دولي

انتعاش الصناعات العسكرية الصهيونية بفعل الأزمات الأوروبية

يصدر طائرات مسيّرة إلى دول أوروبية

شكلت الأزمات والحوادث الأمنية، بما فيها التفجيرات الإرهابية المختلفة، في العواصم الأوروبية، سواء التي تبناها تنظيم "داعش"، أو منظمات وجماعات إرهابية أخرى، في العامين الأخيرين، بمثابة هدية سياسية الصهاينة، فقد سارع رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في كل مرة يقع فيها هجوم إرهابي، لتوظيفه في خدمة سياسة الاحتلال في فلسطين، والحديث عن "القاسم المشترك" لـ"العالم الحر" والغربي، بمواجهة "الإرهاب الإسلامي الأصولي".

هكذا، كان يطل بعد كل اعتداء في أوروبا، مطلقاً خطاباً يهدف إلى تشويه مضمون عمليات المقاومة الفلسطينية للاحتلال، من خلال تصويرها بوصفها جزءاً لا يتجزأ من الاعتداءات التي وقعت على الأراضي الأوروبية، وكان نتنياهو يخاطب الغربيين قائلاً إن ما يصيب أوروبا هو ما سبق أن حصل في دولة الاحتلال، متعمّداً بالتالي الخلط بين اعتداءات إرهابية وعمليات المقاومة الفلسطينية.

بالإضافة إلى هذه الاستفادة السياسية، ثمّة معطيات رسمية في وزارة الأمن الصهيونية تظهر مدى ارتفاع الصادرات الصهيونية إلى أوروبا، في العامين الماضيين، مع التركيز على الصادرات الأمنية من الأسلحة المختلفة ومنظومات الحماية والحراسة المختلفة، بمعزل عن كل الخطوات والقرارات الأوروبية المتعلقة بمقاطعة ووسم منتجات المستوطنات في الأراضي المحتلة.

ووفقاً لدراسة جديدة نشرها "مركز أبحاث الأمن القومي الصهيوني" أخيراً، والذي ساهم بإعداده الباحثان عيلاي روتيج، ويوتم روزنير، ازداد في الأعوام الأخيرة الطلب الأوروبي على وسائل قتالية مختلفة من صنع الصهيوني، وذلك لمواجهة "التحديات الأمنية الخطيرة التي تواجهها القارة الأوروبية، خاصةً بعد موجات الهجرة ووقوع عمليات إرهابية مختلفة"، وذكرت الدراسة أن هذا الارتفاع في الطلب الأوروبي مرشح للزيادة باستمرار، خصوصاً من قبل دول أوروبا الشرقية، وهو ما يلزم الاحتلال بانتهاج سياسة حذرة تجنباً للدخول في مواجهة دبلوماسية مباشرة مع روسيا التي تشكل العامل الرئيسي لتسليح الدول الأوروبية المذكورة.

وأكدت الدراسة أن الدول الأوروبية تحولت لتصبح الهدف الثاني، من حيث حجم التصدير الأمني والعسكري الصهيوني، بفعل تضاعف صفقات السلاح للدول الأوروبية، وارتفاع حجم الصفقات من 724 مليون دولار عام 2014 إلى 1.6 مليارات دولار عام 2015، وصولاً إلى 1.8 مليار دولار عام 2016.

وهذه الأرقام تفوق حجم الصادرات الصهيونية لأميركا الشمالية (1.265 مليار دولار) والمبيعات لأميركا اللاتينية (550 مليون دولار)، وإنْ كان حجم هذه الصفقات لا يزال أقل من صفقات بيع الأسلحة الصهيونية لدول آسيا التي تبلغ اليوم 2.8 مليار دولار.

ولفتت الدراسة إلى أن سبب هذا الارتفاع في المبيعات الصهيونية يتمثل أيضاً في زيادة حجم المخصصات المالية في موازنات الدول الأوروبية نفسها لأغراض الأمن، والتي ارتفعت خلال العام الماضي بنحو 3 بالمائة. 

القسم الدولي

 

من نفس القسم دولي