دولي

"لحوم العلماء مسمومة" إلا "59"!

القلم الفلسطيني

 

 

قبل أشهر قليلة جلس أحد كبار المشايخ مفتيا مع الشيخ  القرضاوي، وكرّمه خادم الحرمين قبله، ثم اكتُشف أن ذلك التسعيني، في مقتبل العمر على الإرهاب! 

 

ولقد رأينا ثلة من شيوخ الأمة تؤاخي سواعدهم، ساعد الإرهابي الليبي "د. علي الصلابي"، لِمَ لَمْ يترفعوا عن الجلوس مع من يَقتل المسلمين ويُشرعن قتلهم!؟ أم أن هؤلاء وجميع قائمة الـ٥٩ شيخا، صاروا إرهابيين بين ليلة وضحاها!؟ 

 

لعلكم أدركتم يا شيوخنا الأكارم بأنها تهمة باطلة، نالت إخوانكم من الدعاة في الخليج، كما نالت إخوانا كُثر، لم يبدأوا بالعلامة القرضاوي ولن ينتهوا بقائمة واحدة! 

 

لا يُطالب شيوخ الأمة بالانتحار وإلقاء أنفسهم في التهلكة حين يُلقون بكلمة حقٍّ ترد الظالم عن ظلمه؛ لكنه من غير المفهوم أن يُمجدوا المخطئ في ذروة الأزمة.

 

لعله خوف الاقتراب من الفتنة، لكنهم في الفتنة سقطوا مُذ بدأت العشرات تستمع لقولهم، فكيف وقولهم الآن يصل إلى الملايين. 

 

هو الامتحان الذي تفرّون منه، بالأمس القريب أصاب علماء ودعاة مصر قبل عامّتها وعموم الأمة، واليوم اقترب من كل عالم وداعية أكثر؛ فلا نجاح بلا اختبار، وكل من علا لا بدّ مبتلى!  

 

شُغِلنا زمنًا طويلا  بالعين والسحر وكيف نرقي أنفسنا ونتشافى بالقرآن،  لكن المشعوذين النافثين خبَثهم وخُبثهم في الأمة ومصيرها أشد خطرا، وعافيتنا منهم في القرآن موجودة، فلماذا عُمّيت عليهم!؟ 

 

(يأَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ) 

 

هل سُجِّل هذا التوجيه والتنبيه لقائد الأمة حتى يكون آية تُحفظ، أم نهجًا يَحفظ الأمة؟ 

 

أخطأ حكام السعودية والإمارات والبحرين بمعاداة قطر، أخطأوا بعدِّ حماس حركة إرهابية، أخطأوا حين وصفوا بالإرهاب الجمعيات الخيرية، أخطأوا حين شوّهوا بوصف الإرهاب رموز الأمة ومفكريها ودعاتها، أخطأوا بتمزيق وحدة الأمة، وأخطأوا بتبديد ٤٦٠ مليار دولار من أموال الشعب لشخص مجنون، وأخطأوا قبل ذلك وبعده! 

 

فلماذا لا يقال لهم "اتقوا الله" ولو في واحدة؟ 

 

"تأليه الحاكم" هو ما أُريد به من السماح بفقه واحد يحوم حول طاعة ولي الأمر طاعة عمياء، لو عُرضت على خليفة رسول الله لاستهجنها. 

 

أعان الله ضعفكم يا شيوخنا الأفاضل، فإني أعلم كم هم قُساة على الناصحين ولن يُقال لأحدكم "اخرج منها"، بل ادخل في السجن بضع سنين! 

 

لكنّ تزيين الخطأ، والتزلف لصاحبه خوفا وطمعا،  يدخل صاحبه ما هو أشد قسوة وأطول أمدا.

 

إن تفهّمنا العجز في تبيان الحُكم الشرعي بشيطنة حماس ومحاصرة كل من أيّدها، فكيف لنا تفهُّم أن يغرد البعض بعد كل طعنة في ظهر حماس  بالدعاء تزلّفاً لمن أيد وصفها بالإرهاب وسمح به. رغم أن بعض هؤلاء المشايخ له موقف سابق مؤيد لحماس، بل إن بعضهم رأى بأنها المقصودة ببشارة النبي "لا يضرهم من خذلهم". 

 

هل أدركتم معنى حصار قطر؟

 

هو فتح باب الغربة العاشرة والأخيرة من الوطن العربي على حركة المقاومة الإسلامية حماس، هو طريق الاستفراد بأرض الفرقان في شهر القرآن، والقضاء على الجهاد بمعناه السامي الصحيح في وجه محتل الأرض والمقدسات. 

 

لن تشفع لك تغريدة دعاء تأسف فيها وتدعو للثكالى والمجاهدين في غزة بالنصر حينها، ولو غرّدَتها معك الطيور مُذ غراب ابني آدم حتى "تويتر"!

 

"لحوم العلماء مسمومة" لكنّ سُمّ الواقع أمرّ طعما، ولا بد من "تغيير في الخطاب الديني" ليس كما يريده العلمانيون والملحدون، بل بما يخدم المقاومين المستهدَفين، وحال المسلمين. 

 

إنني على ثغرة صغيرة من الدين يكفيني فيها أن أحاسب عن أهل بيتي، أما وقد استلمتم موقعا يسمعكم فيه الملايين؛ فإما أن تكونوا أهلًا، أو فلا تحملَوا ظلمًا.

 

حسبكم في رسالتي، أن الله جعل سيدنا موسى -وهوَ هُوَ - يطلب الرشد ويحظى بالفائدة من رجل نكرة لم يسجل القرآن اسمه!

 

 

مقالات بيان صادق

من نفس القسم دولي