دولي

باسل غطاس يدخل السجن مؤكداً على الثوابت الوطنية

لقضاء الحكم الذي فرض عليه بسبب مساندته للأسرى الفلسطينيين في السجون

حتى اللحظات الأخيرة قبل دخوله المعتقل، وعلى مسافة خطوات من بوابة سجن غلبواع، اختار النائب الفلسطيني السابق، باسل غطاس، توديع رفاقه وأهله من خلال إشادة بـ"التضحيات الكبيرة التي قدمها الأسرى الفلسطينيون لشعبهم وقضيتهم بإباء وشموخ، وبدون أي تنازلات"، وكان غطاس وصل إلى مدخل سجن غلبواع في التاسعة والنصف من صباح الأحد، يرافقه المئات من أصدقاء وأنصار حزب "التجمع الوطني الديمقراطي"، إذ سيقضي، حكما بالسجن لمدة عامين، على إثر اتهامه بالقيام خلال زيارته للأسيرين الفلسطينيين، وليد دقة وباسل البزرة، في معتقل "كتسيعوت"، بإدخال عدد من أجهزة الهواتف النقالة للأسرى الفلسطينيين في أواخر ديسمبر/كانون الأوَّل الماضي.

وتعرض غطاس، خلال الأشهر الأخيرة، إلى حملات تحريض دموي ضده، وقدم استقالته من الكنيست، الذي دخله ممثلا عن حزب "التجمع الوطني الديمقراطي" منذ عام 2013.

يدخل السجن لقضاء الحكم الذي فرض عليه بسبب مساندته للأسرى الفلسطينيين في السجون.

تجدر الإشارة إلى أنه قد حكم على غطاس بالسجن الفعلي لمدة سنتين بسبب إسناده للأسرى، وذلك من خلال محاولة إدخال هواتف نقالة كي يتمكنوا من التواصل مع أبناء عائلاتهم.

وكانت قرية الرامة قد احتضنت مساء السبت، مهرجان الإسناد الشعبي لغطاس، بمشاركة جماهيرية واسعة شملت ألوان الطيف السياسي كافة في الداخل الفلسطيني، إلى جانب لجنة المتابعة العليا ولجنة الحريات، وكان غطاس قد ألقى كلمة في المهرجان الشعبي، أكد فيها تحمله لكامل المسؤولية عن "الفعل الضميري والإنساني والأخلاقي تجاه الأسرى".

وأكد أنه يعد ذلك فرصة لرفع قضايا الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، والممارسات غير الإنسانية والمناقضة للأعراف والمواثيق الدولية التي يقوم بها الاحتلال ضدهم، كما أكد على أنه "لا يكون النضال بمواصفات الربح والخسارة، وبناء على حسابات الجدوى نضالا حقيقيا ذا منفعة على طريق تحقيق الحرية والمساواة والعدل، هناك حاجة ماسة لرفع سقف النضال والمطالبة باستمرار في وجه تغول نظام الفصل العنصري الإسرائيلي".

وأشار في سياق كلمته إلى أنه قد حان الوقت لبناء مشروع وطني واضح ومتكامل الملامح "مشروع بنيوي لبناء الذات ولتحقيق أهداف وطنية جامعة"، وقال أيضا "لا يعقل أن نكون بعد ما يقارب السبعين عاما مجتمعا بدون مؤسسات وطنية منتخبة وذات موارد وقادرة على قيادة وتنظيم الشعب والمجتمع، لا يعقل أن نكون حتى الآن بدون مؤسسات تمثيلية منتخبة تستمد شرعيتها من ثقة الناس، لا يعقل أنه حتى الآن لا يوجد لدينا صندوق قومي ولا يوحد لدينا جامعات ومعاهد أكاديمية ومؤسسات اقتصادية وتنموية جماعية وجامعة".

وفي ختام كلمته أكد على أنه سيخرج من سجنه بعزيمة أكبر "للمساهمة في تحقيق المستقبل الذي نطمح إليه".

ق. د

 

من نفس القسم دولي