دولي

في رمضان.. فقراء غزة بلا معونات ولا كفالات

بعد اشتداد الحملة ضد المؤسسات الخيرية

 

 

بنبرةٍ منكسرة تتصل المواطنة "نادية. ب" بالوسيط الذي يتواصل معها كل عام في شهر رمضان؛ تسأله عن المبلغ السنوي الذي كان يوصله لها بتبرع من أهل الخير من إحدى الدول العربية، تقول "نادية" وهي أم لخمسة أطفال من بينهم مرضى وزوج لا يعمل، إنّها تنتظر رمضان يوماً بيوم حتى تتسلم هذه المعونة من أهل الخير، وذلك منذ أكثر من 10 أعوام، لكن الوسيط اعتذر من "نادية"، وقال لها "الأوضاع باتت صعبة جداً، وبات ممنوعا لأحد أن يرسل شيئا إلى غزة".

نادية باتت مصدومة لا تعرف ماذا تقول؟ ولا إلى أين تذهب فقد أجهشت وانهارت باكية، راجيةً من أهل الخير أن ينظروا إلى حالها، حال "نادية" كما هو حال أكثر من 50% من أهالي قطاع غزة، والعدد في ازدياد مضطرد مع حملات الاستهداف للقطاع المحاصر بشكل عام والمؤسسات الخيرية بشكلٍ خاص.

مواطنة أخرى "رفضت الإفصاح عن اسمها" في تقرير أعده "المركز الفلسطيني للإعلام" إنها كانت تتلقى كفالة سنوية من إحدى المؤسسات الخيرية، إلا أن إغلاقها بقرار سياسي حال دون ذلك.

وأعلنت منظمة التعاون الإسلامي مؤخراً إغلاق مكتبها في غزة الذي يخدم آلاف الأسر الفقيرة، ونقل صلاحياته إلى الضفة الغربية، وذلك بضغطٍ وطلب من السلطة الفلسطينية في رام الله، بحسب المدير التنفيذي للمكتب محمد أبو حسنة الذي أقيل بعد إغلاق المكتب.

أمجد ربيع (35 عاماً) أب لخمسة أطفال كان يعيش بحالة متوسطة إلى أنّ توقف عن العمل في التجارة بسبب أمراض السكري والغضروف، وأصبح لا يستطيع أن يوفر لقمة العيش لأطفاله.

يُقسم ربيع أنّه لا يستطيع أن يوفر لقمة الإفطار لأطفاله، الذين يصوم اثنان منهم، حتى يدخل الفرحة إلى قلوبهم، وكما هو الحال في كل عام، ينتظر المواطن الفلسطيني ما يقدمه له أهل الخير من معونة من أجل التوسيع على عائلته، وشراء ما يحتاجه من مواد غذائية "يشتهيها طوال العام"، وبنبرةٍ حزينة يقول: "هذه أول مرة منذ جلوسي عن العمل لم يصلني أي شيء، وقد شارف شهر رمضان على الانتهاء".

وبحسب الخبير الاقتصادي ماهر الطباع؛ فإنّ معدلات البطالة بلغت 41%، فيما بلغ عدد العاطلين عن العمل ما يزيد عن 200 ألف شخص، وبين أنّ ما يزيد عن مليون شخص في قطاع غزة دون دخل يومي، وهذا يشكل 60% من إجمالي السكان، فيما ارتفعت نسبة الفقر والفقر المدقع لتتجاوز 65%، والتي ترافق معها ارتفاع غير مسبوق في انعدام الأمن الغذائي في القطاع.

أحمد الكرد، منسق مؤسسات العمل الخيري بغزة، أكّد أنّ رمضان الحالي هو الأصعب على الفقراء والطبقة المعوزة بغزة منذ أربعين عاماً أمضاها في العمل الخيري، وقال الكرد، في حوارٍ سابقٍ مع ذات المركز إن خطة العمل لهذا الموسم انخفضت من 200 ألف أسرة إلى 100 ألف، مشدداً أن تراجع تمويل العمل الخيري والحصار مكّنهم حتى الثلث الأول من رمضان من تلبية حاجة 40 ألف أسرة فقيرة فقط.

وأشار إلى أنّ العمل الخيري لم يشهد منذ أربعين عاماً، سوءاً وتردياً في أوضاع الفقراء كما هو حال رمضان الحالي الذي ظهرت فيه نسبة مرتفعة للفقر، وشدة في الحصار، واشتدت معه الهجمة على مؤسسات العمل الإنساني لتجفيف منابع تمويلها.

وأوضح أن مؤسسات العمل الخيري اعتادت كل رمضان مساعدة 50 ألف أسرة فقيرة وأسرة أيتام، لكنها انخفضت في رمضان الحالي إلى 20 ألفًا، بنسبة 40%.

واعتادت المؤسسات الخيرية والإنسانية تقديم مساعدات رمضانية مثل الطرود الغذائية، والقسائم الشرائية، وسلّة السحور، وإفطار الصائم واللحوم، وقد انخفضت قيمتها هذا الموسم من 40 إلى 20 دولارا.

القسم الدولي

 

من نفس القسم دولي