دولي
الاعتداءات على الأقصى.. عزيمة المقدسيين تفشل "مخططات الاحتلال"
دراسة توثيقية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 01 أوت 2017
لم تكن خطوة الاحتلال بنصب البوابات الإلكترونية والحواجز الحديدة على بوابات الأقصى، الاعتداء الوحيد الذي يمارسه الاحتلال بحق المسجد المحتل منذ العام 1967، فقد تعرض المسجد الأقصى ومصلوه لعدد كبير من حوادث الاعتداء والانتهاكات من العدو الصهيوني منذ احتلال شرقي القدس عام 1967، وتنوعت أشكال الاعتداء عليه ما بين اقتحامات وزراء ونواب بالكنيست وأفراد الشرطة والمستوطنين ومحاولتهم أداء طقوس دينية، وهو ما استفز مشاعر المرابطين بشل خاص والفلسطينيين بشكل عام، فضلاً عن سلسلة قرارات تهدف إلى الهيمنة عليه وتقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا بين المسلمين واليهود.
كما يتعمد الاحتلال الصهيوني إطالة الإجراءات الأمنية بهدف منع المصلين من الصلاة في المسجد الأقصى واستفزاز مشاعرهم، الأمر الذي يشير إلى انتهاج سياسة العقاب الجماعي لكافة المسلمين من خلال المساس بمشاعرهم الدينية وتدنيس مقدساتهم من خلال استخدام القوة العسكرية المفرطة، على الرغم من وجود التزام دولي على الاحتلال لبذل كافة السبل لضمان كامل الاحترام والحماية للأماكن والمواقع والمقامات والرموز الدينية.
فقد كان أبرزها تلك التي وقعت في 7 يونيو/حزيران 1967: دخل الجنرال موردخاي جور وجنوده المسجد الأقصى المبارك في اليوم الثالث من بداية حرب 67، ورفعوا العلم الصهيوني على قبة الصخرة وحرقوا المصاحف، ومنعوا المصلين من الصلاة فيه، وصادروا مفاتيح أبوابه، ثم عام 1968م: صدر قرار صهيوني بمصادرة الأرض الفلسطينية في القدس المحتلة وامتلاكها، بدعوى أنها "أراضي دولة" رغم وجود أصحابها ومالكيها الأصليين، وبالتالي صودرت في حينه في إطار قرار مصادرة شمل 3345 دونمًا، وفي 21 أغسطس/آب 1969: إحراق المسجد الأقصى واعتقال سائح أسترالي على خلفيته، وفي 11 أبريل/نيسان 1982: جندي يدعى "هاري غولدمان" أطلق النار بشكل عشوائي داخل الأقصى، ما أدى لاستشهاد فلسطينيَين وجرح أكثر من ستين آخرين، وفي 20 يناير/كانون الثاني 1983: تشكيل حركة متطرفة في "إسرائيل" وأميركا مهمتها إعادة بناء جبل الهيكل في موقع المسجد الأقصى، وفي 28 سبتمبر/أيلول 2000: أرييل شارون يقتحم ساحات المسجد الأقصى المبارك، وكان الاقتحام شرارة انطلاق انتفاضة الأقصى، وفي 29 سبتمبر/أيلول2000: قوات الاحتلال ترتكب مجزرة جديدة بحق المصلين في المسجد الأقصى المبارك راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى، وفي 2 مارس/آذار 2001: أعضاء حركة "أمناء جبل الهيكل" يتقدمون بالتماس إلى المحكمة الصهيونية العليا يطالبون فيه بإلزام الأوقاف الإسلامية بوقف أعمال الترميم في المسجد الأقصى المبارك، وفي 18 أبريل/نيسان 2001: إقامة متحف يهودي قرب المسجد الأقصى.
أما ومنذ بداية السنة الجارية فقد عرفت هذه الأحداث أول انطلاقة لها في 25 يناير 2017: اقتحم أكثر من 100 عنصر من عصابات المستوطنين اليهودية، اليوم الأربعاء (في الفترة الصباحية)، المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، عبر مجموعات صغيرة ومتتالية، ثم في 12 فبراير 2017: تصدى مصلون وحراس المسجد الأقصى لمحاولات شرطة الاحتلال إدخال غرفة متنقّلة إلى المسجد الأقصى من باب المغاربة، ثم في الفاتح من شهر مارس 2017: اقتحم 56 طالبًا من منظمة "طلاب لأجل الهيكل"، و42 مستوطنًا، معظمهم باللباس التلمودي الأسود التقليدي، وثلاث عناصر من مخابرات الاحتلال المسجد الأقصى المبارك، ثم في 18 ابريل 2017: اقتحم 43 مستوطنًا، بينهم 12 طالبًا من منظمة "طلاب لأجل الهيكل" المسجد الأقصى المبارك في الفترة الصباحية، من باب المغاربة، بحراسة معززة ومشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي الخاصة، ثم في منتصف شهر ماي أين اقتحم 33 مستوطنًا المسجد الأقصى المبارك، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الخاصة، ثم في منصف جويلية الفارط إغلاق المسجد الأقصى ومنع إقامة صلاة الجمعة فيه لأول مرة منذ عام 1969.
القسم الدولي