دولي

الحرب الاقتصادية "الإسرائيلية" على أموال المقاومة

القلم الفلسطيني

صدر في الولايات المتحدة هذا الأسبوع كتاب بعنوان "harpoon" وهي تعني بالعربية "حربون" أي الرمح لصيد الحيتان وباللغة العبرية "تسل تسال"، من تأليف الكاتبة والمحامية الصهيونية ميتسانا درشان/لتنلتنرز ويتناول باستفاضة أعمال وحدة حربون وهي وحدة متخصصة في الحرب الاقتصادية على ما يسمى الإرهاب وتستهدف بالدرجة الأولى أموال المقاومة حين نقلها بين البنوك أو بطرق أخرى وتضرب أمثلة من تجربتها مع حماس وحزب الله والرئيس عرفات رحمه الله.

الوحدة الخاصة تسل تسال هي منظمة استخباراتية إسرائيلية تتكون من ممثلين عن الموساد والشاباك، وعن استخبارات الجيش "أمان" وممثلين عن كل من سلطة الضرائب، الجمارك، الشرطة الإسرائيلية، ومكتب منسق أعمال الحكومة في المناطق. كانت تابعة في السابق من الناحية الإدارية لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي "ملال".

الوحدة الخاصة تبحث عن كل الوسائل والطرق القانونية وغير القانونية، السرية والعلنية فكل الوسائل لديها مباحة، وذلك لضرب ومصادرة أموال المقاومة وهذا هو دليل إضافي ينضم إلى مئات الأدلة الأخرى التي تظهر قيام "إسرائيل" (الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط وفق زعمهم) بالضرب بعرض الحائط بكل القوانين والمواثيق والقيم الإنسانية والدولية، وذلك لضمان "حقها" استمرار احتلال وانتهاك حقوق العرب والمسلمين.

أشارت مؤلفة الكتاب، وهي رئيسة منظمة "شورات دين" المتعاونة مع حربون، في مقابلة خاصة لها مع صحيفة يديعوت احرنوت العبرية بتاريخ 10\11\2017 ، أن حربون نجحت في كثير من القضايا وذكرت منها على سبيل المثال التمكن من سرقة قرابة المليون دولار من رجل الأعمال اللبناني والمشتبه بكونه أحد أذرع حزب الله في العام 2007 وهو صلاح عز الدين مسؤول مدارس الشهيد هادي نصر الله.

كما تمكنوا (وفق زعمهم) من سحب أموال طائلة لحماس في أمريكا وبنوك فلسطينية أخرى، كما ذكرت قيام الوحدة وبإشراف مباشر من مائير داغان رئيس الموساد السابق بمنع السيد إسماعيل هنية رئيس الوزراء آنذاك من إدخال 40 مليون دولار عبر معبر رفح، من خلال افتعال أزمة وتم حلها بقيام الجامعة العربية بفتح حساب خاص لوضع المال فيه، بينما نجح السيد هنية وعلى حد قولها بإدخال 5 ملايين فقط، ولقد أشارت إلى النقاشات التي دارت قبيل هذه العملية حيث تمت دراسة إمكانية التنكر بزي رجال عصابات في سيناء من أجل السطو على تلك الأموال التي كان يحملها أبو العبد هنية.

قامت الوحدة أيضا بضرب مصادر تمويل كان يستخدمها الرئيس الراحل ياسر عرفات في بداية الانتفاضة الثانية وذلك بقرار من ارئيل شارون، كما أكدت الكاتبة الصهيونية أن نجاحات الوحدة الخاصة للحرب الاقتصادية قد أصبحت مثالا يحتذى به في أوساط المؤسسات الأمنية في أميركا وأوروبا على حد سواء.

أخيرا أشارت الكاتبة إلى الدافع الرئيسي لمائير داغان مؤسس الوحدة والذي كان حينها مستشار رئيس الأركان الإسرائيلية لشؤون الإرهاب للتوجه إلى رئيس الوزراء رابين وإقناعه باتخاذ قرار تشكيل الوحدة الخاصة "تسل تسال"، هو العمليات الاستشهادية الناجحة في رامات غان "تل أبيب"، ورامات أشكول القدس سنة 1995 ،"والتي اتهم بتنفيذها كاتب هذه السطور".

عبد الناصر عيسى

 

من نفس القسم دولي