دولي
القمة اسطنبول: اعتراف دولي بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين
في وقت دعت فيه قوى غزة لتظاهرة مليونية غدا الجمعة نصرة للقدس
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 13 ديسمبر 2017
• عباس مهدداً: واشنطن خرقت اتفاقها معنا وسنرد بـ"المثل"!
• روحاني: مستعدون للتعاون للدفاع عن القدس دون شرط مسبق
• أردوغان: لا سلام في المنطقة دون إيجاد حل للقضية الفلسطينية
افتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس أعمال القمة الإسلامية الاستثنائية في إسطنبول، لبحث تبعات القرار الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فيما ذكرت مصادر دبلوماسية، أنّ البيان الختامي للقمة، سينصّ على دعوة المجتمع الدولي للاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، ووأكد أردوغان، في كلمته أمام القمة، أن القدس خط أحمر وستبقى عاصمة أبدية للمسلمين، واصفا إسرائيل بـ"دولة الاحتلال والإرهاب".
اعتبر رجب طيب أردوغان، أن "القرار الأميركي بشأن القدس مكافأة لإسرائيل على ممارساتها وجرائمها"، مشيراً إلى أن القرار ضربة قاسية ومعاقبة للفلسطينيين. وعرض أردوغان خارطة تستعرض التطور الاستيطاني التاريخي لفلسطين منذ 1947، واستيلاء إسرائيل على الأراضي الفلسطينية، وقال إن "هذه الخارطة تعني أن إسرائيل دولة احتلال وإرهاب"، وقال أردوغان إن قرار الولايات المتحدة ضربة لحضارتنا، إلى جانب أنها انتهاك للقانون الدولي.
وأكّد الرئيس التركي على ضرورة اتخاذ جميع دول العالم موقفاً حازماً بشأن القدس الموجودة تحت الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك بابا الفاتيكان، وطالب أردوغان الدول التي لم تعترف بفلسطين القيام بذلك، قائلاً: "هذا شرط لخلق توازن من شأنه إحقاق العدل في المنطقة"، وأضاف أن بعد الإعلان الأميركي يجب عدم السماح لإسرائيل بشغل العالم بمسائل وقضايا مختلفة من أجل الاستيلاء على أراضي فلسطين، وأن الوقوف على الحياد يعني رضى بالظلم، وأنه لا بد من التسريع بضم دولة فلسطين إلى المنظمات الدولية.
وطالب أردوغان الولايات المتحدة بالتراجع عن قرارها الاستفزازاي بشأن القدس، مؤكداً أن الولايات المتحدة فقدت صفة الوسيط وعليها أن تتحمل المسؤولية حيال ذلك.
• عباس: سنخرق التزاماتنا بما أن واشنطن خرقت التزاماتها
بدوره، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال كلمته بالقمة، أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن يمر، لافتاً إلى أن "إعلان ترامب انتهاك صارخ للقانون الدولي والاتفاقيات الموقعة، هو بمثابة منح من لا يملك لمن لا يستحق"، مطالباً في الوقت نفسه مجلس الأمن بإصدار قرار يلغي قرار ترامب، وقال عباس "أؤكد رفضنا لهذا القرار الباطل الذي صدمتنا به الولايات المتحدة التي جاءت لنا ليس بصفقة العصر بل بصفعة العصر، لتكون قد اختارت أن تفقد أهليتها كوسيط وأننا لن نقبل أن يكون لها دور في العملية السياسية لأنها منحازة كل الانحياز لإسرائيل"، مشدداً على أنّ "القدس خط أحمر وعلينا أن نحميها".
وتابع: "لن يكون هناك سلام في المنطقة والعالم دون أن تكون القدس عاصمة دولة فلسطين، وليس لدينا شك أن هذه الخطوات الأحادية تشجع الجماعات المتطرفة وغير المتطرفة على أن تحول الصراع السياسي إلى صراع ديني"، وقال أيضاً "ليس بمقدرونا إبقاء التزاماتنا قائمة من جانب واحد، التزمنا أن لا ننتمي لبعض المنظات الدولية شريطة أن لا تقوم واشنطن بنقل سفاراتها إلى القدس، وأن لا تغلق مكتب المنظمة، وأن لا تقطع المساعدات لكنها خرقت ذلك ونحن سنخرق ذلك. ولن نلتزم بما التزمنا به".
وتساءل الرئيس الفلسطيني: "كيف يمكن لدول العالم السكوت على هذه الانتهاكات في حق القانون الدولي؟ وكيف يمكن استمرار اعترافها بإسرائيل وتعاملها معها؟ وهي تستخف بالجميع وتواصل مخالفة الاتفاقات الموقعة معها وتقوم بممارساتها القمعية والاستعمارية وخلق واقع الأبارتايد وانتهاك مقدساتنا المسيحية والإسلامية".
وفي الشأن الداخلي الفلسطيني، قال عباس "نحن مصممون على إنهاء الانقسام ونقولها لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة، هناك عقبات كثيرة تحتاج إلى حل لكننا مصممون لأن ذلك في مصلحتنا أن يكون وطننا وشعبنا موحداً. سنصر على المصالحة ونستمر فيها"، وطالب الرئيس الفلسطيني القمة باتخاذ جملة من القرات الحاسمة، أبرزها "تحديد علاقات الدول الأعضاء لمنظمة التعاون الإسلامي بدول العالم على ضوء قراراتها وأفعالها نحو قضية القدس، فضلاً عن اتخاذ خطوات سياسية واقتصادية لإجبارها على إنهاء احتلالها لدولة فلسطين، إلى جانب مطالبة دول العالم بمراجعة اعترافها بدولة إسرائيل.
كما دعا عباس إلى التوجه بمشاريع قرارت لمجلس الأمن ولكل مؤسسات الأمم المتحدة والمنظات الدولية بهدف إبطال كل ما اتخذته الولايات المتحدة من قرارت بشأن القدس، وطالب كذلك بعقد دورة خاصة لمجلس حقوق الإنسان لتتحمل الدول الأعضاء مسؤوليتها تجاه انتهاك القانون الدولي الإنساني.
• العاهل الأردني: سنمنع تغيير وضع القدس
من جهته، قال العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، في كلمة له أمام القمة الإسلامية، إنّ الخطوة الأميركية تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف ملك الأردن "سنواصل دورنا في التصدي لأي محاولة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، وأنتم السند والعون للأردن في هذه المسؤولية، ولا بد لنا من العمل يداً واحدة لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، والتصدي لمحاولات فرض واقع جديد"، مؤكداً "سنمنع أي محاولات لتغيير الوضع في القدس".
• العثيمين: قرار ترامب يؤسس للفوضى
قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف بن أحمد العثيمين، في كلمته، إنّ القرار الأميركي حول القدس يستفز مشاعر المسلمين ويؤسس لحالة من الفوضى. وأضاف أن منظمة التعاون الاسلامي تجدد التأكيد على مكانة القدس لدى المسلمين كعاصمة لفلسطين، داعياً دول العالم الى الاعتراف بدولة فلسطين.
• روحاني: واشنطن ليس وسيطاً نزيهاً
قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، في كلمته، إنّه يجب على الأمة الإسلامية أنّ تحل مشاكلها بنفسها، مبيناً أن إيران لديها الاستعداد للتواصل مع كافة الدول الاسلامية بشأن القدس، وأضاف روحاني أنّ "الكل يعلم أن العدو هو المشروع الصهيوني، وأن الولايات المتحدة الأميركية كانت تواكب الكيان الصهيوني في كل الجرائم التي يرتكبها"، مؤكداً أنّ واشنطن لم ولن تكون وسيطاً نزيهاً.
وطالب الرئيس الإيراني الأمم المتحدة ومجلس الأمن بأن يكون لهما دوراً مفتاحياً تجاه الخطوة الأميركية حول القدس، داعياً في الوقت نفسه إلى رصد الانتهاكات الإسرائيلية.
ومن المتوقع أن يصدر البيان الختامي للقمة الإسلامية الساعة الرابعة بتوقيت القدس المحتلة.
وقبل بدء الاجتماع الكامل للقمة التي يشارك فيها ممثلون عن 48 دولة، بينهم 16 زعيماً، قال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، في اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي "أولاً يجب أن تعترف جميع الدول الأخرى بالدولة الفلسطينية. علينا أن نكافح جميعنا من أجل تحقيق ذلك".
وأضاف بحسب ما نقلت "الأناضول" "يجب أن نشجع الدول الأخرى على الاعتراف بدولة فلسطينية على أساس حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية". وكان قادة وممثلو الدول الإسلامية، قد بدأوا منذ أمس أول، التوافد إلى تركيا، للمشاركة بالقمة الاستثنائية.
• تقديرات إسرائيلية: الخلافات العربية ستخفّف حدة قرارات القمة الإسلامية
في حين رجّحت تقديرات إسرائيلية أن تفضي حالة الاستقطاب التي تسود العالم العربي إلى التأثير سلبا على مداولات قمة "منظمة التعاون الإسلامي" رداً على اعتراف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقراره البدء باتخاذ الإجراءات لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وأشارت التقديرات إلى أن طابع العلاقة الخاصة التي تربط بعض الدول العربية، لا سيما السعودية، مصر، والإمارات بالولايات المتحدة، سيؤثر سلبا على صدور قرارات، يمكن أن تشكل تحدياً للإدارة الأميركية وإسرائيل.
وفي تقرير نشره أمس، أوضح موقع "Times of Israel" أن أنظمة الحكم في كل من مصر والسعودية والإمارات غير معنية بتهديد علاقاتها المهمة بواشنطن، بسبب بيان القمة المرتقب بشأن الرد على قرار ترامب، وحسب الموقع، فإن تعاظم الشرخ مع إيران يجعل "الدول العربية السنية المعتدلة" غير معنية في الدخول في مواجهة مع الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب القدس، مشدداً على أن السعودية والدول التي تدور في فلكها، لا ترغب بأن تتحول القمة إلى مسار صدام مع إدارة ترامب.
ولفتت صحيفة "هارتس" في تقرير نشرته اليوم إلى أن مستوى تمثيل الدول الإسلامية المختلفة في القمة، يعكس حالة الانقسام بين أعضائها، مشيرة بشكل خاص إلى المستوى المتدني لمشاركة كل من السعودية ومصر والبحرين في القمة، مقابل مشاركة 16 زعيم دولة آخرين في القمة، بدوره، قال المستشرق آدي كوهين، إن نمط ردة فعل قادة العديد من الدول العربية على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، تدل على أن المنطقة تشهد "ربيعاً عبرياً".
الوكالات