دولي
تقرير: التهجير القسري يهدد الوجود الفلسطيني في "الشيخ جراح"
الاحتلال يجبر العائلات الفلسطينية على إخلاء منازلها قسرًا
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 أوت 2017
حذر تقرير رسمي، أن المخططات "الإسرائيلية" الوشيكة في حي الشيخ جراح، بالقدس المحتلة، تهدّد الوجود الفلسطيني في الحي، وأوضح التقرير الصادر، عن دائرة شؤون المفاوضات، بعنوان "التهجير القسري لسكان حي الشيخ جراح"، أن الاحتلال يجبر العائلات الفلسطينية في الحي على إخلاء منازلها قسرًا، فيما تصبح هذه العائلات عرضة لأعمال العنف من المستوطنين وقوات الاحتلال.
ويقع حي الشيخ جراح شمال البلدة القديمة في مدينة القدس، ويقطنه نحو ثلاثة آلاف مواطن فلسطيني، وضمنه تقع بعض المؤسسات المهمة مثل: بيت الشرق (مقر منظمة التحرير الفلسطينية في القدس الذي أغلقته سلطات الاحتلال قسرًا عام 2003)، والمسرح الوطني الفلسطيني، إضافة إلى العديد من مقرّات البعثات الدبلوماسية.
• الإخلاء الليلي وفصول الرعب
ووفق التقرير؛ فإنه في كثير من الأحيان تجبر سلطات الاحتلال العائلات الفلسطينية على إخلاء منازلها في أوقات متأخرة من الليل، وبذلك لا تشرّد العائلات من منازلها وتجرد منها فقط، بل أيضًا يُخلق جو من الخوف والرعب في صفوفهم.
ويعد التهجير القسري، جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية عندما ينفذ بشكل واسع النطاق وممنهج على السكان المدنيين، وفق تعريف المحكمة الجنائية الدولية، وهو ما ينطبق على انتهاكات الاحتلال في الحي والمدينة المحتلة.
• سيناريو الخليل
ويشير التقرير إلى أن الاستيلاء القسري على الممتلكات الفلسطينية، ومضايقة المستوطنين للسكان الفلسطينيين بشكل يومي، والوجود المستمر لقوات الاحتلال جميعها تساهم في خلق سيناريو مشابه للسيناريو القائم في مدينة الخليل حيث يسيطر عدد قليل من المستوطنين على حركة الغالبية العظمى من السكان الفلسطينيين، وتطورهم.
ويوضح التقرير أن سياسات الاحتلال في مدينة القدس المحتلة انبثقت منذ عام 1967، من استراتيجيتين مركزيتين، تتمثل الأولى: في إقامة أغلبية يهودية في المدينة عن طريق إنشاء مستوطنات "لليهود فقط"، فيما سعت الاستراتيجية الثانية لتحقيق الهدف نفسه عن طريق الحد من النمو السكاني الفلسطيني وتخفيض أعدادهم باستخدام سياسات تهدف إلى طرد الفلسطينيين بالقوة من مدينة القدس أو إعاقة تنمية وتطوير المجتمع الفلسطيني.
وتشمل هذه السياسات، وفق التقرير، سياسة الفصل المكاني، التي تهدف إلى عزل الأحياء والمناطق عن بعضها بعضًا، ما يؤدي إلى إضعاف الوجود الفلسطيني والحد من النمو السكاني في المدينة.
• البؤر الاستيطانية
ويبين التقرير أن العناصر الرئيسة للاستراتيجية الأولى التي تتبعها سلطات الاحتلال في القدس، هي إقامة بؤر استيطانية في مناطق استراتيجية داخل الأحياء الفلسطينية.
وتنفيذًا لهذه الاستراتيجية؛ تسعى حكومة الاحتلال بالتعاون مع المنظمات الاستيطانية، وفق التقرير، إلى إنشاء تواصل جغرافي يمتد من غربي القدس إلى الجامعة العبرية عن طريق الاستيلاء على حي الشيخ جراح والسيطرة عليه، ويشمل منطقة الامتداد الجغرافي في القدس مقر شرطة الحدود الصهيونية إلى كبانية أم هارون، ثم مستوطنة "شمعون هاتصديق" ومستوطنة "فندق الشبرد" ومقر شرطة الاحتلال ووزارة الداخلية "الإسرائيلية"، وتعد هذه المستوطنات مصدرًا للاستفزاز؛ لكونها تقع في قلب الأحياء الفلسطينية.
ويؤكد التقرير أن المستوطنات الصهيونية داخل التجمعات السكانية الفلسطينية في البلدة القديمة من مدينة القدس ومحيطها والتي تقطنها جماعات استيطانية يهودية متطرفة تعد غير قانونية بموجب القانون الدولي.