دولي

الفلسطينيون يتجهون نحو إعلان عصيان مدني ضد الاحتلال

التصعيد دخل في مرحلة جديدة بعد استشهاد أحد الشباب

 

 

باستشهاد الشاب الفلسطيني، معتز حسين بني شمسة، يوم الخميس الماضي، برصاصة مستوطن، أمام أعين جنود الاحتلال الذين كانوا يقمعون تحركاً تضامنياً مع الأسرى المضربين عن الطعام في المعتقلات الإسرائيلية، في بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، يكون تصعيد الفلسطينيين دخل في مرحلة جديدة قد تكون أبرز سماتها بدء عصيان مدني ضد الاحتلال. 

وكان شمسة يشارك في إغلاق شارع حوارة أمام المستوطنين. وبات إغلاق الشوارع إحدى الأدوات الجديدة التي تتبلور في المواجهة مع الاحتلال، بشكل غير مألوف للسلطة الفلسطينية، التي تحرص، حتى الآن، على عدم حصول اشتباك جماهيري واسع مع الاحتلال، واقتصار التضامن على فعاليات رمزية، وأمام تراجع الفصائل الفلسطينية وارتباك حركة فتح التي أصدر بعض قياداتها قرارات تدعو للاشتباك والإضراب الشامل، لكن سرعان ما تم التراجع عنها، أو سرعان ما تبين أن الدعوة للاشتباك مع الاحتلال في نقاط الاحتكاك تتزامن مع انتشار الأجهزة الأمنية الفلسطينية لردع المتظاهرين ومنعهم من الوصول وضربهم، بدأت قيادات فتحاوية ومجموعات من الشبان الفلسطينيين بإغلاق طرق أساسية أمام المستوطنين بما يمهد لـ"العصيان المدني".

ووجد المستوطنون الذين يستولون على أراضي تابعة لقرى شرق رام الله، ، شارعاً رئيسياً مغلقاً بالإطارات المشتعلة والحجارة، وهو الشارع الذي يُسميه الاحتلال بشارع "60"، والذي يربط المستعمرات الإسرائيلية وسط الضفة الغربية بشمالها. وتم شل الحركة فيه لنحو ساعتين. في المقابل، استنفر المستوطنون، وتم استدعاء قوات كبيرة من جيش الاحتلال لتبدأ اشتباكات مع شباب القرى المجاورة للشارع، وأبرزها بلدة سلواد لعدة ساعات. وأسفرت المواجهات عن إصابة أحد الشبان برصاصة مستوطن، واعتقاله، فيما نفذت قوات الاحتلال اقتحاماً وحشياً للبلدة، واعتقلت نحو سبعة شبان من القرية، وقامت بتخريب خيمة التضامن مع الأسرى. وتمكن العشرات من الفلسطينيين، من إغلاق شارع رئيسي غرب نابلس قرب قرية دير شرف، إذ يتم استخدام هذا الشارع من قبل مئات المستوطنين يومياً.

وفوجئ الاحتلال بإغلاق المحتجين للشارع بأجسادهم. وأقدم العشرات أيضاً على إغلاق شارع حوارة، الذي يتوسطه حاجز عسكري إسرائيلي يفصل مدينة نابلس عن قراها الجنوبية، ويفصل شمال الضفة عن وسطها، وسط اشتباكات دامية مع الاحتلال، أسفرت عن شهيد وإصابة صحافي برصاص مستوطن.

اللافت في فعاليات نابلس أن إقليم "فتح" الأكثر نشاطاً، هو من يتصدر المشهد بتنظيمه فعاليات حقيقية لها وزنها على الأرض، وتؤدي إلى إرباك للاحتلال عبر إغلاق طرق تعتبر عصباً للمستوطنين. ويقول أمين سر إقليم "فتح" في نابلس، جهاد رمضان، إن هناك بياناً صدر عن الأسير، مروان البرغوثي، وتبنته اللجنة المركزية لـ"فتح" من أجل التصعيد، مضيفاً أن هناك اجتماعاً لأمناء سر "فتح" في جميع المحافظات لتبني التصعيد، بحسب تأكيده.

الوكالات

من نفس القسم دولي