دولي
54 عملية فدائية و6 قتلى صهاينة و24 شهيدًا خلال جويلية الماضي
هذه العمليات أججت في نفوس المقدسيين والمرابطين ثورة لم تنطفئ في يوم من الأيام
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 02 أوت 2017
كان شهر جويلية المنصرم شعلة من نار في وجه الاحتلال الصهيوني؛ فقد عادت فيه القدس وفي القلب منها المسجد الأقصى المبارك لتكون ملهمة الثوار وبوصلة الفدائيين الأحرار، وقدوة للجميع بانتصارها التاريخي على دولة مدججة بالسلاح والإجرام، فما إن زلزلت عملية المحمّدين الثلاثة "الجبارين" أمن دولة الاحتلال حتى ظن الاحتلال أنها الفرصة المواتية لفرض مخططاته ورغباته على المسجد الأقصى، وهنا حدث ما لم يكن يتوقعه.
فقد أججت في نفوس المقدسيين والمرابطين ثورة لم تنطفئ في يوم من الأيام، وأشعلت من جديد شرارة انتفاضة القدس ليعلو أوارها، وتنطلق بنفس جديد نحو تحقيق أهدافها التي انطلقت من أجلها في الأول من أكتوبر عام 2015.
ففي شهر يوليو قتل 6 صهاينة، وأصيب 64 آخرون في 54 عملية فدائية نفذها الفلسطينيون في مختلف مناطق الضفة والقدس المحتلتين، ووفق متابعة موقع "الانتفاضة"؛ فقد توزعت عمليات الشهر المنصرم على النحو التالي: 29 عملية رشق حجارة، عملية طعن، عمليتي دهس، 8 عمليات إطلاق نار، 14 عملية تفجير عبوات ناسفة.
وبرز خلال شهر يوليو عملية إطلاق النار التي نفذها الشهداء: محمد أحمد جبارين، ومحمد حامد جبارين، ومحمد أحمد مفضل جبارين، داخل باحات المسجد الأقصى، وأسفرت عن مقتل 3 صهاينة، كما برزت خلال هذا الشهر عملية الفدائي عمر عبد الجليل العبد، في مغتصبة "حلميش" الجاثمة على أراضي المواطنين برام الله، والتي أسفرت عن مقتل 3 صهاينة.
وسجل موقع الانتفاضة في إحصائيته الشهرية، لانتفاضة القدس أكثر من 122 حادثة إلقاء زجاجات حارقة وأكواع متفجرة، في أكثر من 503 نقاط مواجهة مع الاحتلال الصهيوني.
وسجلت انتفاضة القدس ارتقاء 24 شهيداً منذ مطلع شهر يوليو من عام 2017، وإصابة 1027 بالرصاص الحي والمطاطي، إضافة لإصابة المئات بحالات الاختناق والرضوض، والشهداء الذين ارتقوا خلال شهر يوليو.
وبهذا يرتفع عدد الشهداء منذ أكتوبر 2015 إلى 345 شهيدا، (بينهم 83 طفلا أعمارهم أقل من 18 عاما، و32 أنثى)، والشهداء 70 من مدينة القدس وضواحيها، و11 شهيداً من الداخل المحتل عام 1948، و52 من قطاع غزة، و4 شهداء عربًا، و183 شهيداً أعدموا في عمليات طعن أو دعس أو اشتباه بذلك (3 بعد أحداث القدس الأخيرة).
وبتلك الإحصائية، يرتفع عدد الشهداء منذ بداية عام 2017 إلى 66 فلسطينيا (7 منهم استشهدوا في اشتباكات مسلحة أو بعد عمليات إطلاق نار)، وأحصى موقع الانتفاضة خلال شهر يوليو، استمرار قوات الاحتلال في احتجاز عدد من جثامين الشهداء، حيث لا تزال قوات الاحتلال تستخدم سياسة احتجاز جثامين الشهداء في محاولتها لوأد الانتفاضة، وبينت الإحصائية التي أعدها موقع الانتفاضة، أن الاحتلال يواصل احتجاز 12 جثماناً للشهداء.
وفي إطار متابعة موقع الانتفاضة لانتهاكات الاحتلال في قطاع غزة؛ فقد شهد شهر يوليو 82 عملية إطلاق نار على الصيادين في بحر قطاع غزة والمزارعين على الحدود المتاخمة للقطاع، وتواصلت سياسة انتهاكات الاحتلال ضد الصيادين في قطاع غزة، بعد أن قلص مساحة الصيد من 9 أميال إلى 6.
ويستهدف الاحتلال مراكب الصيادين بشكلٍ يومي، ويحرم الصيادين من الصيد بحرية، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين المقاومة والاحتلال برعاية مصرية أواخر أغسطس عام 2014، كما استهدفت مدفعية الاحتلال الصهيوني أراضي المواطنين ومواقع المقاومة الفلسطينية بأكثر من 9 قذائف مدفعية، إضافة لأكثر من 12 توغلا محدودا في مناطق مختلفة من قطاع غزة.
وأحصى موقع الانتفاضة خلال شهر يوليو، اعتقال قوات الاحتلال 639 مواطناً فلسطينياً من الضفة والقدس المحتلتين وقطاع غزة، بينهم 211 طفلاً تقل أعمارهم عن 18 عاماً، ووفق متابعة الموقع؛ فقد أصدرت سلطات الاحتلال أوامر اعتقال إدارية بحق 45 أسيراً، لفترات تتراوح ما بين أربعة وستة أشهر.
وخلال أحداث المسجد الأقصى تزايدت أعداد المعتقلين، في محاولة من سلطات الاحتلال لإخماد انتفاضة الشبان فبلغ عدد الفلسطينيين الذين اعتقلوا خلال أحداث القدس 400 فلسطيني من الضفة والقدس المحتلتين، وقررت محكمة الاحتلال الإفراج عن النائب الشيخ حسن يوسف مطلع أكتوبر المقبل، بعد الحصول على قرار جوهري يقضي بعدم التجديد الإداري له مرة أخرى.
وخلال شهر يوليو طالبت النيابة الصهيونية في القدس المحتلة بالحكم على الطفلين محمد عبيدات، ومحمد هلسة، بالسجن الفعلي 25 عامًا، وفقا لاتهامهما بتنفيذ عملية طعن في القدس، وأفرجت سلطات الاحتلال عن الأسير المقدسي جهاد عماد عميرة، من قرية صور باهر، بعد أن أمضى مدة محكوميته البالغة ثمانية أشهر.
كما أفرجت سلطات الاحتلال، عن أربعة قياديين من حركة حماس بعد اعتقال إداري دام أربعة أشهر، والأسرى المفرج عنهم: النائبان خالد طافش وأنور زبون، والدكتور غسان هرماس، والشيخ حسن الورديان، وجميعهم من سكان بيت لحم، وقد أطلق سراحهم من سجن عوفر.
ونقلت سلطات الاحتلال الأسيرة ابتسام العبد والدة عمر العبد منفذ عملية مستوطنة "حلميش" إلى سجن هشارون، ومددت توقيفها للتحقيق، ومن ثم أطلقت سراحها بكفالة مالية، ومنعتها من الحديث مع وسائل الإعلام.
ورصد موقع الانتفاضة خلال شهر يوليو، هدم قوات الاحتلال 6 منازل في النقب المحتل والقدس المحتلة ومدينة اللد، إضافة لهدم منشأة صناعية في القدس، و3 مفاحم في بلدة النصارية بالأغوار المحتلة، كما رصد الموقع إخطار قوات الاحتلال بهدم كرفان في الأغوار الشمالية، إضافة لتسليمها أكثر من 32 إخطارًا بالهدم لمنازل في سلوان والخليل، ودير أبو مشعل، وسلواد والنقب المحتل.
ورصد موقع الانتفاضة خلال شهر يوليو تجريف مستوطنين، أراضي زراعية، لمواطنين فلسطينيين، بالقرب من مستوطنة "روتم"، المقامة عنوة على أراضي الأغوار الشمالية، شرق الضفة المحتلة، كما صادرت سلطات الاحتلال، معدات يستخدمها فلسطينيون في ضخ المياه بمنطقة الأغوار الشمالية، بذريعة عدم الترخيص.
ورصد موقع الانتفاضة خلال الشهر المنصرم، موافقة ما يسمى "لجنة التنظيم العليا" في "الإدارة المدنية الصهيونية، على بناء نحو 5259 وحدة استيطانية جديدة موزعة على مستوطنات الضفة الغربية والقدس، حيث صادقت على إقامة 2400 وحدة سكنية جديدة في الضفة الغربية، كما رصد الموقع موافقة "الإدارة المدنية الصهيونية" على بناء 859 وحدة استيطانية في مدينة القدس المحتلة، حيث ستبنى 365 وحدة سكنية في شارع "همرغليت في غيلو"، إضافة لبناء 274 وحدة سكنية على مسار القطار الخفيف في "بسغات زئيف".
وصادقت دولة الاحتلال على مخطط استيطاني جديد يضم 1100 وحدة استيطانية يهدف لعزل مدينة القدس المحتلة عن مدينة رام الله، كما صادقت سلطات الاحتلال الصهيوني، على مخطط لبناء 900 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنات القدس المحتلة.
وباشرت سلطات الاحتلال، البناء في مستوطنة "عميحاي" البديلة لسكان البؤرة الاستيطانية "عمونا" المخلاة، ولا يزال المسجد الأقصى المبارك يتعرض لهجمة صهيونية شرسة تهدف لتثبيت تقسيمه زمانياً ومحاولات تقسيمه مكانياً، فقد واصل المستوطنون الصهاينة اقتحاماتهم اليومية للمسجد الأقصى المبارك، على شكل مجموعات، في الفترة الصباحية والمسائية، وتزايدت أعداد المقتحمين خلال إغلاق قوات الاحتلال بوابات المسجد الأقصى، وبلغ عدد الصهاينة المقتحمين للمسجد الأقصى 3103 صهاينة.
فيما شهد المسجد الأقصى انتصاراً كبيراً وتاريخياً خلال هذا الشهر صنعه المرابطون المقدسيون، حيث رابطوا على بواباته على مدار 14 يوماً ورفضوا الدخول إليه عبر البوابات الإلكترونية والمسارات المعدنية وفي ظل وجود الكاميرات حتى كان لهم ما أرادوا وأزالها الاحتلال ليعودوا للصلاة فيه مهللين مكبرين.
وعلى صعيد آخر؛ واصلت أجهزة السلطة وفي إطار "التنسيق الأمني" ممارساتها بحق المقاومين والمخالفين لتوجهاتها السياسية، فقد اعتقلت الأجهزة في الضفة الغربية المحتلة خلال شهر يوليو 48 مواطناً على خلفية سياسية، بينهم أسرى محررون وطلبة جامعات.
أمال. ص/ الوكالات