دولي

"حماس" لعباس: عدم رفع العقوبات عن غزة تنكر للمصالحة

السلطة أرسلت وفدًا لتنفيذ التفاهمات بشأن المعابر

اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الإثنين، عدم رفع العقوبات، التي فرضتها السلطة الفلسطينية على قطاع غزة في الأشهر الأخيرة، "تنكرًا للمصالحة واستحقاقاتها"، وأقدمت القيادة الفلسطينية، قبل أربعة أشهر، على فرض سلسلة عقوبات على القطاع وموظفيه لدفع حركة "حماس" إلى العودة لمباحثات المصالحة، ودفعها لحل اللجنة الإدارية التي شكلتها لإدارة القطاع المحاصر.

وتمثلت هذه العقوبات باقتطاع ثلث رواتب الموظفين، وإحالة العشرات للتقاعد المبكر الإجباري، إضافة إلى خفض كمية الكهرباء الموردة للقطاع عبر الأراضي المحتلة، وهي إجراءات وعقوبات أحدثت شللاً في كل مناحي الحياة بالقطاع المحاصر.

وقال الناطق باسم "حماس"، فوزي برهوم، على صفحته في "فيسبوك"، إن "عدم استجابة رئيس السلطة محمود عباس للمطالب الشعبية والوطنية بإلغاء إجراءاته التعسفية ضد أهلنا في غزة غير مبرر، وتنكر واضح لمتطلبات المصالحة واستحقاقاتها". ودعا برهوم الرئيس عباس إلى "أن يتحمل مسؤولية تفاقم أزمات الناس ومعاناتهم".

وقبل برهوم، أعلن عضو المكتب السياسي لـ"حماس"، صلاح البردويل، أنّ حركته وضعت الإجراءات المتخذة ضد القطاع "وديعة" لدى السلطة؛ لأن رفعها بات مطلبًا شعبيًا ووطنيًا وليس مطلب حركة "حماس" فقط.

ولم ينتج عن اجتماع اللجنة المركزية لـ"فتح"، أي قرار بخصوص وقف الإجراءات والتراجع عنها، وهي التي مست عصب الحياة في القطاع الذي يعاني منذ 11 عاماً من الانقسام والحروب وتداعياتهما الداخلية التي أصابت مليوني مواطن.

 

وفد من الإدارة العامة للمعابر والحدود في السلطة الفلسطينية وصل إلى غزة لتنفيذ ما اتفقت عليه 

 

ورفض قياديون في "فتح" الإجابة على أسئلة "العربي الجديد" بشأن رفع العقوبات عن غزة، بدعوى أنهم لا يملكون إجابة في الوقت الحالي.

غير أنّ مصادر مواكبة للتطورات قالت لـ"العربي الجديد"، إنّ الرئاسة الفلسطينية تنتظر أن تسير المصالحة الفلسطينية خطوات أكثر للأمام لوقف الإجراءات، لأنها تخشى أن توقفها ثم تتراجع "حماس" عن بعض القضايا ويصبح بعدها العودة للعقوبات أمرًا صعبًا.

في غضون ذلك، وصل إلى غزة، الإثنين، وفد من الإدارة العامة للمعابر والحدود في السلطة الفلسطينية، يترأسه المدير العام، نظمي مهنا، لتنفيذ ما اتفقت عليه حركتا "حماس" و"فتح" في القاهرة الخميس الماضي بشأن تسلم حكومة الوفاق الوطني لمعابر غزة، واتفقت الحركتان، الخميس الماضي، في القاهرة، على تسلم حكومة الوفاق معابر القطاع، وهي معبر رفح ومعبر بيت حانون المخصصان للأفراد، ومعبر كرم أبو سالم التجاري بين غزة والأراضي المحتلة، ومن المقرر أنّ يعقد الوفد، برئاسة مهنا، لقاءات عمل مكثفة مع مسؤولي المعابر والأمن في غزة للاتفاق على آلية تسلم المعابر، قبل أن يتم اعتمادها من قبل الطرفين وإصدار التعليمات الخاصة بالاستلام الفعلي.

 

"حماس" تستهجن استمرار العقوبات على غزة

 

إلى ذلك استهجنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، استمرار العقوبات على قطاع غزة، "والتي فرضتها السلطة الفلسطينية على غزة، لإجبار حماس على تسليم مقاليد الحكم"، وقال الناطق باسم الحركة، سامي أبو زهري، في تغريدة عبر "تويتر"، إنه من غير المبرر استمرار العقوبات على غزة، فيما تكتفي حكومة الوفاق بالحديث عن استلام المعابر والتنقيب عن غاز غزة.

وانتهى مساء الأحد، اجتماع اللجنة المركزية لحركة "فتح" الخاص بالمصالحة الفلسطينية، برئاسة رئيس السلطة محمود عباس، دون أي قرار أو توصية برفع العقوبات عن قطاع غزة، وقالت وكالة الأنباء الرسمية "وفا": إن اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح الذي عقد في رام الله، ناقش اتفاق المصالحة الأخير الذي وقع في القاهرة، لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية.

 

أبو مرزوق يطلع السفير الروسي بقطر على مستجدات المصالحة

 

والتقى عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، موسى أبو مرزوق، في مكتبه بالدوحة سفير روسيا الاتحادية لدى قطر، نور محمد خولوف، وأطلع أبو مرزوق السفير الروسي على آخر المستجدات السياسية على صعيد المصالحة الفلسطينية ومخرجات حوار القاهرة الأخير مع حركة فتح، ورغبة حركة حماس في طيّ صفحة الانقسام الفلسطيني تغليبًا للمصلحة الوطنية، كما أبدى أبو مرزوق انفتاح الحركة على أي جهود تصب في مصلحة الوصول إلى مصالحة فلسطينية شاملة وقابلة للاستمرار والتعاون الكامل معها.

من جانبه، أكد خلوف دعم روسيا لجهود إنهاء الانقسام الفلسطيني، وجرى خلال اللقاء مناقشة عدة أفكار تدعم جهود إنهاء الانقسام.

 

هنية يهاتف الرئيس السوداني ويطلعه على تطورات المصالحة

 

في حين هاتف إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الرئيس السوداني عمر حسن البشير، مستعرضا التطورات الأخيرة في ملف المصالحة والاتفاق الموقع مع حركة فتح برعاية مصرية، واستحضر هنية -حسب بيانٍ عن مكتبه-المساعي السودانية لتحقيق الوحدة الوطنية والمستمرة منذ حوارات الخرطوم في التسعينيات والعديد من المحطات المتتالية.

كما قدم التهاني للبشير برفع العقوبات الأمريكية عن السودان، عادًّا أن هذا التطور "طوى صفحة من الظلم الذي وضع على السودان الشقيق"، من جانبه عبر الرئيس عمر البشير عن تهانيه وسعادته ومباركته للاتفاق، وقال: إن هذا الاتفاق يتضمن خيرا كبيرا للفلسطينيين والعرب؛ إذ إن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة، وأكد استمرار السودان في مواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني ووحدته الوطنية.

وأجرى رئيس حماس، خلال اليومين الماضيين، سلسلة اتصالات بقادة ومسؤولين عرب ومسلمين ودوليين، لإطلاعهم على تفاصيل اتفاق المصالحة، وحشد التأييد للقضية الفلسطينية.

 

من نفس القسم دولي