دولي

أسبوع الاحتلال في الأمم المتحدة لطمس القضية الفلسطينية

يسعى لضرب المؤسسات الأممية الداعمة للفلسطينيين

تشهد نيويورك الأسبوع المقبل انطلاق المؤتمر السنوي للجمعية العمومية للأمم المتحدة، وسط بوادر ومؤشرات تفيد بأن مؤتمر هذا العام سيحمل التغيير الجوهري المنشود إسرائيلياً، في المؤتمر الذي كان قبل أعوام خلت منصة ومناسبة للتأكيد على حق الشعب الفلسطيني بدولته المستقلة من جهة، ورفض الاحتلال والاستيطان من جهة أخرى.

وسيتزامن عقد الجلسة مع اللقاء المقرر لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع إعلان مسبق بتركيز اللقاء على الملف الإيراني. فيما سبق هذا الإعلان وصول نائبة وزير الخارجية الإسرائيلية، تسيبي حوطيبيلي، يوم الاثنين الماضي إلى نيويورك، للعمل أمام جهات في الكونغرس الأميركي، على مسودة قانون لتعديل كتاب التفويض الأصلي لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، "الأونروا"، بما يحوّلها أو يوحدها مع وكالات إغاثة دولية أخرى تابعة للأمم المتحدة. ويهدف ذلك للوصول إلى محاولة إلغاء توارث صفة لاجئ لأحفاد اللاجئين الفلسطينيين وجعل هذه المكانة مقتصرة على ما تبقى من الجيل الأول للاجئين، وربما أبناء ذلك الجيل، والقبول أخيراً بالادعاء الإسرائيلي بأن الوكالة تكرس مكانة اللاجئين وتحول بذلك دون التوصل إلى حل لمشكلتهم، ومنع توطين أبنائهم واندماجهم في المجتمعات التي يعيشون بينها.

وفيما يشكّل هذان الموضوعان أبرز النشاط الإسرائيلي، والإسرائيلي-الأميركي، على طريق تصفية ملف القضية الفلسطينية، أكدت صحيفة "هآرتس" الخميس الماضي، أن السلطة الفلسطينية تراجعت وسحبت طلب انضمام فلسطين لمنظمة السياحة العالمية، تحت ضغط إدارة ترامب، وأرجأت ذلك للاجتماع الدوري المقبل للمنظمة بعد عامين. لكن وزارة الخارجية الفلسطينية، نفت أن تكون موافقتها على تأجيل التصويت على طلب الانضمام لعضوية منظمة السياحة العالمية، قد جاءت تحت ضغوط أميركية وإسرائيلية. وأوضحت في بيان أن الموافقة على تأجيل التصويت، جاءت بهدف "الاحتفاظ بالحق في إعادة تفعيل الطلب في الاجتماع المقبل للجمعية العمومية للمنظمة".

في المقابل، من غير المستبعد أن تشهد نيويورك وأروقة الأمم المتحدة هذا العام، وبوتيرة أكبر، سلسلة لقاءات، سواء كان مخطط لها مسبقاً ولا يزال أمرها طي الكتمان، أم تكون وليدة "الصدفة"، بين نتنياهو وبين أحد أو عدد من ممثلي الدول العربية أو حتى زعمائها، لا سيما دول "محور السنّة" في الخليج والمقصود فيها السعودية والإمارات. ويتبع ذلك تكرار لتصريحات نتنياهو التي باتت "شبه طبيعية" في الفضاء العربي عن علاقات متينة بين إسرائيل وبعض الدول العربية، وأن هذه الدول ترتبط بمصلحة مشتركة هي مواجهة المد الشيعي الإيراني وسعي إيران لتكريس ممر بري يصل من طهران حتى بيروت.

وسيستغل نتنياهو المنصة الدولية لإبراز هذه العلاقات، في ظل ما حققته إسرائيل في العامين الأخيرين، عبر جولاته إلى دول أفريقية وأخرى آسيوية وبينها دول إسلامية في القارتين، للتدليل على إمكان التوصل إلى حل إقليمي من دون الحاجة أو الاشتراط المسبق بالتوصل إلى حل دائم للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، لأن "معركة العالم اليوم" هي مع الإرهاب ومع التطرف الذي ترعاه وتموله إيران، والتطرف الذي تمثله كوريا الشمالية. وسيكرر نتنياهو وسط "تفهّم عربي"، الخلط بين الإرهاب وبين مقاومة الاحتلال، واضعاً الاثنين في سلة واحدة، معتبراً أن ما تذوقته الدول الغربية من إرهاب إسلامي متطرف يمثّله تنظيم "داعش"، لا يختلف عما "تعاني" منه إسرائيل من عمليات المقاومة الفردية في الأراضي المحتلة، وعمليات المقاومة في قطاع غزة.

أمال. ص/ الوكالات

 

من نفس القسم دولي