دولي
الاعتداءات على الأقصى.. عزيمة المقدسيين تفشل "مخططات الاحتلال" رغم التضييق والقمع !!
120 معتقلا وعشرات المصابين باقتحام الاحتلال الأقصى
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 28 جولية 2017
• أبو مرزوق: انتصار المقدسيين في الأقصى صفعة قوية للاحتلال
لم تكن خطوة الاحتلال بنصب البوابات الإلكترونية والحواجز الحديدة على بوابات الأقصى، الاعتداء الوحيد الذي يمارسه الاحتلال بحق المسجد المحتل منذ العام 1967، فقد تعرض المسجد الأقصى ومصلوه لعدد كبير من حوادث الاعتداء والانتهاكات من العدو الصهيوني منذ احتلال شرقي القدس عام 1967، وتنوعت أشكال الاعتداء عليه ما بين اقتحامات وزراء ونواب بالكنيست وأفراد الشرطة والمستوطنين ومحاولتهم أداء طقوس دينية، وهو ما استفز مشاعر المرابطين بشل خاص والفلسطينيين بشكل عام، فضلاً عن سلسلة قرارات تهدف إلى الهيمنة عليه وتقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا بين المسلمين واليهود.
كما يتعمد الاحتلال الصهيوني إطالة الإجراءات الأمنية بهدف منع المصلين من الصلاة في المسجد الأقصى واستفزاز مشاعرهم، الأمر الذي يشير إلى انتهاج سياسة العقاب الجماعي لكافة المسلمين من خلال المساس بمشاعرهم الدينية وتدنيس مقدساتهم من خلال استخدام القوة العسكرية المفرطة، على الرغم من وجود التزام دولي على الاحتلال لبذل كافة السبل لضمان كامل الاحترام والحماية للأماكن والمواقع والمقامات والرموز الدينية.
• إحصائية: 120 معتقلا وعشرات المصابين باقتحام الاحتلال الأقصى
اعتقلت قوات الاحتلال نحو 120 معتكفاً بالمسجد الأقصى، وأصابت عشرات المصلين، بينهم 15 إصابة بأعيرة مطاطية في الرأس بين المصلين، و6 مسعفين، وذلك خلالها اقتحامها الواسع عند منتصف الليلة الماضية للمسجد الأقصى، من باب المغاربة، وفق إحصائيات مقدسية، وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال شرعت فور اقتحامها الأقصى بإطلاق القنابل الصوتية الحارقة والارتجاجية والغازية السّامة والأعيرة النارية بهدف طرد المصلين، قبل أن تفرض حصارا محكما على المُصلى القبلي بهدف إخراج المعتكفين.
فقد اعتقلت منهم نحو 120 مصليا منهم اثنان من حراس المسجد هما: خالد شراونة، ولؤي القواسمي، ونقلتهم بواسطة حافلات عسكرية من باحة حائط البراق إلى مراكز اعتقال وتحقيق في القدس المحتلة.
وحسب جمعية المسعفين المقدسيين؛ فقد رفض جنود الاحتلال دخولهم وغيرهم من المسعفين إلى الأقصى رغم وجود أكثر من حالة خطرة، لافتة إلى أن إصابتين أخليتا وُصفتا بالخطيرة، من باب المغاربة عن طريق سيارة إسعاف تابعة للاحتلال، كما صادرت قوات الاحتلال من المعتكفين المعتقلين هواتفهم النقالة، في الوقت الذي اعتقلت فيه قوات أخرى من جنود الاحتلال المقدسي محمد خضر أبو الحمص في منطقة باب العامود (أحد أشهر أبواب القدس القديمة).
• أبو مرزوق: انتصار المقدسيين في الأقصى صفعة قوية للاحتلال
وقال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق: إن المقدسيين بنصرهم وكسر إرادة الاحتلال في فرض واقع جديد في المسجد الأقصى، وجّهوا صفعة قوية للاحتلال ومن خلفه المتخاذلين والقوى المتواطئة معه، وأضاف أبو مرزوق في بيان صحفي، أن أمناء المسجد الأقصى المرابطين والمرابطات المخلصين الثائرين حققوا انتصارا مُشرفا في القدس، وكانوا على قدر المسؤولية وعلى قدر حمل الأمانة، ورأى أنهم أكدوا تمترس الشعب الفلسطيني خلف خيار المقاومة.
وتابع "لقد رسم شعبنا بأطيافه ومكوناته لوحة وحدة نضالية مشرقة تُكتب بمداد من نور في صفحات التاريخ في دفاعه عن مقدساته الإسلامية والمسيحية، وإن أيادي المقدسيين الموحدة تدعو جموع القيادات الفلسطينية لتجاوز الخلافات وتحقيق وحدة وطنية تكون صمام أمان لمشروعنا الوطني ودُرة تاجه المسجد الأقصى المبارك".
وثمن أبو مرزوق المواقف الشعبية والرسمية المساندة للصمود الفلسطيني في القدس والذين أكدوا ارتباطهم ودعمهم للقدس والمسجد الأقصى وحقوق الشعب الفلسطيني.
• كيف رسم المقدسيون خيوط انتصار الأقصى؟
انتصر المقدسيون برباطهم وتضحياتهم، ليس لأنّهم فلسطينيون فحسب بل لأنّهم تركوا خلفهم الحزبية والطائفية والشعارات واستمروا بممارسة الضغط حتى تحقق مرادهم بإعادة المسجد الأقصى قبل ما كان عليه في 14 تموز (يوليو) الجاري.
"كيف نجحوا ؟!" تساؤل طرحه الأكاديمي والمختص في الشأن الصهيوني عدنان أبو عامر حيث قال: "المقدسيون علموا أنّ وحدتهم ورباطهم وصوتهم العالي هو نصيرهم الوحيد في مواجهة الاحتلال، حيث إنّهم لا يملكون رصاصة واحدة أو وفداً تفاوضياً.
ويشير أبو عامر، إلى أنّ دوافع تحقيق المقدسيين لهدفهم بدخول المسجد الأقصى دون أي معيقات هو عدم خضوعهم لأي حكومة فلسطينية، وعدم خوضهم الصراع تحت رايات أو يافطات حزبية، فكان لهم النجاح والنصر، داعياً إلى تعميم نموذجهم على الكل الفلسطيني.
• وضوح الرؤية
"ربما كان وضوح الرؤية لدى المقدسيين هو أبرز ملامح انتصارهم وتحقيق هدفهم".. هذا ما ذهب إليه الكاتب والمحلل صلاح الدين العواودة، مبيناً أنّ ذلك بدا واضحاً من حيث لا تناقض بين مصالح السلطة الفلسطينية غير الموجودة في القدس أصلا وبين المواجهة الشعبية الشاملة، ويؤكد العواودة لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أنّ تعلق المقدسيين بحبل الله كان واضحاً إذ كان هناك رباط وصلاة وشهادة يقوده الأئمة والدعاة والعلماء الذين أصيبوا قبل الشباب.
ويعتقد المحلل السياسي، أنّ الأقصى بحد ذاته هو أهم قضية بل القضية الأولى التي توحد المقدسيين والفلسطينيين وكل الأمة، لافتاً إلى أنّ إبعاد الحزبية المقيتة عن قضية الأقصى كان أبرز مرتكز للانتصار والنجاح بتحقيق الهدف المنشود، ويشير إلى أنّ استشعار المقدسيين أنهم في خط الدفاع الأول للأمة والأخير للأقصى بعد تفتت الأمة، مما جعلهم يخوضون معركة موت أو حياة أو النصر أو الشهادة دون خيارات أخرى، موضحاً أنّ حجم التأييد الإسلامي لهم كان كبيراً مما أمدهم بمعنويات عالية حالت دون ضعفهم.