دولي

بالفهم والعلم والمعرفة يحارب الفكر المنحرف

القلم الفلسطيني

قد يكون الحديث في موضوع الفكر المنحرف والذي أنتج حالة من الانحراف في العقيدة وسوء فهم للدين ما تسبب في ارتكاب جرائم بحق أناس أكثر تدينًا ومعرفة بدينهم من أولئك المتنطعين والمتشدقين بمعرفة الحلال والحرام وهم أجهل من الجهل نفسه فيكفرون هذا ويفسقون ذاك حتى طال جهلهم والديهم وإخوانهم وأخواتهم وجيرانهم، وقسموا المجتمع وفق هواهم بعيدًا عن أي مستند ديني أو شرعي، مثل هذا الحديث يحتاج إلى مزيد التبيان والتوضيح والمواجهة.

حتى ظاهر الآيات لم يعبروا عنها تعبيرًا يتوافق مع فهم النص، فكيف بربط الآيات بعضها ببعض، ومعرفة أسباب النزول، وأقوال الرسول، وما انتهجه الصحابة والعلماء والفقهاء؛ لأن فقيهًا واحدًا أشد على الشيطان من ألف عابد، لأن بفقهه يضع حدًا للشيطان ويغلق عليه منافذه، ويحاربه بالعلم والمعرفة والفهم الصحيح للدين، الأمر الذي غاب عن هؤلاء المنحرفين فكريًا فيسقطون في حبائل الشيطان، ويجد له طريقًا سهلًا في إغوائهم وتزيين جهلهم، فيوصلهم لمهاوي الردى، وينتهي بهم إلى جهنم والعياذ بالله.

جريمة رفح والتي ارتكبها جاهل لا يفقه من دينه شيئًا وإن حفظ كتاب الله وتلقى إرشادات عبر شبكات التواصل من مصادر مجهولة تبين في بعضها أنها مشبوهة وبعضها الآخر يتولاها فاسد أو حاقد يهدف إلى إشاعة الفوضى، وهناك آخرون يتواصلون مع جهلة لا يفقهون مقاصد الشريعة الحنيفة والوسطية ويلوون أعناق النصوص ولا يرون من الدين أبعد من أنوفهم؛ فيقعون ويوقعون أنفسهم والمجتمع في ظلم كبير وهم يظنون أنهم يحسنون صنعًا، والحقيقة أنهم مفسدون في الأرض ويظنون بأنفسهم أنهم من السلف والسلف منهم براء، ويتمسحون برداء العالم والفقيه ابن تيمية والذي لو كان حيًا لحاربهم وتصدى لهم كما يتصدى لهم ما ترك مع علم وفقه لم يفهموه حق الفهم.

هذا الفكر المنحرف يحتاج إلى محاربة العالم والفقيه العز بن سلام، ومحاربة الفقهاء والعلماء في زمن الفتنة والخوارج الذين خرجوا على الخليفة الراشد عثمان بن عفان _رحمه الله_ وأهل زمانه والمسلمين من بعدهم.

نحن مجتمع يرفض التطرف والانحراف في الفكر والغلو في الدين؛ لأن الجميع يدرك أن ديننا الإسلام دين وسطي إلا من قلة قليلة تحتاج إلى معالجة فكرية قائمة على فكرة الفهم وتعزيز الوعي وتبيان الحقيقة ومسح الغبار عن عيون أصابها الغبش، وفي نفس الوقت بحاجة إلى معالجة أمنية لا عنيفة تكشف جهات التواصل وتفندها، وتبين دوافعها وتفضح مقاصدها، لأن منهم إلى جانب الموساد الصهيوني بعض الأطراف في المخابرات الفلسطينية تقف خلف تجنيد بعض أصحاب الفكر المنحرف؛ ليس من أجل خدمة الدين ونشره رغم أنهم تلبسوا ثوب الدين، ولكن يهدفون من وراء ذلك إلى إشاعة الفوضى وارتكاب الجرائم عبر التفجيرات والقتل العشوائي سعيًا نحو إظهار المجتمع الغزي على أنه مجتمع تكفيري إرهابي داعشي، وهو من كل ذلك بريء؛ ولكن تستمر محاولات المخابرات الصهيونية ومخابرات رام الله للوصول إلى حالة نشر الفوضى وتشويه صورة قطاع غزة ومقاومته، وتحمل المقاومة وكتائب القسام المسؤولية بهدف ضرب عصفورين بحجر؛ تشويه المقاومة، ووسم قطاع غزة بالإرهاب في ظل موجة محاربة الإرهاب التي تركبها السلطة والاحتلال.

مصطفى الصواف

 

من نفس القسم دولي