دولي
القاعدة الأمريكية تعزز التطرف الصهيوني وتعمق أزمة الإقليم
القلم الفلسطيني
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 25 سبتمبر 2017
الإعلان عن افتتاح قاعدة أمريكية في النقب المحتل على لسان نتنياهو وقائد قوة الدفاع الصاروخي الجنرال "تزفيكا هميوفيتز" ترافق مع انعقاد جلسات الجمعية العمومية في الأمم المتحدة التي يراهن عليها في الإقليم لإحقاق السلام وإخضاع الدول المارقة لقرارات الأمم المتحدة؛ وعلى رأسها القرارات الخاصة بعودة اللاجئين الفلسطينيين، وانسحاب قوات الاحتلال من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، ووقف النشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية وعدم مشروعيتها.
الإعلان يمثل خيبة أمل كبيرة وضربة جديدة توجهها الإدارة الأمريكية للسلام والاستقرار الإقليمي في محاولة بشكل يخل بالتوازن الإقليمي وبمعادلة الردع التي تشكلت إثر ثلاث حروب ضروس خاضها الفلسطينيون للدفاع عن أنفسهم من بطش الكيان الصهيوني في قطاع غزة، والتي زادها سوءا تصريحات السفير الأمريكي لدى الكيان السفير ديفيد فريدمان الذي لم يتوقف عن التهكم على قرار الأمم المتحدة المتعلق بإدانة الاستيطان والدعوة إلى تفكيكية من الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 67.
غرائب الولايات المتحدة لا تعرف التوقف ففي الوقت الذي كان رئيسها ترمب يلقي خطابا ناريا يهدد فيه كوريا الشمالية بالسحق والمحق، أعلنت البحرية الأمريكية والبنتاغون في وقت سابق عن سحب أسطولها السابع من المحيط الهادي وجنوب شرق آسيا، وتجمد نشاطه بالقرب من شبه الجزيرة الكورية؛ بل إنها لم تعلن عن إنشاء أي قاعدة عسكرية جديدة لردع كوريا الشمالية التي امتلكت قدرات صاروخية ونووية جبارة أرعبت فيها جيرانها؛ في حين أعطيت الأولوية لتدعيم أمن الكيان الإسرائيلي ويمينه المتطرف؛ مفقدا الفلسطينيين شعورهم بالأمن في مواجهة التطرف الصهيوني المتنامي.
البحث عن السلام لا يكون بإجبار الضعفاء على الخضوع للأقوياء، إنما بإنصافهم والدفاع عن حقوقهم، عكس ما يراه كل من يراقب السلوك الأمريكي؛ فالاستقواء لا يكون إلا على الضعفاء بشكل يقود لسيادة شريعة الغاب والتطرف؛ إنها رسالة سلبية لن توقف مسار التطرف والراديكالية التي تتجلى صورها بتنامي قوة اليمين الصهيوني الذي أصبح أكبر تهديد للأمن في المنطقة العربية وإقليم غرب آسيا.
كان الأجدى بالولايات المتحدة الأمريكية ومؤسساتها الأمنية أن تدعم السلام في شبه الجزيرة الكورية، وأن تدعم قوة الردع الأمريكي هناك؛ لا أن تقوض السلام في المنطقة العربية وغرب آسيا بإنشاء مزيد من القواعد التي تقدم رسائل خاطئة لليمين الصهيوني المتطرف الذي ازداد غلوا وتوحشا في السنوات الأخيرة، منذرا بجرعة كبيرة من التطرف، وبصراعات دموية لا تعرف النهاية؛ مفضيا ذلك إلى مزيد من التآكل للنفوذ الأمريكي وقوتها الناعمة في المنطقة؛ فأمريكا لا زالت تراكم أخطاء استراتيجية يتولد عنها تطرف وعنف وراديكالية يصعب تعريتها ومواجهتها بالخطابات والندوات والشعارات الرنانة.
حازم عياد