الوطن

الجزائر تدعو لتحرك دولي "عاجل" لحماية مسلمي الروهينغيا

رأت بأن المآسي التي تجري هناك بعيدا عن الأعين قد بلغت درجة لا توصف من البشاعة

وصفت الجزائر ما يحدث في ميانمار تجاه مسلمي الروهينغيا من عنف وتقتيل وتهجير هو" بشاعة" ودعت المجتمع الدولي وعبر قنواته الرسمية إلى التحرك بشكل عاجل لحماية الأقلية المسلمة هناك، معربتا عن أسفها لما يحدث هناك بعيدا عن الأعين، واعتبرت أن هذا العنف الذي يتعرض له المسلمون هناك يعد مصدر انشغال كبير للجزائر.

أعربت الجزائر في تصريح للناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية عبد العزيز بن علي شريف لوكالة الأنباء الرسمية أمس عن "انشغالها العميق" ازاء اعمال العنف التي تناقلتها العديد من المصادر الاعلامية والمرتكبة ضد مسلمي الروهينغيا في ميانمار داعية حكومة ميانمار لـ "حماية مواطنيها الروهينغيا بشكل عاجل".

وفي رد فعل للمعلومات المتداولة من طرف مصادر عديدة مفادها ارتكاب اعمال عنف ضد مسلمي الروهينغيا في ميانمار أكد بن علي شريف ان "المآسي التي تجري في ميانمار بعيد عن الاعين والتي يتعرض اليها مسلمو الروهينغا بلغت درجة لا توصف من البشاعة حسب المعلومات التي تتناقلها العديد من المصادر الاعلامية" مؤكدا ان "هذا العنف يعد مصدر انشغال كبير" بالنسبة للجزائر. 

واردف يقول في هذا الصدد "ندعو حكومة ميانمار لاتخاذ كل الاجراءات الضرورية لتسليط الضوء على اعمال العنف هذه و القيام بدورها في حماية مواطنيها من الروهينغيا المسلمين". 

وخلص الى ان المجتمع الدولي مدعو ايضا الى "تحرك عاجل في اطار مجلس الامن الاممي و المحافظة السامية للاجئين لوضع حد للعنف الممارس ضد هؤلاء السكان والوقاية من مأساة انسانية باتت محاورها ترتسم كل يوم اكثر".

 

270 ألفاً من الروهينغا فروا من ميانمار خلال أسبوعين

 

إلى ذلك قالت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أمس، إن ما يقدر بنحو 270 ألف لاجئ من أقلية الروهينغا المسلمة فروا من ميانمار (بورما) خلال الأسبوعين الأخيرين سعياً للجوء إلى بنغلاديش حيث يوجد مخيمان للاجئين "يستوعبان ما يزيد على سعتهما الطبيعية".

وأضافت المفوضية في نشرة موجزة للصحفيين في جنيف: "السعة المحدودة للمأوى استنفدت بالفعل. اللاجئون يجلسون حالياً القرفصاء في ملاجئ مؤقتة أقيمت على طول الطريق وعلى الأراضي المتاحة لذلك في منطقتي أوخيا وتكناف"، وقالت "الغالبية العظمى من النساء، وبينهن أمهات لديهن أطفال حديثو الولادة، وعائلات معها أطفال. يصلون في حال مترد ويكونون منهكين وجائعين ويتوقون للملاذ (الآمن)".

وفي السياق، أبدت ماليزيا وتايلاند استعدادهما لاستقبال المسلمين الروهينغا الفارين من العنف في ميانمار.

وقال رئيس خفر السواحل الماليزي لوكالة رويترز للأنباء، الجمعة، إن قواته لن تصد مسلمي الروهينغا الهاربين من ميانمار، معلناً عزم بلاده على توفير ملجأ مؤقت لهم، ومن المرجح أن تشهد ماليزيا، التي تبعد مئات الكيلومترات جنوباً في بحر أندمان، نزوح المزيد من النازحين بحراً من ميانمار في الأسابيع والأشهر المقبلة، بسبب تجدد أعمال العنف وفق لما قال ذو الكفل أبو بكر المدير العام لوكالة خفر السواحل الماليزية.

وقال ذو الكفل: "يفترض بنا أن نزودهم بالاحتياجات الأساسية لمتابعة رحلتهم ونبعدهم. لكن في نهاية الأمر ولأسباب إنسانية لن نكون قادرين على فعل ذلك"، وأشار إلى أن ماليزيا، ذات الأغلبية المسلمة التي يعيش فها حوالي 100 ألف من لاجئي الروهينغا، ستستضيف الوافدين الجدد في مراكز الإيواء المخصصة للأجانب الذين لا يحملون وثائق ثبوتية، وأعلنت تايلاند بدورها استعدادها لاستضافة الفارين من العنف في ميانمار.

من جهتها، أعلنت مسؤولة كبيرة في الأمم المتحدة، الجمعة، لوكالة فرانس برس، أن حصيلة ضحايا أعمال العنف في ولاية راخين التي تسكنها غالبية من الروهينغا المسلمة في غرب بورما قد تتجاوز الألف قتيل، وقالت يانغي لي مقررة الأمم المتحدة الخاصة لحقوق الإنسان في بورما: "قد يكون حوالي ألف شخص أو أكثر لقوا مصرعهم"، ما يشكل ضعفي الرقم الذي أعلنته الحكومة البورمية.

وأضافت لي في المقابلة التي جرت في جامعة سونغكيونغكوان في سيول حيث تلقي محاضرات: "ربما القتلى من الجانبين لكن الغالبية الكبرى هم من الروهينغا"، وتابعت "اعتقد أنها ستكون إحدى أسوأ الكوارث التي يشهدها العالم وبورما في السنوات الأخيرة".

إكرام. س

 

من نفس القسم الوطن