دولي
الاحتلال يستأنف سياسة تهجير المقدسيين من الشيخ جراح
حكومة الاحتلال استأنفت سياسة طرد هذه العائلات بعد توقف دام 8 سنوات
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 04 أوت 2017
كشفت صحيفة "هآرتس"، الجمعة، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي استأنفت مؤخرا سياسة تهجير المقدسيين من حي الشيخ جراح بزعم أن عائلات في الحي تقطن في عقارات كان يملكها يهود قبل النكبة، وأن هذه العائلات سكنت هذه البيوت بعد النكبة مع فرار اليهود من هذا الحي.
وقالت الصحيفة، في هذا السياق، إن حكومة الاحتلال استأنفت سياسة طرد هذه العائلات بعد توقف دام 8 سنوات، خاصة بفعل الضجة الإعلامية التي أثارتها قضية إخلاء السكان من الشيخ جراح والضغوط الدولية التي مارستها أطراف مختلفة، بينها انتقادات وجهتها في حينه لإسرائيل هيلاري كلينتون والرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر.
ووفقاً لما نشرته الصحيفة، فإن حكومة الاحتلال سلمت عائلة شماسني الفلسطينية من الشيخ جراح أمراً بإخلاء البيت الذي تعيش فيه العائلة منذ العام 1964، بحجة أنه ثبت أنه يعود لعائلة يهودية، وبعد أن تمكنت جهات استيطانية يهودية من تعقب أثر صاحبة العقار اليهودية لتقديم التماس لمحاكم الاحتلال لإخراج العائلة الفلسطينية من البيت. وبحسب الصحيفة فإن الأمر يصبح ساري المفعول خلال خمسة أيام.
وتشكل حالة عائلة شماسني واحدة من حالات كثيرة في حي الشيخ جراح، الذي استولى فيه المستوطنون منذ الاحتلال على عدد من العقارات والبيوت، بادعاء أنها كانت أملاكاً لمواطنين يهود قبل النكبة، فيما قاموا بتحويل أحد العقارات في الحي إلى مزار ديني، مدعين أنه يقع فيه قبر حاخام يهودي.
وتركز الحركات والجمعيات الاستيطانية نشاطها المحموم في تهويد القدس على حيين أساسيين، إلى جانب مساعي سرقة عقارات وممتلكات داخل أسوار البلد القديمة. إذ تركز هذه الجمعيات على محاولات الاستيلاء على عقارات في الشيخ جراح، وفي حي قرية سلوان، جنوبي المسجد الأقصى، حيث أقام الاحتلال "حديقة توراتية" تديرها جمعية "إلعاد".
وفي سلوان، تواصل الجمعيات الاستيطانية اليهودية محاولات الاستيلاء على بيوتٍ في حي عين الحلوة، من خلال الاستفادة واستغلال قوانين المصادرة التي استخدمها الاحتلال مباشرة بعد النكبة للاستيلاء على أراضي وأملاك المهجرين تحت مسمى "أملاك الغائبين".
وفي هذا السياق، أشارت "هآرتس" نفسها إلى أن ما يسمى بالقيم على أملاك الغائبين، نشر مناقصة داخلية، أخيراً، لشراء ربع بيت فلسطيني في سلوان تملكه عائلة جواد صيام، بينما يملك المستوطنون نصف البيت، بعد تزوير وثائق بشراء هذا القسم من أفراد من العائلة يعيشون خارج فلسطين، وهو ما تنفيه عائلة صيام.
ووفقاً لشروط المناقصة لشراء ربع البيت، بحجة أن هذا الربع يعود للقيم على أملاك الغائبين لأن إحدى بنات عائلة صيام المستحقة لنصيبها في ميراث الجدة التي ملكت البيت، تعيش خارج فلسطين وبالتالي فإنها تعتبر "غائبة" مما يعني استيلاء القيم على أملاك الغائبين عن حصتها وبيعها في المزاد.
ويعتزم القيم على أملاك الغائبين عرض هذه الحصة الشرعية من الورثة في مزاد يشارك فيه صاحب البيت الفلسطيني جواد صيام وجمعية "إلعاد" الاستيطانية التي تدير "الحديقة التوراتية" وغالبية العقارات التي تم الاستيلاء عليها في سلوان.
وقال جواد صيام للصحافة إنه لا يساوره أدنى شك في أن "المزاد" مبيوع وأن القيم على أملاك الغائبين سيبذل جهده لضمان رسو الصفقة على الجمعية الاستيطانية "إلعاد"، لا سيما وأنها تعتبر من أهم وأغنى الجمعيات الاستيطانية الناشطة في القدس المحتلة، ويمكنها بكل سهولة تقديم عرض أعلى من العرض الذي سيقدمه هو مهما كان عالياً.
القسم الدولي