دولي

غضب القدس... 4 شهداء والمواجهات تتجدّد في الضفة الغربية

تواصلت المواجهات ضدّ قوات الاحتلال على الخط الفاصل شرق قطاع غزة

حماس: الاحتلال يتحمل تبعات التصعيد الخطير على غزة

"الشعبية" تدعو لإشعال الانتفاضة والانسحاب من أوسلو

 

لليوم الرابع على التوالي، يواصل الفلسطينيون احتجاجاتهم على قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها، وشهدت الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، صباح السبت، مواجهات مع جنود الاحتلال، فيما انتشلت الطواقم الطبية جثماني شهيدين قضيا في قصف إسرائيلي جنوبي مدينة غزة، ليرتفع بذلك عدد الشهداء إلى 4، خلال الـ 24 ساعة الماضية، وأصيب عدد من الفلسطينيين، صباح السبت، في مواجهات مع الاحتلال، اندلعت عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية.

ذكر الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان مقتضب، أنّ طواقمه تعاملت مع إصابة عشرة فلسطينيين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، وإصابة اثنين آخرين بجروح بالرصاص المطاطي، وبحسب مصادر محلية وصحافية، فإنّ قوات الاحتلال قمعت مسيرة لطلبة المدارس في بيت لحم، خرجت للتنديد بقرار ترامب، ما أدى إلى وقوع مواجهات أصيب خلالها عدد من الفلسطينيين.

على صعيدٍ متّصل، أكّد وزير الصحة الفلسطيني، جواد عواد، في تصريح، أن المستشفيات والمراكز الطبية والصحية الحكومية الفلسطينية تعمل في هذه الفترة في حالة طوارئ، نظراً لعدد الإصابات التي نتجت خلال التظاهرات المنددة بقرار الرئيس الأميركي، وأكّد وزير الصحة الفلسطيني، أنّ "أقسام الطوارئ وبنوك الدم في المستشفيات على أهبة الاستعداد لاستقبال الإصابات، وتوفر الأدوية اللازمة، إضافة إلى رفع الجهوزية لدى الطواقم الطبية لتكون متوفرة في جميع الأوقات، نظراً للظروف التي تمر بها المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة".

 

تواصلت المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي على الخط الفاصل شرق قطاع غزة

 

ولفت إلى أنّ "المواجهات خلّفت، منذ أول أمس وحتى صباح أمس، 4 شهداء وأكثر من 1100 مصاب"، مبيناً أنه "جرى علاج المصابين ميدانياً من قبل طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني، وفي المستشفيات"، وفي قطاع غزة، تواصلت المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، على الخط الفاصل شرق قطاع غزة، وذكرت "وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية" (وفا)، أنّ المواجهات تتركّز حالياً قرب المقبرة الشرقية شرق غزة، وقرب حاجز بيت حانون "إيرز" شمال القطاع، وشرق البريج وسط القطاع، وشرق خان يونس جنوب القطاع.

 

حبيب: المعركة فُتحت على مصراعيها وعلى الجميع الاستعداد للتضحية

 

أكّد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب، أنّ المعركة فُتحت على مصراعيها مع المشروع الصهيو-أمريكي وعلى الجميع أن يكون على أتم الاستعداد للتضحية حتى نضرب الكيان ضربة واحدة وتعود فلسطين، كما قال.

وعبّر حبيب في كلمة له ممثلاً عن القوى الوطنية والإسلامية في مسيرة انطلاقة الجبهة الشعبية، السبت، عن رفضه قرار أمريكا القاضي بعدّ القدس عاصمة للكيان الصهيوني، وقال: "سيبقى هذا الكيان الغاصب غريباً في هذه المنطقة، لا شرعية لوجوده وسيبقى هكذا حتى يقتلعه جنودنا وثوارنا".

وشدد القيادي الفلسطيني، على حاجة الشعب الفلسطيني إلى نبذ الانقسام والسير قدماً في تحقيق المصالحة بشكلها الشامل والكامل، وطالب بأن يكون الجميع صفاً واحداً يداً بيد في مواجهة هذا المشروع الصهيو-أمريكي، ودعا إلى ترتيب البيت الفلسطيني؛ "حتى نكون كما كنا في السابق، الصخرة التي تتحطم عليها كل مشاريع التصفية والتسوية التي تستهدف قضيتنا الفلسطينية".

وناشد حبيب، رئيس السلطة المضي قدماً في خيار المصالحة ورصّ الصفوف، وقال: "فلسطين تحتاجكم جميعاً، وتستصرخكم جميعاً، امضِ على بركة في خيار المصالحة، ولا تلتفت لخيار التصفية لقضيتنا الفلسطينية، ونحن من خلفك داعمون ومساندون"، وطالب القيادي في الجهاد، بوقف "التنسيق الأمني" مع العدو، والمضي قدماً في خيار المصالحة ورص صفوف شعبنا، وقال: "لا تعاون ولا التقاء مع هذا العدو الصهيوني الذي يجب أن يرحل عن أرضنا لتعود فلسطين والقدس والأقصى إلى شعبنا وأصحابها وأهلها"، كما دعا إلى ضرورة أن يتم سحب الاعتراف بهذا الكيان الصهيوني، "الذي يجب أن يبقى غريباً منبوذاً من كل شعبنا والمحيط العربي والإسلامي"، كما قال.

 

"الشعبية" تدعو لإشعال الانتفاضة والانسحاب من أوسلو

 

من جهته دعا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية جميل مزهر، لإشعال انتفاضة فلسطينية شاملة رداً على القرار الأمريكي، في إطار إستراتيجية موحدة، وتوفير مقومات استمرارها، وأكّد مزهر خلال مسيرة حاشدة نظمتها الجبهة الشعبية في ذكرى انطلاقتها الـ 50 بغزة، السبت (9-12): "قرار ترمب أطلق رصاصة الرحمة على ما يسمى بحل الدولتين وأوهام ما يسمى بعملية التسوية"، وشدد على أن هذا الأمر يستوجب من "القيادة الفلسطينية" استخلاص العبر والدروس، وإعلان الانسحاب من اتفاقية أوسلو والتزاماتها الأمنية والسياسية والاقتصادية، ووقف "التنسيق الأمني"، وسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني، وتنفيذ قرارات المجلس المركزي المنعقد في آذار 2015.

وأشار عضو المكتب السياسي للشعبية، إلى أنّ شعار الإدارة الأمريكية هو تصفية القضية الفلسطينية، محذراً من أنّ الجبهة ستستمر بمقاومتها بالأشكال المشروعة كافة حتى طرد آخر جندي ومستوطن من أرضنا، وإقامة المجتمع الديمقراطي في دولة فلسطين وعاصمتها القدس، كما قال، وأضاف: "الرد على القرار الأمريكي يفرض على الجميع التمسك بالشراكة الوطنية والمضي قدماً بإنجاز المصالحة، وسنواصل في الجبهة جهودنا من أجل تشكيل أوسع اصطفاف وطني وشعبي حاضنةً شعبية لحماية المصالحة ومواجهة أي محاولات لتعطيلها تزامناً مع اشتباكنا المفتوح مع الاحتلال".

وأكد أنه "من غير المعقول أن تستمر معاناة شعبنا في قطاع غزة في ظل العدوان الصهيوني المتواصل والقرار الأمريكي والمخططات المشبوهة لتصفية قضيتنا"، داعيا الحكومة لإنهاء إجراءاتها المفروضة على قطاع غزة، وحل الأزمات المستعصية بالقطاع، وبين أن "الأحداث الخطيرة التي يشهدها الإقليم والمحاولات لتركيع المقاومة وتقسيم المقسم وتجزيء المجزأ وانشغال العرب بحروب داخلية، تحتم علينا مواجهة ثالوث المؤامرة على القدس وفلسطين".

ووجّه مزهر، باسم الأمين العام للجبهة الشعبية الرفيق أحمد سعدات والمكتب السياسي واللجنة المركزية، التحية للجموع المحتشدة التي تشارك في مسيرة الوفاء للقدس رفضاً للقرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان ونقل السفارة الأمريكية إليها، وشدد على أن "خطورة هذا القرار أنه يأتي في لحظات مصيرية مفصلية تتعرض لها قضيتنا الوطنية في ظل استمرار العدوان الصهيوني وغياب الموقف الموحد، ومحاولات الإدارة الأمريكية بمساعدة بعض الدول العربية لتنفيذ صفقة القرن أو ما يسمى الحل الإقليمي الذي يسعى للتطبيع والتحالف السياسي والاقتصادي مع العدو الصهيوني مروراً بنقل السفارة الأمريكية والاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لما يسمى إسرائيل".

 

حماس: الاحتلال يتحمل تبعات التصعيد الخطير على غزة

 

في حين حملت حركة "حماس" حكومة الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن تبعات التصعيد الخطير المتمثل في قصف المدنيين ومواقع المقاومة والمؤسسات، وأكد فوزي برهوم، الناطق باسم الحركة، في بيان صحفي ظهر السبت (9-12) أن هذا التصعيد لن يفت من عضد شعبنا وإرادته ومقاومته وانتفاضته المباركة لنصرة القدس والدفاع عنها وإفشال كل المخططات التي تستهدف حقوقه ومقدساته.

وعدّ هذا التصعيد المتعمد جريمة إضافية تضاف إلى جرائم الاحتلال وانتهاكاته بحق شعبنا، وتجرّؤًا على الدم الفلسطيني نتيجة الغطاء والدعم الأمريكي اللامحدود لهذه الجرائم والانتهاكات

 

من نفس القسم دولي