دولي

"انتكاسة مؤقتة" لتفاهمات "حماس" ودحلان في القاهرة

حديث عن تعطيل عباس للتفاهمات

تعرضت التفاهمات بين حركة حماس الفلسطينية وتيار القيادي المفصول من حركة فتح، محمد دحلان، والتي أُبرمت في مصر أخيراً، لانتكاسة، يقف وراءها على الأرجح الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بحسب معلومات كشف عنها مسؤول مقرب من "حماس" في غزة لـ"العربي الجديد"، متوقعاً أن تكون الانتكاسة "مؤقتة"، لكن من دون تحديد موعد دقيق لاستئنافها.

قال المسؤول، طالباً عدم ذكر اسمه، إن زيارة عباس إلى القاهرة أخيراً، ولقاءه مع الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، نجم عنهما تأخير تنفيذ بعض الاتفاقات التي أُبرمت بين "حماس" وتيار دحلان، وارتد ذلك على أرض الواقع بتعطيل واضح في إدخال السولار الصناعي لمحطة توليد الكهرباء، وعلى الرغم من الوعود المصرية المتكررة بإدخال السولار الصناعي والوقود لمحطات التعبئة التجارية بشكل يومي، إلا أنّ ذلك لم يحدث بشكل منتظم، وبات يتم إدخاله كل عدة أيام، بدلاً من إدخاله يومياً، مما أحدث أزمة حقيقية في قطاع غزة. واضطرت محطة توليد الكهرباء لإطفاء أحد مولداتها نتيجة شح الوقود، والذي توقف وصوله من مصر لعدة أيام، الأمر الذي أدى إلى تقليص خدمة الكهرباء في القطاع.

وأوضح المسؤول المقرب من "حماس" أنّ تياراً عريضاً في الاستخبارات المصرية، يتعاطى مع الرئيس عباس كممثل وحيد للشعب الفلسطيني، عمل على إرباك التفاهمات والتسهيلات، كما غيّر مسار اتفاق يتعلق بزيارة وفد أمني مصري لحدود غزة مع الأراضي المصرية، للاطلاع على الخطوات التي قامت بها الحكومة في غزة وحركة حماس لمنع التهريب وانتقال المسلحين عبر الحدود.

وأشار المسؤول نفسه إلى أن دحلان ليس مطلق اليد في مصر، في ما يتعلق بالشأن الفلسطيني وملف غزة تحديداً، وأن الحسابات المصرية تجاه "حماس" وغزة تختلف عن رغبات وتطلعات مستشار ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد آل نهيان، وأن الرئيس عباس له علاقات مؤثرة في مصر، مما ساهم بإيقاف بعض التسهيلات والاتفاقات. ويعتقد المسؤول أن مصر لم تعرقل، في البداية، الاتفاق بين "حماس" وتيار دحلان، رغبةً منها في إيصال رسائل امتعاض من تصرفات وموقف عباس تجاه الأزمة الخليجية مع قطر، وكذلك رسائل تذمر من قيام السلطة الفلسطينية بخطوات في غزة تمس الوضع الأمني العام، بشكل يقلق مصر وإسرائيل.

وقامت السلطة الفلسطينية في الأشهر الأخيرة بتقليص رواتب موظفيها في قطاع غزة، إضافة لإحالة العشرات منهم إلى التقاعد الإجباري. وهذه الخطوات كانت مصر تنتظر من أبو مازن أن يقوم بتنسيقها معها، وفق قول مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد". وفي سياق متصل، علمت "العربي الجديد" أن دحلان وصل إلى مصر عقب زيارة عباس، ويعمل حالياً على التخفيف من حدة معارضة أطراف في الاستخبارات المصرية للتفاهمات مع "حماس".

أمال. ص/ الوكالات

 

من نفس القسم دولي