دولي
الاحتلال يصوّت على قانون "القدس الموحدة"
يهدف لمنع تقسيم القدس في أي تسوية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 16 جولية 2017
• الاحتلال يواصل إغلاق الأقصى وبلديته تسيطر على ساحات المسجد لأول مرة
صادقت اللجنة الوزارية الصهيونية لشئون التشريع، صباح الأحد، على قانون "القدس الموحدة"، والذي يهدف إلى منع تقسيم القدس في أي تسوية مستقبلية مع الفلسطينيين، وينص القانون الذي قدمه حزب البيت اليهودي على ضرورة توفر غالبية من 80 عضو كنيست لدعم أي خطة لتقسيم القدس ومنح جزئها الشرقي للفلسطينيين.
ونقل عن زعيم الحزب "نفتالي بينيت" قوله: إن القدس نجت من كارثة تقسيم إبان حقبة رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت، مشيراً إلى أن القانون يمنع تقسيم القدس مستقبلاً ويحافظ عليها تحت السيادة "الإسرائيلية".
ويدور الحديث عن قانون أعد سلفاً لعرقلة أي مفاوضات مستقبلية حول مستقبل القدس، ومن المستحيل توفر غالبية 80 عضو كنيست يدعمون منح شرقي القدس للفلسطينيين، في حين يحتاج القانون إلى عرضه على الكنيست للتصويت بالقراءات الثلاث حتى يصبح نافذا.
• الاحتلال يواصل إغلاق الأقصى وبلديته تسيطر على ساحات المسجد لأول مرة
وضعت بلدية الاحتلال، الأحد، يدها عنوة على جميع ساحات المسجد الأقصى وأرسلت 7 سيارات نظافة وعددا كبيرا من عمال النظافة اليهود لتنظيف الساحات؛ وهو ما يحصل لأول مرة منذ احتلال الأقصى عام 1967، حيث يقوم عشرات من عمال النظافة حصريا من اليهود وبعضهم متدينون بالتنظيف في محيط قبة الصخرة المشرفة.
كما ينظفون آثار التحطيم والتفتيش ونبش القمامة وبقايا طعام عشرات الجنود أمام المصلى القبلي، ولديهم 7 سيارات تابعة لبلدية الاحتلال دخلت لباحات المسجد، بينما سيطرت شرطة الاحتلال على مفاتيح باب الأسباط ومنه تدخل السيارات.
فيما تسيطر قوات الاحتلال على معظم مفاتيح أبواب الأقصى الخارجية والداخلية بما فيها باب الرحمة بعد مصادرتها، ويرفض الاحتلال إرجاعها للأوقاف الأردنية حتى اللحظة، بينما اقتحم ضباط كبار في جيش الاحتلال حاليا باحات المسجد الأقصى بحراسة مشددة في جولات تخطيط متتالية، في وقت ينتشر فيه عشرات من عناصر حرس الحدود الإسرائيلي في كل ناحية.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثالث على التوالي، إغلاق المسجد الأقصى المبارك في وجه المصلين الفلسطينيين، ومنعهم من الدخول إليه وأداء صلاة الفجر فيه وسط الحديث عن إعادة فتحه بشكل تدريجي.
وقالت المصادر المحلية لـ"العربي الجديد" إن قوات الاحتلال منعت، عبر الحواجز الحديدية التي تقيمها بشكل كبير في محيط المسجد الأقصى المبارك، عشرات الفلسطينيين من الوصول إليه، ما دفعهم إلى أداء صلاة الفجر عند أقرب نقطة تمكنوا من الوصول إليها عند بوابات ومداخل القدس القديمة.
وقال مسؤولون في الأوقاف الإسلامية لـ"العربي الجديد"، إن الاحتلال كثف في غضون الساعات الماضية ضغوطه على حراس الأقصى لمنعهم من الانتظام في دوامهم داخل المسجد، وأشار هؤلاء إلى أن الاحتلال يواصل استباحته للأقصى وما زالت أعداد كبيرة من جنوده تتواجد هناك، وتسيطر على ساحاته ومرافقه، وتعتدي عليها بتدنيسها وتسيير دوريات للقوات الخاصة هناك.
من جهته، قال مدير المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عمر الكسواني، لـ"العربي الجديد"، إن إدارة الأوقاف تتابع عن كثب ما يجري في الأقصى، وحال إعادة فتح أبوابه سيتم حصر جميع الأضرار التي لحقت بمرافقه، وفحص ما إذا كانت تمت سرقة ومصادرة ممتلكات من المتحف الإسلامي الذي تعرض للتدنيس.
وجدد الكسواني تنديده بمنع الاحتلال المواطنين من أداء صلاة الفجر في الأقصى، وقال إن "هذا إجراء مدان ونطالب الاحتلال برفع يده عن الأقصى".
إلى ذلك كان المشهد في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة مشتعلا، حيث اندلعت فجر الأحد مواجهات عند نقاط احتكاك وتماس عديدة مع جنود الاحتلال حول البلدة القديمة، تركزت في بلدة سلوان، وحي راس العمود، وبلدة العيساوية، بعد أن وصلت مجموعات كبيرة إلى هناك محاولة كسر الحصار عن الأقصى.
وكانت أعنف المواجهات اندلعت في سلوان وباب حطة، حيث أصيب جندي من حرس الحدود ومجندة، بعد استهدافهم بعدة زجاجات حارقة ومفرقعات نارية من قبل الشبان.
إلى ذلك مدد الاحتلال اعتقال ثلاثة من حراس الأقصى كانوا اعتقلوا عقب العملية الفدائية فجر الجمعة الماضية، وما زال التحقيق جاريا معهم بالاشتباه بتقديمهم مساعدة لمنفذي العملية، وهو ما نفته عائلات المعتقلين وكذلك مسؤولو الأوقاف وعلى رأسهم الشيخ عزام الخطيب، مدير عام أوقاف القدس، الذي وصف لـ"العربي الجديد" هذه الاتهامات بأنها هراء وكذب، ومحاولة تبرير لعدوانهم المستمر على الأقصى وحراسه.
وحسب تصريحات للشيخ عبد العظيم سلهب لـ"العربي الجديد"، يخشى مسؤولو الأوقاف أن تشرع سلطات الاحتلال بتركيب بوابات فحص إلكترونية داخل الأقصى، إضافة الى نصب مزيد من كاميرات المراقبة، فيما لم يستبعد قيام الاحتلال بزرع أجهزة تنصت داخل مكاتب ومرافق الأوقاف التي تم استباحتها.
وفي غضون ذلك، أفاد مسؤول العلاقات العامة والإعلام في دائرة الأوقاف، فراس الدبس، في تصريح مقتضب لـ"العربي الجديد"، إن مخابرات الاحتلال تجري اتصالات مع مجموعة من حراس المسجد الأقصى المبارك وتطالبهم بعدم الحضور إلى الأقصى اليوم الأحد، عرف منهم خليل ترهوني، فادي عليان وحمزة نبالي.
أمال. ص/ الوكالات