دولي

المقدسيون رجال المرحلة

القلم الفلسطيني

عادت فلسطين ومسجدها الأقصى الأسير إلى واجهة الأحداث من جديد، وباتت أحداث الاعتداء على المسجد الأقصى وهبة المقدسيين للدفاع عنه هي الحدث الأكثر حضورا وسخونة من بين سائر الأحداث والأخبار الأخرى.

ففي الوقت الذي بات فيه مجرد استنكار وشجب ما تقوم به سلطات الاحتلال الصهيوني من اعتداء على حرمة المسجد الأقصى عملا مجيدا في زمن الانكسار العربي، تدافع المقدسيون للدفاع عن المسجد الأقصى بدمائهم وأرواحهم، وتصدوا لإفشال مخططات سلطات الاحتلال بفرض وصايتها وإدارتها عليه.

لم يتوانَ المقدسيون عن فعل ذلك لحظة، لأنهم أدركوا أن قدرهم هو أن يكونوا في طليعة المدافعين عن شرف الأمة وكرامتها ومقدساتها، ولم يأبهوا بمواقف النظام العربي الرسمي المتخاذلة عن نصرة الأقصى، والتي فيما يبدو عولت عليها سلطات الاحتلال للسير قدما في تنفيذ فرض إدارتها وهيمنتها على المسجد الأقصى.

في زمن الانكسار العربي، باتت غالب مكونات النظام العربي الرسمي تتسابق على التطبيع مع العدو الصهيوني، مع ما فيه من خذلان للقضية الفلسطينية، وإدارة الظهر لكل الالتزامات الوطنية والدينية التي تحتم على أصحابها سلوكا مغايرا لما نراه ونشاهده.

في زمن الانكسار العربي، باتت غالب مكونات النظام العربي الرسمي تتسابق على التطبيع مع العدو الصهيوني، مع ما فيه من خذلان للقضية الفلسطينية، وإدارة الظهر لكل الالتزامات الوطنية والدينية التي تحتم على أصحابها سلوكا مغايرا لما نراه ونشاهده.

كيف يمكن التفكير في إقامة علاقات طبيعية مع كيان مغتصب؟ وهل يسع الدول العربية والإسلامية الصمت والسكوت عن جرائم الاحتلال تجاه الفلسطينيين، والقدس والأقصى؟. وما هذه الانتكاسة في الوعي العربي والإسلامي بعد أن بتنا نسمع أصواتا نشازا من عرب يرفعون أصواتهم عالية بأنهم لن ينصروا الأقصى؟.

ألا ينبغي أيها العرب أن تكون القضية الفلسطينية بأبعادها الدينية والتاريخية محل إجماعكم واتفاقكم؟ وهل مواقفكم من حركة حماس والإخوان المسلمين تبرر لكم تخاذلكم عن نصرة القدس ومسجدها الأسير؟ وأين أهل العقيدة والدين مما يجري للأقصى؟ لماذا يصمتون إزاء ما يجري ويحدث في القدس؟ أليس الواجب الديني يحتم عليكم نصرة إخوانكم في الدين؟

لكن المقدسيين رجالا ونساء، شيبا وشبابا أثبتوا أنهم رجال المرحلة، وأنهم لن يفرطوا في مسجدهم الأسير، وأنهم سيفتدونه بدمائهم وأرواحهم، وها هم يثبتون في مواجهة مخططات سلطات الاحتلال، ويرفضون فرض البوابات الإلكترونية عليهم، ويصرون على ذلك، ولا يتزحزحون عنه أبدا.

وها هم الشباب (المحمديون) يجودون بأرواحهم ودمائهم، في الذود عن حمى الأقصى، شباب في مقتبل العمر، مقبلون على الحياة، ويتطلعون كغيرهم من نظرائهم ليبنوا حياتهم ومستقبلهم الدنيوي، لكن واجب الوقت يحتم عليهم بذل المهج والأرواح، يحدوهم شوق عظيم إلى ما أعده الله لعباده المجاهدين من النعيم المقيم في جنان الخلد.  

وها هم الشباب (المحمديون) يجودون بأرواحهم ودمائهم، في الذود عن حمى الأقصى، شباب في مقتبل العمر، مقبلون على الحياة، ويتطلعون كغيرهم من نظرائهم ليبنوا حياتهم ومستقبلهم الدنيوي، لكن واجب الوقت يحتم عليهم بذل المهج والأرواح، يحدوهم شوق عظيم إلى ما أعده الله لعباده المجاهدين من النعيم المقيم في جنان الخلد.  

وها هن أمهات الشهداء يضربن أروع الأمثلة في الصبر والثبات، ويفتخرن بأبنائهن الذين مضوا إلى ربهم دفاعا عن الأقصى، صابرات محتسبات واعيات لدورهن تمام الوعي، من غير أن يتبرمن بقتل فلذات أكبادهن، مع ألم الفقد الشديد، لكنه الأقصى الذي تهون من أجله الأرواح والأموال والأنفس عند من يعظمونه ويعلون من قدره وشأنه.

وها هم المقدسيون بثباتهم وتضحياتهم وصبرهم واحتسابهم، يحيون موات الأمة بعد أن كبلها سدنة الاستبداد بأغلال ثقال، وها هي غالب الشعوب العربية والإسلامية تهب لنصرة الأقصى ولمؤازرة إخوانهم المقدسيين، ولترتفع أصواتهم وحناجرهم مدوية بالروح بالدم نفديك يا أقصى.

ستبقى القضية الفلسطينية، بقدسها ومسجدها الأقصى الأسير، هي بوصلة الجهاد والمواجهة، والكاشفة عن صهاينة العرب، والفاضحة لكل المتخاذلين والمتقاعسين عن نصرتها والذب عنها، وفي مقدمتهم، أنظمة الاستبداد وسدنتها من العلماء والدعاء الذين لاذوا بالصمت، وباتوا من أهل القبور، وكأن أهل فلسطين ليسوا من أهل السنة يا دعاة التوحيد، وحراس العقيدة.

بسام ناصر

 

من نفس القسم دولي