دولي

المحررون المقطوعة رواتبهم يعلنون الإضراب عن الطعام

في اليوم 42 لاعتصامهم المفتوح برام الله

الأسرى المقطوعة رواتبهم.. أزمة تتصاعد ولا حلول

 

لليوم 42 على التوالي، يواصلون اعتصاماتهم بحثا عن حقوقهم المسلوبة، ورفضا لقرارات السلطة والظلم الذي وقع عليهم منها.. إنهم الأسرى المقطوعة رواتبهم الذين يواصلون فعالياتهم في خيمة الاعتصام المنصوبة قرب دوار المنارة في مدينة رام الله.

"أين المسؤولون؟!".. كلمة نطقها الأسير المحرر المقطوع راتبه منصور شماسنة من بلدة قطنة شمال فلسطين المحتلة، فبعد 16 عاما قضاها في سجون الاحتلال كانت كفيلة بأن تحني الظهر وتشعل الرأس شيبا، عاد يبحث بين ركام السنين عن حقه المسلوب وكرامته الضائعه.

يقول شماسنة: إنه يرابط في خيمته منذ 40 يوما، وينام على وجع قلبه مما يُجرى، ويصحو على أمل أن يشعر به المسئولون ويبحثوا له ولزملائه الأسرى عن حل، ويضيف أن رسائل وكتب التظلم وصلت إلى كل المسئولين بدءًا من وزارة المالية، وانتهاء برئيس السلطة، وللأسف فإننا الأسرى الفلسطينيين لم نتلقَّ أي جواب تطميني يصل بنا إلى حل، وتابع "اللواء ماجد فرج وعدنا أن يكون لديه رد على الكتاب الموجه للرئيس أبو مازن منذ بداية اعتصامنا، لكننا لم نتلقَّ ردًّا حتى الآن"، ويتساءل: "لماذا لم نشاهد المسؤولين على الأقل؟، نريد منهم وقفة تضامنية ليس إلا".

وأردف "إذا كانت الوقفات التضامنية مع المرابطين في الأقصى تشغلهم، فنحن لا نريد حلولا على حساب قضايا أخرى، بل نريد من يقرع الجرس معنا فقط، لأننا لما اعتُقلنا كان الأقصى على سلم أولوياتنا".

الأسير المحرر زكريا الجسراوي، من بلدة السموع في محافظة الخليل، قال: "نحن مطالبون بالتزامات نحو أسرنا ومنازلنا، ووزارة الأسرى حينما اعتمدت رواتبنا كان ذلك ضمن القانون، ونحن عدما أفرج عنا في 18\10\2011 وقعنا على كتب تقدمت بها الوزارة بأننا لن نعمل بأعمال إضافية، وهذا ما شكل عبئا كبيرا على كواهلنا؛ فنحن مقطوعة أرزاقنا بسبب القرارات السياسية المرتجلة وبسبب التعهدات التي وقعنا عليها سابقا والتي فرضتها علينا وزارة الأسرى".

وأضاف الجسراوي أنه ينام في الخيمة مع رفقائه الأسرى المقطوعة رواتبهم، ولن يتراجعوا حتى التوصل إلى حل يمنع عنهم ذل الحاجة.

وأمضى الجسراوي 16 عاما في سجون الاحتلال، وعليه التزامات وشيكات مرهونة لأصحابها، ومطلوب منه دفع قيمتها التي يعتمد بالدرجة الأولى فيها على الراتب.

الأسير المحرر المقطوع راتبه سليمان أبو سيف يقول: "إن الـ23 أسيرًا المقطوعة رواتبهم من الضفة هم أكثر شريحة متضررة من قرار القطع؛ علما بأن القرار مسّ بوطنية وأخلاقية الجميع، وهذا القرار لم يصدر على مدى تاريخ القضية الفلسطينية، وهؤلاء الأحرار المقطوعة رواتبهم لم يخالفوا القانون الأساسي، ولم يخرجوا عن أعراف المجتمع الفلسطيني وعاداته".

وأضاف "بالرغم من أنهم لم يتلقوا كتبا رسمية بالفصل أو إيقاف الراتب إلا أنهم على يقين بأن القرار صادر من جهة عليا، ولو أن القرار صادر بقوة قانونية لما تأخرت الجهة التي جمدت رواتبهم في الإعلان عن السبب؛ علما بأن الأسرى تقدموا بكتب رسمية للقيادات السياسية وللمسئولين في المالية والأجهزة الأمنية، ولم يحصلوا على أي رد".

هذا وأعلن الأسرى المحررون المقطوعة رواتبهم والمعتصمون في رام الله لليوم الـ 42 على التوالي، السبت، عن بدء خوضهم المرحلة الأولى من الإضراب المفتوح عن الطعام؛ لاستمرار السلطة الفلسطينية بقطع رواتبهم.

وعدّ المحررون خلال مؤتمر صحفي عقدوه برام الله، أنّ ما يجرى هو تشويه وظلم لشعبنا وحركتنا الأسيرة وقيمة الأسرى الاعتبارية والنضالية، معلنين الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام يبدأ تنفيذه في تمام الساعة 8 من مساء اليوم السبت.

وأوضح الأسير المحرر منصور شماسنة، خلال المؤتمر الصحفي أنّ الإضراب سيكون على مرحلتين؛ الأولى تشمل الامتناع عن تناول الطعام مع الإبقاء على الماء والسوائل، والثانية ستكون بالتوقف عن تناول السوائل والاعتماد فقط على الملح والماء.

وطالب المحررون مصر بالتدخل لحل قضيتهم بوصفها الراعية لصفقة "وفاء الأحرار" التي خرجوا بموجبها، كما طالبوا الفصائل أن يكون لها موقف معلن وفصل في هذا الاستهداف المتعمد للأسرى والمحررين، والتحرك لدعم صمودهم في الدفاع عن الحركة الأسيرة.

وحمّل المقطوعة رواتبهم، السلطة عما يجرى لهم، وقالوا إنّها "المسئولة عنا؛ لأن منا مرضى وكبار سن"، مطالبين السلطة بإعادة رواتبهم كاملة غير منقوصة.

واختتم المحرر شماسنة قوله: "لسنا مرتزقة، ولا قطاع طرق، ولا إرهابيين، ولا مجرمين؛ نحن أبناء هذا البلد ولسنا غرباء، هذا ليس مالكم الخاص. إنه حقنا ومالنا".

القسم الدولي

 

من نفس القسم دولي