دولي
المقاومة إذ تتجذر
القلم الفلسطيني
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 15 سبتمبر 2017
من قال إن الأوضاع المتفجرة توقفت يوماً واحداً منذ ثورة 1936 في فلسطين، بل حتى قبل ذلك عندما أدخل الإنجليز يهوداً إلى البلاد، بنوا الكيبوتسات الزراعية الأولى في الأرض المحتلة.
لم نسمع أن يوماً قد مر على الضفة وغزة دون عمل من أعمال المقاومة والاحتجاج، من دهس وطعن وهجمات بالأسلحة أو عمليات استشهادية، أو المسيرات والمظاهرات والاعتصامات والاضرابات. كما لم نسمع عن يوم مر دون ممارسة الاحتلال أساليب القمع من هدم منازل وقتل واعتقال ومحاكمات غير شرعية وإبعاد وغير ذلك من نشاطات العدو الصهيوني.
قبل أن نتحدث عما توقعه قادة أمنيون في فلسطين المحتلة، من انفجار الأوضاع قريباً في الأرض المحتلة كلها بما في ذلك المستولى عليها عام 1948، نود أن نذكر الجميع أن حكماً كسلطة رام الله وطاقمها وشرطتها الموالية لواشنطن، وتنسيقها الأمني الفاضح مع "إسرائيل"، لم يفلح في تخفيف أنماط المقاومة.
صحيح أن نتانياهو وليبرمان وبنيت وأدرعي وغيرهم من عتاة الصهيونية المجرمة الغاصبة، يمتدحون عباس وأعوانه الذين يؤكدون أنه لولا جهودهم لساءت الأحوال أكثر في المدن مثل نابلس والقدس وخانيونس ودير البلح والمخيمات، وكذا يافا وحيفا وأسدود وأم الفحم والمثلث.
ولعله بات مطلوباً من المقاومة أن تتصدى ليس فقط للعدو المحتل بجيشه ومواطنيه ومستوطنيه، ولكن لتلك المؤسسة العميلة التي أسسها بنو "إسرائيل" وأميركا لكبح جماح الشعب الغاضب.
ليقل أعداء المقاومة ما يقولون، إذ ما يهمنا هو أن الاحتلال مصدوم، في الوقت الذي لم تفلح فيه حلول كشق الضفة إلى وحدات جغرافية ونشر الحواجز ومضاعفة إجراءات القمع والهدم والاغتيال والاعتقال دون أدلة، في كسر إرادة التحرير التي تتصاعد دون توقف.
وأمس عندما قال الجنرالات أمام الحكومة إن الحالة في الضفة والقطاع تنذر بالأسوأ، وبانفجار شديد يعم الأراضي المحتلة، فقد أضاف رئيس «الشاباك» ديفيد أرغمان، إلى ذلك قوله إن الهدوء النسبي الحالي هو مجرد هدوء هش مرشح للانفجار في أي لحظة، وربما على خلفية دينية في إشارة ضمنية إلى أزمة المسجد الأقصى المفتوحة.
وتحدث ارغمان عن تعزيز حماس لقدراتها وعن نيتها شن هجمات داخل الضفة، فيما تحدث المحلل أليكس فيشمان عن خطط وضعها وزراء وضباط لإخلاء ستين ألفاً من مستوطنات الشمال، كما حذرت مصادر أمنية من هجمات قد تنفذها منظمات فلسطينية أو مجموعات مستقلة مجهولة لدى المخابرات.
ولاحظ العسكر ارتفاع نسبة الإخطارات الأمنية أضعافاً منذ العدوان على الأقصى، كما أشاروا بكثير من القلق إلى تصاعد الخطاب التحريضي الفلسطيني في وسائل التواصل، خاصة دعوة الأفراد إلى التصرف ضد الإسرائيليين بكل الوسائل، ومن تلقاء أنفسهم.
وتقول الصحف الإسرائيلية أنه تم إحباط مائتي عملية منذ بداية العام وحتى نهاية الشهر الماضي، فيما أحبطت سبعون عملية في الشهرين الأخيرين فقط، وصف بعضها بالخطير، بما في ذلك عمليات استشهادية وخطف وهجمات مسلحة.
المهم في النهاية، وبغض النظر عما قيل أعلاه، فإنه لا راحة لإسرائيلي، طالما أنه يحتل أرض غيره، ولا أمن لدولة العدو ما دامت تسيطر على فلسطين وتنكل بأصحاب المكان، الغالبية العظمى من الفلسطينيين لا يتوقعون إقامة طويلة لهؤلاء الغزاة، وربما العالم كله يدرك ذلك.
مازن حماد