دولي

المصالحة شراكة لا إقصاء

القلم الفلسطيني

لماذا الدكتور رامي الحمد الله يخشى المصالحة؟ سؤال بلوح بالأفق بعد تصريحات الحمد لله التوتيرية في الأيام القليلة الماضية، نحن ندرك أن الحمد الله لا يملك من أمره شيئا، وليس صاحب قرار، وأنه أداة تنفيذية وفق رؤية ترسم له لا يمكنه الحياد عنها، والمتابع للتصريحات الصادرة عن بعض قيادات من حركة فتح حول ملف المصالحة والمصطلحات الفضفاضة التي تتحدث عن التمكين والتمكين الكامل والأمن والتي فيما بعد يرددها الحمد لله عبر وسائل الإعلام، يدرك أن الحمد لله مجرد بوق يردد ما تردده بعض قيادات فتح، وأنا أقول بعضا، لأن ليس كل قيادات حركة فتح تخشى المصالحة.

ومن هنا نسأل رامي الحمد لله وهو الدكتور والأستاذ الجامعي قبل أن يكون رئيسا للوزراء، ما مفهومك للمصالحة؟ هل المصالحة العودة إلى أسباب الانقسام والخلاف؟ هل المصالحة تعني الإقصاء والتفرد؟ هل المصالحة تعني الشراكة السياسية؟، أليست المصالحة طريق للوحدة وتحمل المسئولية المشتركة بين الكل الفلسطيني؟ هل المصالحة تعني أن تبقى رئيسا للوزراء بعيدا عن التوافق الوطني؟، ونقول أيضل لرامي الحمد الله أليس هناك اتفاق وقع في القاهرة ووضع جداول زمنية للملفات المختلفة سواء الموظفين والأمن، لماذا الآن كثر حديثك عن الأمن؟، وهو ملف شكلت له لجنة مشتركة ستناقش الموضوع من كل جوانبه برعاية مصرية، ألا يكفي كل التجاوزات التي ارتكبت في معبر رفح عند تسلمه، ألست من طالب نظمي مهنا باستلام المعابر على بياض، ولا تريد أن ترى أيًّا من الموظفين القدامى والذين أداروا المعبر على مدى عشر سنوات؟ أم أن نظمي مهنا اتخذ القرار بنفسه وفق تعليمات خارج نطاق الحكومة؟.

ما حدث عند استلام المعابر مخالف لما تم الاتفاق عليه، ورغم ذلك فوتت حركة حماس عليك الفرصة، وطالبت العاملين في المعابر بالمغادرة دون أي مشاكل، حتى أن الأجهزة التي كانت تعمل في معبر رفح رفضتم استلامها والعمل عليها، وفي معبر كرم أبو سالم غادر الموظفون كافة المعبر قبل وصول مهنا إليه، وبقي المسئول عنه ليسلم مهنا المفاتيح، وقبل تسليم المفاتيح شرح المسئول السابق عن المعبر النظام الذي يعمل به المعبر والتطورات التكنولوجية فيه، والتقدم الكبير الذي عليه المعبر، الأمر الذي أبهر مهنا وطلب من المسئول البقاء أسبوعا أو أسبوعين لتدريب الموظفين الجدد الذين انقطعوا عشرة أعوام عن الدنيا ولكنه رد عليه قائلا: لدي أوامر بالتسليم والمغادرة.

أليس الاتفاق يا دكتور رامي الحمد لله مع بقاء الموظفين حتى تنتهي اللجنة أم التعامل معهم بطريقة تنافي الاتفاق وفيها قلة أدب؛ الحليم تغافل عنها حتى تمر المصالحة على خير؛ ولكن يبدو أن الأمر لم يرق لك وبدأت بالتحرك ووضع العصي بالدواليب، وخلق مشاكل من خلال الحديث عن الأمن، وهل يا دكتور المعبر يحتاج إلى الأمن؟ ولماذا لم تستعن بالأمن السابق والذي ينص الاتفاق على أن لا يغادر؟، أم أن المسألة فقط  للتعطيل والمراوغة والتلكؤ في تنفيذ بنود المصالحة؟، وهل هناك من أحد منعك بتوفير الأمن؟، ألست مسئولا عن الداخلية، والداخلية في غزة هي جزء من مسئوليتك، لماذا لم تطلب منهم أمنا للمعابر؟ أم أنك لا تعترف بهم، ولا تريد الاستعانة بهم وهم أصحاب الخبرة العملية والطويلة والذين لديهم القدرة المدنية والأمنية على تشغيل المعبر على خير ما يرام.

واضح أن الحمد لله من الفريق الذي لا يريد مصالحة، وأنه من المستفيدين من الانقسام، ويخشى من المصالحة على منصبه كرئيس للوزراء، ونقول للدكتور رامي:  المرحلة يجب أن تتجاوز فكر الإقصاء، وأن تعتمد على مبدأ الشراكة لا الهيمنة التي ثبت فشلها، والتي أوردتنا طريق الانقسام والتشرذم.

ونؤكد للسيد رئيس الوزراء أن تصريحاتك وتصرفاتك أعادت الناس إلى مرحلة القلق والخوف من إبقاء الانقسام، الأمر الذي يعني إبقاء المعاناة والظلم والحرمان واقعا على غزة، أَكُلُّ هذا يجب أن يدوم من أجل كرسي أو مصلحة خاصة، المرحلة لا تحتمل يا دكتور رامي هذه المهاترات والتصريحات التوتيرية، الشعب يريد أن يلمس المصالحة بيديه، ويراها بعينيه، أم أن هذا الأمر مستحيل بعرفك؟

مصطفى الصواف

 

من نفس القسم دولي