دولي

ضوء أخضر للعدوان وشطب قضية اللاجئين

اتهامات "أونروا"

 

 

اكتمل نصاب الجوقة في محاولات شيطنة المقاومة بغزة؛ فلم يعد الاحتلال وحده من يصفها بـ"الإرهاب"، بل تساوقت معه في أزمة الخليج الحالية أطراف عربية حتى بدأت "أونروا" تنشر أخباراً كاذبة عن أنشطة مقاومة الاحتلال، فقد نشرت "أونروا" بيانًا قبل أيام زعمت فيه اكتشاف ما أسمته نفقاً يمر تحت مدرستين تابعتين لها في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، في إشارة صريحة لأنفاق المقاومة.

 على أرض الواقع، أكدت مصادر محلية ومراقبون للشأن السياسي في أحاديث منفصلة مع "المركز الفلسطيني للإعلام"، أن ما اكتشف هو بئر زراعي مهجور عثر عليه خلال أعمال بناء لوكالة الغوث، مؤكدين أن إقحام المقاومة في المسألة محاولة متواصلة لتشويهها وإنهاء قضية اللاجئين.

 والتقط رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الاتهامات الكاذبة، ليدعو إلى تفكيك "أونروا" في قطاع غزة، مضيفاً: "استمرار وجود الأونروا يطيل أمد مشكلة اللاجئين بدلاً من حلها، وبالتالي ينبغي تفكيكها".

 بالكاد وافق أحد الشهود العيان الذي اكتفى بتسمية نفسه "أبو محمد" على الحديث؛ لأن المسألة برأيه لا تستحق الكثير، مشدداً أن ما شاهده هو حفرة لبئر مهجور وقديم ليس له فتحة أفقية من أي جانب، وأعرب علي قنديل، ممثل اللجنة الشعبية للاجئين في المخيمات الوسطى، أنه تقصّى بنفسه ما جرى في مخيم المغازي الذي يسكنه فوجد الحفرة تعود لبئر زراعي مهجور من عشرات السنين.

ونفت حركة "حماس" علاقتها بما أعلنته أونروا عن اكتشاف نفق، وقالت إنها "استوضحت الأمر مع كل فصائل وقوى المقاومة الذين أكدوا بكل وضوح أن ليس لهم أي أعمال تخص المقاومة في المكان المذكور، وأن سياستهم قائمة على أساس احترام مؤسسات أونروا والمنشآت الحيوية".

وقال الناطق باسم الحركة، فوزي برهوم، في تصريح له: إن من شأن تلك الادعاءات أن تُستغل من الاحتلال "الإسرائيلي" لتبرير جرائمه، وتشجعه على استهداف المدنيين العزل.

وتظهر تناقضات في رواية "أونروا"؛ فقد قال "كريس غينيس" الناطق باسمها إنه تم اكتشاف جزءٍ من نفق يمر تحت مدرسة المغازي الابتدائية للبنين ألف وباء ومدرسة المغازي الإعدادية للبنين، اللتين تقعان في نفس المكان.

واستهجن أن ما تناوله ذاك الموقع وما أورده عن حدوث انهيار نفق أسفل مدرسة تابعة للأونروا شرق المغازي في شهر 12 من عام 2016، وقال: "هذا أمر لم يحدث على الإطلاق، ونشر مثل هذه الأخبار العارية عن الصحة غير مقبول".

 ومنذ سنوات يركّز الاحتلال على أنفاق المقاومة بغزة، ويزعم أن المقاومة تخترق السلك الفاصل لشن هجمات على قرى وبلدات "غلاف غزة"، ونظمت قيادة الاحتلال عدة زيارات لمسئولين من مؤسسات دولية لأنفاق قديمة قرب الحدود كان آخرهم "نيكي هيلي" سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة للاطلاع على نفق قديم شرق رفح، وقبل سنوات بالمثل زيارة "بان كي مون" الأمين العام السابق للأمم المتحدة.

 ويؤكد المحلل السياسي حسام الدجني، في تصريحات لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، أن دعوة "نتنياهو" لتفكيك "أونروا" هي حلقة من حلقات مشروع إقليمي لإنهاء قضية اللاجئين انسجاماً مع حل سياسي يصفه الرئيس الأمريكي ترامب بـ"صفقة القرن".

 المشهد السياسي الإقليمي والسياسة العربية الجديدة نحو المقاومة والقضية الفلسطينية تغري نتنياهو كي يسابق الزمن في اتخاذ خطوات متسارعة نحو جوهر القضية.

 ويقول محمد مصلح الخبير في الشئون الإسرائيلية، في تصريحات لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": إن نتنياهو يحاول إيجاد مبررات لإنهاء عمل "أونروا" وتغيير مفهوم اللاجئين بالتدريج جزءًا من حل قادم، ويتابع: "مؤخراً تتزايد التقليصات، وفي حروب غزة قصفوا المدارس ومؤسسات أونروا، وهناك حالة صمت مريبة من عباس لما يجرى حول القضية؛  لجرّ حماس لمشروع سياسي غير مفهوم".

ورغم أن مسألة الحدود مسالة شائكة في أي حل للصراع إلا أن ملف اللاجئين يرتبط بالبعد الفكري والتاريخي لحق الفلسطيني في وطنه، ولعل أكثر ما يقلق نتنياهو، حسب المحلل مصلح، المشكلة الديمغرافية والبعد القومي.

 ويحاول نتنياهو التركيز على ملف اللاجئين من بوابة تفكيك "أونروا"، والمضي قدماً في تهويد القدس المحتلة ممهداً الطريق لحل سياسي قادم، وهي سياسة قديمة لكنها تمضي مؤخراً بسرعة ماراثونية.

 

من نفس القسم دولي