دولي
السنوار: مستعدون للانهزام لينتصر الوطن
خلال لقائه النخب النقابية بغزة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 25 أكتوبر 2017
أكد يحيى السنوار، قائد حركة "حماس" في قطاع غزة، أن الشعب الفلسطيني لا يزال في مرحلة تحرر وطني لا يمكن فيها الاستغناء عن السلاح، مشددًا على أن حركته "مستعدة للانهزام لانتصار الوطن"، وقال السنوار، خلال لقائه النخب النقابية من الفصائل، في غزة: "لن نسمح باستمرار حالة الانقسام بالمطلق؛ لأن استمراره يشكل خطرا كبيرا واستراتيجيا على المشروع الوطني الفلسطيني".
وتابع "يحاول الكثيرون أن يجعلنا في كفة الهزيمة، ولكن نحن لا ننظر لذلك، ونحن مستعدون للهزيمة من أجل أن ينتصر الوطن، وحين ذهبنا للمصالحة، كان خيارنا أن الحد الأدنى حماية مشروع التحرير والعودة، ويجب ألا نكون أحد طرفي الانقسام"، وأكد السنوار جدية حركته في مساعي تحقيق المصالحة، وقال: "لن نسمح باستمرار الانقسام. الانقسام سينتهي ولو من طرف واحد".
وتابع "إذا توفر لفتح 20 % من الجدية الموجودة لدينا، سينتهي الانقسام، ووجدنا لديهم أكثر من ذلك خلال جولات الحوار التي ناقشنا خلالها ملفات صعبة وأنجزناها"، وشدد قائد حركة "حماس" في قطاع غزة على أن محاولات الاحتلال "الإسرائيلي" إعاقة مشروع المصالحة الوطنية، مرفوضة بشكل قاطع ودائم، وقال: "إذا فكر العدو في إفشال المصالحة سيتلقى درساً كي لا يتدخل في شؤوننا الداخلية".
وجدد رفض الاعتراف بالكيان الصهيوني، قائلاً: "لن ولا يمكن أن نعترف بإسرائيل، وشروط الاحتلال مرفوضة. نحن جاهزون للتنازل وطنياً وداخلياً"، وتابع "لن نتنازل أمام العدو، وسنظل الأمناء على مشروع العودة والمقاومة وسلاحها"، مشدداً على أن حركته قدمت كثيرًا من التنازلات الوطنية لإنجاز ملف المصالحة الوطنية.
وأضاف "سلاح المقاومة ليس ملك حماس ولا القسام؛ بل ملك كل طفل وكل مواطن في قطاع غزة، لأن سنوات الحصار ما فرضت إلا لمنعنا من امتلاك القوة وتقليم أظافرنا وفرض مشروع سياسي".
وشدد على أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يستغني عن السلاح، مستدركًا "بالتأكيد يجب أن يكون (السلاح) تحت المظلة الوطنية الجامعة.. وسلاحنا ليس لفصيل ضد فصيل، بل لتحقيق أهدافه الوطنية"، وبيّن أن فصائل المقاومة بنت قوتها بالتضحيات، "وليس من أجل التفريط، ولن نبخل بتوظيفها في خدمة المشروع الوطني".
ودعا السنوار للإسراع في هذه المرحلة بتشكيل مظلة وجسم ناظم ممثل في منظمة التحرير الفلسطينية، وتشكيل مجلس وطني جديد، وأشار القيادي الفلسطيني مجددًا إلى تحسن العلاقة مع مصر، قائلاً: "علاقتنا مع المصريين في أفضل مراحلها"، كما أكد أن حركته طورت علاقاتها الدولية والإقليمية، مبينًا أنهم يهدفون إلى "تصفير المشاكل الداخلية والخارجية".
وحول الملفات التي ستناقش في جولة الحوار القادمة في القاهرة، بيّن السنوار أن موضوع الحريات في الضفة الغريبة سيكون أهم الملفات، مشيراً إلى أن حركته ستترك أي مصلحة خاصة لها تتعارض مع المصلحة وطنية، وجدد تحذيره من خطر محاولات الاحتلال وجهات أخرى إفشال المصالحة، قائلاً: "العدو الصهيوني لا يريد هذه المصالحة، ويريدها على مقاسه، والغرب وإدارة ترمب، وبعض الفلسطينيين كذلك، لتعارضها مع مصالحهم، وإذا لم نهبّ جميعاً لحماية هذا المشروع سنعضّ أصابع الندم".
وبين أن حركته سيكون لها برنامج منظم لتحويل الحوار الوطني الفلسطيني من حوار بين فتح وحماس والفصائل إلى حوار وطني شامل يشمل كل القطاعات العامة والخاصة في الوطن الفلسطيني "اقتصادية وعشائرية وسياسية وغيرها"، ودعا السنوار إلى ضرورة صناعة موجة شعبية ضخمة جداً في غزة والضفة والخارج للحديث عن المصالحة وإغلاق الأبواب في وجه وطريق كل من يفكر في الرجوع عن تطبيق وإنهاء هذا الملف، وفق قوله.
وأكد أن "حماس" لا تريد بديلاً عن منظمة التحرير الفلسطينية، وقال: "نريدها ممثلاً لكل الفلسطينيين بحق؛ لكي نستطع أن نقف جميعا تحت مظلتها ونحملها بتجربتنا".