دولي
الشراكة عنوان للنجاح ... معبر رفح نموذجا
القلم الفلسطيني
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 21 نوفمبر 2017
بعد طول انتظار فُتح معبر رفح بنفس الطريقة القديمة وبعد ثلاثة شهور من آخر فتحة له، ثلاثة أيام ثم يعاد إغلاقه وقد يمد يوما أو يومين؛ ولكن النتيجة واحدة هو العودة إلى الاغلاق والذي لا يعلم أحد متى ستكون الفتحة القادمة والتي نرجو أن تكون الاسبوع القادم على أبعد تقدير ، ولكن الأمر ليس بأيدينا نحن الفلسطينيون ، فالأمر جله لدى الجانب المصري لأنه صاحب السيادة ومن على المعبر في الجانب الفلسطيني هم أدوات تنفيذ تخضع للقرار المصري ، هذا ما لم يفهمه من صوروا من أنفسهم أنهم أصحاب قرار ، ووعدوا ومنوا ولكن كانت الحقيقة التي يعلمونها أصلا ولم تكن صادمة لنا كمتابعين أو حتى مواطنين.
بعد الخامس عشر من هذا الشهر الموعد الذي اعلن عنه لفتح المعبر، لم يفتح المعبر كون الذي وعد هو الأداة التنفيذية وليس صاحب القرار، وحتى عندما أعلن لم يكن قد تلقى الأوامر من الجانب المصري فلم يفتح المعبر ، وبدأت السلطة في تحميل المسئولية على الجانب المصري لعدم جاهزيته لفتح المعبر نتيجة الأوضاع الأمنية في سيناء تارة أو أن عملية الترميم للمعبر في الجانب المصري لم تكتمل بعد وصدرت بعض الأماني عن قرب فتح المعبر.
في الجانب المصري كان الحديث عن أن من طلب عدم فتح المعبر هو السلطة الفلسطينية لعدم جاهزيتها لتشغيل المعبر بعد أن استلمته من الإدارة القديمة رافضة بقاء أحد منهم على المعبر، مصر أدركت أن السلطة التي طلبت عدم تشغيل المعبر تريد تحميل مصر مسئولية عدم فتحه، واستمعنا إلى محافظ سيناء والذي نفى ما قالته السلطة محملا لها المسئولية.
مصر وحتى تثبت عجز السلطة عن تشغيل المعبر كون المتواجدين فيه كانوا متغيبين عن الحياة العامة ولا يعرفون كيفية العمل، ولا يملكون الأدوات لتشغيله وقال أحدهم وهو من كبار المسئولين في المعبر أننا لن نتمكن من تشغيل المعبر ونحن بحاجة إلى من كانوا يديرون العمل سابقا.
مصر أعلنت عن فتح المعبر ثلاثة أيام حتى تكشف عورة السلطة غير القادرة على العمل في المعبر ، وهنا حار أمر السلطة فبعد إعلان مصر عن فتح المعبر لا تستطيع السلطة أن تعلن عدم جاهزيته أمام الجمهور، ولا يمكن أن تبقي المعبر مغلقا ومصر فتحته، فكان لابد من التواصل مع حماس في غزة ، وكون نظمي مهنا أساء الادب يوم استلام المعابر فلا يملك وجها يتحدث به مع حماس في غزة ، فجاء ماجد فرج والتقى بالسنور وكان جزء من الحديث تشغيل معبر رفح، ووضعت الآلية للعمل في الجانب الفلسطيني بتعاون كامل مع حماس والتي كان بالإمكان أن ترفض نتيجة ما حدث يوم استلام المعبر ؛ ولكن لحرص حماس على المواطنين وتسهيل مرورهم وسفرهم بكرامة وافقت، وعمل المعبر بشكل جيد دون أي إشكالية وبسلاسة فريق العمل السابق الذي أدار العمل في المعبر على مدى السنوات العشرة الماضية.
ماجد فرج لم يكن مجيئه للحديث في المعبر وقد يكون لقاء استكشافيا بين يدي لقاء القاهرة في الواحد والعشرين من الشهر الجاري ، وقد يكون طرح عشرات الاسئلة حول الأمن والأجهزة الأمنية للتعرف على ما تفكر به حماس ويرسم ما سيكون عليه الحديث ، ولعل الصورة التي ظهرت عبر وسائل الاعلام كانت جزء من الزيارة ، هذا الهجوم من فرج للسنوار والتقاط الصورة كانت له أهداف منها ولربما من يدقق في الصورة وفي ضحكت السنوار يدرك أن السنوار فهم بشكل جيد لماذا ارتمى ماجد فرج في أحضان ابو ابراهيم.
ما أردته من قصة المعبر هو عنصر واحد وهو الشراكة ، والتي حاولت السلطة تغيبها في المعبر والتي تمثل نموذجا بسيطا بالنسبة لبقية القضايا رغم أهمية المعبر للناس، غياب الشراكة ليس مع حماس فقط بل مع الكل الفلسطيني لن يمكن أي طرف من إدارة الأمور بمفرده ، لذلك مبدأ الشراكة يجب أن يكون حاضرا في لقاءات القاهرة، وأن يكون أول القضايا التي يجب أن تناقش ويتم التوصل فيها الى مبدأ اساس وهو الشراكة كعنوان للوحدة وإنهاء الانقسام.
مصطفى الصواف