دولي

نائبان بـ "الكنيست" يقتحمان الأقصى برفقة عشرات المستوطنين

المرجعيات الدينية دعت للنفير إلى القدس، للتصدّي لاقتحامات النواب للأقصى

اقتحم أعضاء بـ "الكنيست" الصهيوني، وعشرات المستوطنين اليهود صباح الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى المبارك، بعد قرار نتنياهو السماح لهم باقتحام المسجد، عقب منع دام أكثر من عام ونصف، وأفادت تقارير إعلامية، بأن المتطرف وعضو الـ"كنيست"، يهودا غليك، قد اقتحم صباح أمس، باحات الأقصى برفقة مجموعة مكونة من 25 مستوطنًا يهوديًا، تبعه اقتحام عضو الكنيست عن البيت اليهودي "شولي معلم" برفقة 21 مستوطنًا.

وأضاف، بأن 45 متطرفًا اقتحموا الأقصى منذ فتح باب المغاربة حتى اللحظة، ونظموا جولات استفزازية في باحاته، وتلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، لافتًا، إلى أن شرطة الاحتلال أجبرت حراس الأقصى على عدم الاقتراب من مجموعة المستوطنين المقتحمين برفقة "غليك".

 وبحسب وكالة قدس برس، فإن عددًا من المقدسيين استطاعوا الوصول إلى المسجد الأقصى رغم التشديدات على أبوابه صباحا، وحاولوا التصدّي للمستوطنين والتكبير في باحات المسجد رغم بُعدهم الكبير عن مسار المستوطنين.

وكان رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، قد صادق في الـ 23 من الشهر الجاري، على السماح لأعضاء الكنيست باقتحام المسجد الأقصى الثلاثاء، وفي حال مرت الزيارة بشكل "سلس" فسيتم دراسة الخطوات القادمة، كما زعم.

من جهتها، دعت المرجعيات الدينية في القدس، الفلسطينيين إلى التصدي لاقتحامات المستوطنين وأعضاء الكنيست المتطرفين، للمسجد الأقصى من خلال شدّ الرحال إليه، وكانت وسائل إعلام "إسرائيلية" ذكرت أن عددًا من أعضاء "الكنيست" من أحزاب اليمين يستعدون لاقتحام المسجد الأقصى، فيما ستراقب شرطة الاحتلال ردود فعل الفلسطينيين، كما زعمت.

وقال حراس المسجد الأقصى، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المقتحمين، وعلى رأسهم غليك، تجوّلوا في جميع الساحات بحماية قوة خاصة من جنود الاحتلال رافقتهم على مدى الجولة حتى خروجهم من باب السلسلة، فيما مُنع الحراس من متابعة جولة المقتحمين، في وقت تواجد فيه مدير عام أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب، والشيخ عمر دعنا من خطباء الأقصى في الساحات، وتابعا عن كثب تطورات الاقتحامات لأعضاء الكنيست".

وأشار الحراس، إلى أنّ عضوة الكنيست المتطرفة شولاميت معلم النائبة عن حزب "البيت اليهودي"، اقتحمت بعد غليك باحات المسجد الأقصى، بحماية شرطة الاحتلال الخاصة التي حررت بطاقات الهوية لعديد الشبان وأخرجت اثنين منهم من باحات المسجد، وسط انتشار كبير لتلك القوات على أبواب الأقصى.

وقد ندّد مدير عام أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب، في حديث لـ"العربي الجديد"، باقتحامات أعضاء الكنيست، ووصف خطوتهم بأنّها "خطيرة واستفزازية"، لا سيما أنها تتزامن مع قرب عيد الأضحى. وقال الخطيب، إنّ "رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يلعب بالنار من خلال سماحه لأعضاء كنيست متطرفين بتجديد اقتحاماتهم للأقصى، ونحن نحذره من تبعات ما يقوم به".

بدوره، اعتبر القيادي في حركة "فتح" حاتم عبد القادر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ اقتحامات أعضاء الكنيست للأقصى، "تأتي بقرار سياسي من نتنياهو كونها محاولة من الأخير لتفادي فضائح الرشاوى الغارق فيها حتى أذنيه، فيما يبدو أيضاً أنّها جرّ لمواجهة مع الفلسطينيين للتغطية على فساده، وفساد حكومته".

وكانت المرجعيات الدينية في القدس المحتلة، قد دعت، في بيان، الأحد، أبناء الشعب الفلسطيني للنفير إلى القدس، اليوم الثلاثاء، للتصدّي لمحاولات اقتحام الأقصى، من قبل النواب الإسرائيليين.واعتبرت المرجعيات الدينية في القدس، في بيانها، أنّ القرار الإسرائيلي "استفزازي وغير شرعي وغير قانوني صادر عن سلطة لا تملك الصلاحية لأنّ الأقصى للمسلمين وحدهم".

ويأتي قرار الاحتلال، برفع الحظر عن اقتحام المسجد الأقصى، بعد أن تم تأجيل تطبيق الخطة التجريبية، في يوليو/تموز الماضي، بفعل أزمة البوابات الإلكترونية التي اضطر الاحتلال في نهاية المطاف إلى إزالتها.

 على صعيد آخر، أُصيب شابان فلسطينيان، الثلاثاء، خلال مواجهات اندلعت عقب اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، لمنطقة قبر يوسف شرقي مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة، لتأمين عملية اقتحام المستوطنين للمكان بغرض أداء طقوس دينية.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "شاباً أُصيب بالرصاص الحي في الفخذ خلال المواجهات التي اندلعت عند مدخل مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين، فيما أصيب آخر خلال المواجهات التي اندلعت بالقرب من القبر لحظة اقتحام الاحتلال للمكان".

وفي غضون ذلك، نفّذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حملة اعتقالات طاولت عدداً من الشبان الفلسطينيين، خلال عملية اقتحام لقرى وبلدات عدة بالضفة المحتلة، واعتقلت الفتية: خلف، ومحمد، ومحمود نجاجرة، بعد اقتحام منازلهم وتفتيشها، في بلدة نحالين غربي مدينة بيت لحم.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الشاب محمد قدومي من بلدة جيوس شرقي مدينة قلقيلية، والشاب أنس شطارة من بلدة العيزرية جنوب شرقي مدينة القدس المحتلة، إضافة إلى الشاب أحمد فطين من بلدة عرابة جنوب، والشقيقين يوسف ومحمد الأطرش، من بلدة كفر راعي جنوب مدينة جنين.

يُذكر أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي، اقتحمت قرى وبلدات عدة بالضفة الغربية المحتلة، وشرعت بدهم عدد من المنازل وتفتيشها والعبث في محتوياتها، فيما نصبت حواجز عسكرية على عدد من المداخل عرقلت خلالها حركة تنقل الفلسطينيين بمركباتهم.

القسم الدولي

 

من نفس القسم دولي