دولي

عامان من المواجهة.. "انتفاضة القدس" مستمرة

في ذكرى اندلاعها

عامان ولا تزال انتفاضة القدس صامدة في وجه محاولات احتوائها وإفشالها؛ الأمر الذي يعكس فشل الإجراءات العقابية الصهيونية ضد المنتفضين، واندلعت انتفاضة القدس في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2015، رداً على الانتهاكات الصهيونية بحق مدينة القدس، ومحاولة تقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً، ورداً على استمرار الاستيطان الصهيوني في الضفة الغربية والقدس، وتنوعت أشكال المقاومة مع مرور عامين على الانتفاضة، فنفذ الفدائيون الفلسطينيون على مدار الأيام والشهور الماضية عمليات فدائية أربكت حسابات الاحتلال، وجعلته متيقناً أن هذا الشعب لا يمكن له أن يتراجع على الإطلاق.

فقد وصل عدد شهداء انتفاضة القدس التي انطلقت في الأول من أكتوبر 2015، إلى 349 شهيداً، بينهم 96 طفلا، و32 امرأة، 81 منهم ارتقوا خلال العام الثاني للانتفاضة.

 

عمليات انتفاضة القدس

 

وحافظت انتفاضة القدس منذ بدايتها على زخمها وتنوع عملياتها ضد الاحتلال، فقد وصل عدد العمليات التي نُفذت منذ اشتعال الانتفاضة إلى 1692 عملية فدائية، توزعت ما بين 998 عملية رشق حجارة، و150 عملية طعن، و44 عملية دهس، و226 عملية إطلاق نار، إضافة لتفجير 274 عبوة ناسفة.

وبرزت منذ بداية انتفاضة القدس عمليات عديدة أربكت حسابات دولة الاحتلال، التي وضعت كل ثقلها للقضاء على عمليات الفدائيين، ومن أبرز العمليات التي نفذت منذ بداية الانتفاضة، عملية ايتمار التي تعد شرارة انطلاق الانتفاضة، وأسفرت عن مقتل صهيوني وزوجته وإصابة أربعة آخرين.

كما برزت خلال انتفاضة القدس، عملية الشهيد مهند الحلبي، والتي أسفرت عن مقتل صهيونيين، في مدينة القدس المحتلة، وقتل ثلاثة مستوطنين بينهم حاخام، وإصابة أكثر من 20 آخرين في عملية إطلاق نار وطعن داخل حافلة إسرائيلية بحي "أرمون هنتسيف" الاستيطاني القريب من جبل المكبر بالقدس، نفذها الشهيد بهاء عليان، والأسير بلال غانم من القدس المحتلة.

وكانت عملية الطعن للفدائي عمر عبد الجليل العبد من قرية كوبر، والتي أسفرت عن مقتل 3 مستوطنين صهاينة، من أبرز العمليات في انتفاضة القدس، كما برزت خلال انتفاضة القدس، عملية الدهس للشهيد فادي القنبر من بلدة جبل المكبر، والتي أسفرت عن مقتل 4 صهاينة وإصابة 15 آخرين بجراح مختلفة.

أما عملية الشهيد مهند العقبي في العام الأول للانتفاضة، فأسفرت عن مقتل جنديين صهيونيين، وإصابة 35 آخرين بعضهم بحال الخطر بعملية إطلاق نار وطعن بمحطة الحافلات المركزية بمدينة بئر السبع، كما قتل مستوطنان وأصيب آخران ما بين خطيرة ومتوسطة بعملية طعن في شارع "بن تسفي" جنوبي مدينة تل الربيع المحتلة، واعتقل المنفذ رائد محمود اخليل المسالمة (38 عامًا) من مدينة دورا جنوب الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة بعد إصابته بجراح متوسطة.

وقتل مستوطنان وأصيب ثمانية آخرون بعمليتي إطلاق نار ودهس على مفترق تجمع مستوطنات "غوش عتصيون" شمال محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، واعتقل منفذ العملية محمد عبد الباسط الحروب (24 عامًا) من بلدة دير سامت جنوب غرب الخليل.

وبحسب الإحصائية التي أعدها موقع الانتفاضة لأحداث انتفاضة القدس منذ اشتعالها، فقد أسفرت العمليات الفدائية عن مقتل 60 صهيونياً وإصابة 1056 آخرين، حسب اعترافات الاحتلال، ورصد الموقع منذ بداية الانتفاضة، إلقاء 2030 زجاجة حارقة، في أكثر من 9174 نقطة مواجهة في أنحاء متفرقة من فلسطين المحتلة.

 

شهداء وإصابات انتفاضة القدس

 

انتفاضة القدس ومنذ انطلاق شرارتها قدمت 349 شهيداً من مختلف محافظات فلسطين والدول العربية، وتصدرت محافظة الخليل، قائمة المحافظات التي قدمت شهداء منذ بداية الانتفاضة، حيث بلغ عدد شهدائها 86 شهيداً، تليها محافظة القدس والتي قدمت 73 شهيداً، تليها محافظة رام الله بـ 35 شهيداً، ثم محافظة جنين بعدد شهداء بلغ 25، تليها محافظة نابلس بواقع 25 شهيداً، تتبعها محافظة بيت لحم حيث قدمت 24 شهيداً، ثم محافظة طولكرم بعدد شهداء 7، يتبعها سلفيت والتي ارتقى من أبنائها 6 شهداء، ثم محافظة قلقيلية بـ 4 شهداء، يليها طوباس بشهيد، فيما سجل قطاع غزة ارتقاء 56 شهيداً، وسجلت مدن الداخل المحتل ارتقاء 11 شهيداً، فيما ارتقى أربعة شهداء من دول عربية أخرى.

ووفقاً للفئة العمرية، فقد استشهد خلال انتفاضة القدس، 69 طفلاً وطفلة أعمارهم لا تتجاوز الثامنة عشر، ما نسبته 29%، أصغرهم الطفل الرضيع رمضان محمد ثوابتة (3 أشهر) استشهد إثر اختناقه بالغاز الذي أطلقه جنود الاحتلال على بلدته بيت فجار ببيت لحم.

وبلغ عدد النساء اللواتي استشهدن في انتفاضة القدس، 32 شهيدة، ما نسبته 10% بينهنّ 13 شهيدة قاصرا أعمارهن لا تتجاوز الثامنة عشر عاماً، أصغرهن الطفلة رهف حسان ابنة العامين والتي ارتقت في قصف صهيوني على غزة، وبينت الإحصائية التي أعدها موقع الانتفاضة بمناسبة مرور عامين على الانتفاضة، أن الاحتلال يواصل احتجاز 10 جثامين.

كما شهدت انتفاضة القدس منذ بدايتها إصابة أكثر 6050 فلسطينيا بالرصاص الحي والمطاطي، إضافة لإصابة الآلاف بالاختناق بالغاز المسيل للدموع والضرب المبرح.

 

اعتقالات الاحتلال

 

منذ أن بدأت انتفاضة القدس في أكتوبر 2015، اتبعت حكومة الاحتلال سياسة الاعتقالات والتي اتخذت صور عمليات اعتقال عشوائية ومبرمجة وذلك للنيل من عزيمة الشعب الفلسطيني وإصراره على استمرار انتفاضة القدس مشتعلة، فاعتقل الاحتلال منذ بداية الانتفاضة، أكثر من 10836 فلسطينيا، في مناطق الضفة المحتلة وقطاع غزة والقدس المحتلة والداخل المحتل.

وكانت محافظات الضفة الغربية المحتلة الأكثر من حيث عدد المعتقلين، فقد اعتقلت قوات الاحتلال منذ بداية الانتفاضة أكثر من 7000 مواطن، فيما شهدت مدينة القدس المحتلة اعتقال أكثر من 3000 مقدسي، فيما اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 300 مواطن من قطاع غزة، إضافة لاعتقال أكثر من 400 مواطن من الداخل الفلسطيني المحتل.

وسجلت انتفاضة القدس منذ بدايتها اعتقال قوات الاحتلال الصهيوني، لأكثر من 350 امرأة فلسطينية، بحجة أنهن يشكلن خطرا على دولة الاحتلال.

كما رصد اعتقال قوات الاحتلال لأكثر من 3155 طفلا فلسطينيا، في مختلف محافظات الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وشهدت انتفاضة القدس اعتقال قوات الاحتلال 280 فلسطينيا، على خلفية التحريض على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".

ووفق متابعة موقع الانتفاضة لقضية الأسرى، فقد أصدرت محاكم الاحتلال الصهيوني أكثر من 2015 قرار اعتقال إداري لفترات تتراوح ما بين أربعة وستة شهور.

 

الاستيطان

 

شهدت الضفة الغربية المحتلة ومدينة القدس المحتلة، منذ بداية انتفاضة القدس هجمة استيطانية غير مسبوقة، هي الأكبر منذ 25 عامًا، ومنذ بداية انتفاضة القدس، رصد موقع الانتفاضة، موافقة الحكومة الصهيونية على منح تراخيص لنحو 19000 وحدة استيطانية جديدة في مراحل البناء والتخطيط والمصادقة في مدينة القدس المحتلة.

ومع منح الاحتلال تراخيص لبناء وحدات استيطانية، كشف موقع الانتفاضة عن البدء بتنفيذ مخططات لبناء أكثر من 30 ألف وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة، بينها 15 ألف وحدة استيطانية على أرض مطار قلنديا القديم، والمنطقة الصناعية (عطروت) شمال القدس.

وسجل موقع الانتفاضة، مصادقة حكومة الاحتلال على خطط لبناء 8735 وحدة استيطانية في محافظات الضفة الغربية منذ بداية انتفاضة القدس، ومنذ بداية الانتفاضة أنجز بناء 2758 وحدة سكنية في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة.

كما رصد الموقع موافقة الحكومة الصهيونية، زيادة ميزانية بلدية الاحتلال في مدينة القدس خلال الانتفاضة، حيث أصبحت الميزانية تصل إلى نحو 7.37 مليار شيكل، بعد زيادتها مبلغ 700 مليون شيكل، من أجل التخطيط والتنفيذ لبناء العديد من المستوطنات في المدينة المحتلة.

 

هدم المنازل

 

ووفق متابعة موقع الانتفاضة فإنه منذ بداية انتفاضة القدس هدمت قوات الاحتلال الصهيوني 1536 منزلاً للفلسطينيين، في الضفة الغربية المحتلة ومدينة القدس والداخل المحتل، وبلغ عدد المنازل التي هدمتها قوات الاحتلال في مدينة القدس أكثر من 570 منزلا، فيما بلغ عدد المنازل التي هدمت في الضفة المحتلة والداخل المحتلة 966 منزلا.

كما بلغ عدد منازل منفذي العمليات الفدائية في انتفاضة القدس التي هدمتها جرافات الاحتلال 41 في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، كما هدمت قوات الاحتلال أكثر من 1420 منشأة زراعية وصناعية، إضافة لهدم 23 بئر مياه في الضفة الغربية المحتلة ومدينة القدس.

وبحسب متابعة الموقع، فإن أغلبية من هدمت منازلهم عملوا جاهدين لاستصدار تراخيص بناء؛ إلا أن دولة الاحتلال ولجنة التنظيم الصهيونية، رفضت طلباتهم وأصرت على الهدم، ولا يزال المسجد الأقصى المبارك يتعرض لهجمة صهيونية شرسة تهدف لتثبيت تقسيمه زمانياً ومحاولات تقسيمه مكانياً، فقد واصل المستوطنون الصهاينة اقتحاماتهم اليومية للمسجد الأقصى المبارك، على شكل مجموعات، في الفترة الصباحية والمسائية، وبلغ عدد الصهاينة المقتحمين للمسجد الأقصى منذ بداية انتفاضة الأقصى، 27874 مستوطنا صهيونيا.

أمال. ص/ الوكالات

 

من نفس القسم دولي