كذلك شاباً من بلدة العيزرية شرق القدس.

وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، وصف مدير نادي الأسير في القدس، ناصر قوس، هذه الحملة من الاعتقالات بأنها "احترافية"، وعلى خلفية الفعاليات المقررة، يوم غد الجمعة، تنديداً بقرار الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال.

وفي قرية النبي صالح، شمال غرب رام الله (وسط)، دهمت قوات الاحتلال، فجراً، منزل عائلة الفتاة نور ناجي التميمي، ابنة عم الطفلة عهد التميمي، التي اعتقلت الثلاثاء، ووالدتها ناريمان التميمي، ومن ثم قامت باعتقال نور واقتيادها إلى جهة مجهولة.

وفي سياق الاعتقالات، اعتقلت قوات الاحتلال شاباً من مخيم الأمعري جنوب رام الله، وشاباً آخر تم اعتقاله في قرية دير سامت بمحافظة الخليل (جنوباً)، وكذلك اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة شبان من مدينة بيت لحم (جنوباً)، وشابين آخرين من مخيم عايدة شمال بيت لحم، وسلمت شاباً آخر من بيت لحم بلاغاً لمراجعة مخابراتها، في وقت اندلعت فيه مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال بالقرب من مخيم العزة شمال بيت لحم، من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات، وفق ما ذكرت مصادر صحافية.

كذلك، اعتقلت قوات الاحتلال، فجراً، شاباً من الحي الشرقي في مدينة جنين، والأسير المحرر والمربي يوسف أبو الرب من قرية جلبون شرق جنين، فيما اعتقلت قوات إسرائيلية خاصة الأسير المحرر محمود الطبوق من مدينة نابلس شمال الضفة، بينما كانت قوات خاصة إسرائيلية اعتقلت، أمس، الأسير المحرر محمد عصيدة من قرية تل غرب نابلس، خلال تواجده في قرية صرة المجاورة.

واعتدى مستوطنون بالضرب على الطفل أمين إبراهيم رمضان (9 سنوات) في شارع الشلالة وسط مدينة الخليل، ما أدى إلى إصابته برضوض وكدمات.