دولي

هل ولّى زمن تقريع "إسرائيل"؟

القلم الفلسطيني

يولي الكيان الصهيوني قضية تناول الإعلام العربي لـ"إسرائيل" أهمية كبرى! ولذلك اشترطت الأخيرة على الدول العربية التي وقعت معها اتفاقيات ما يسمى بـ"اتفاقيات السلام"، تغيير مناهجها الدراسية للطلبة، وعدم تناولها كعدو، وإنما كدولة تعشق السلام، وكدولة لها الحق الكامل في السكن في أرضها التاريخية المطوّبة باسمها منذ ثلاثة آلاف عام!

السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي صهيونية أكثر من هرتزل، وكذلك رئيسها، لطالما أكدت هيلي: "أن زمن تقريع إسرائيل قد ولّى". كان ذلك، في خطابها أمام أكبر لوبي مؤيد لـ"إسرائيل" في الولايات المتحدة. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب شن في كانون الأول/يناير هجوماً حاداً على سلفه باراك أوباما، بسبب عدم استخدام الإدارة الديمقراطية في آخر أيامها، حق النقض في مجلس الأمن الدولي، لمنع صدور القرار 2234 الذي أدان الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وكانت تلك المرة الأولى منذ 1979 التي امتنعت فيها واشنطن عن التصويت، ولم تستخدم الفيتو لمنع صدور قرار يدين الدولة الصهيونية. 

وقالت هيلي أمام المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية ـ الإسرائيلية (إيباك)، أكبر لوبي داعم للدولة الصهيونية في الولايات المتحدة: إن هذا القرار الذي صدر في نهاية العام المنصرم كان بمثابة "ركلة في البطن" شعرت بها الولايات المتحدة. وأضافت: "كل ما يمكنني قوله لكم هو إن الجميع في الأمم المتحدة يخافون من الحديث معي عن القرار 2234". وتابعت: "أريدكم أن تعرفوا أن هذا الأمر حصل طبعاً، ولكنه لن يتكرر" مشددة على أن "زمن تقريع إسرائيل ولّى". الولايات المتحدة الأميركية في زمن الرئيس ترامب، لا تريد لأحد أن ينتقد حليفتها الإستراتيجية، وإن فعل ذلك، يكون قد كفر! بالطبع وفي ظل تصريحات نتنياهو بأن دولاً عربية تمتلك مع "إسرائيل" أفضل العلاقات في السر، وتؤيد كل ما تقوم به، ستحاول الولايات المتحدة الضغط على صديقاتها العربيات أن تمنع مواطنيها من تقريع "إسرائيل" في أجهزتها الإعلامية، بما في ذلك في صحفها! فتصور عزيزي القارئ هذه الحالة: أن يبدأ البعض من الكتاب العرب في مدح "العدالة" الإسرائيلية" وفي "تبجيل" احتلالها للأراضي الفلسطينية! و"الإشادة "بمذابحها ضد الفلسطينيين والعرب"، وينتقد "مقاومة" الفلسطينيين لـ"إسرائيل"! رأينا بعضاً من هذه النماذج من قبل بعض الكتّاب الذين لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة، ولربما بعد الضغوطات الأميركية والغربية على الدول، سيحاكم كل من ينتقد دولة الكيان الصهيوني! ألم تسن أوروبا قانون "غيسو"، الذي ينص على محاكمة كل شخص يشكك في الرواية الصهيونية للهولوكوست؟ ألا تطلق "إسرائيل" على من ينتقد سياساتها الفاشية، تهمة "العداء للسامية"؟

مآخذ "إسرائيل" على بعض الإعلاميين الفلسطيني والعربي أنه يصور "إسرائيل" كعدو وزعاماتها كمصاصي دماء، وينادي بهزيمتها، ويؤشر عليها بالدولة الفاشية والعنصرية، ويصورها بصورة المرابي شايلوك، ويؤمن تماماً بإزالتها من الوجود. "إسرائيل" تريد إخراس هذا النمط من الإعلام، ولذلك ستظل تضغط على النظام الرسمي العربي لإخراس هذا الإعلام، وستجند حليفها الأميركي وسفيرته في الأمم المتحدة لقطع هذا النمط الإعلامي الكاشف لحقيقتها من الوجود.

فايز رشيد

 

من نفس القسم دولي