دولي

"الأونروا"... عنوان آخر لنكبة اللاجئ الفلسطيني

الخدمات لم تعد كالسابق، إذ بدأت بالتقلص التدريجي

 

 

ملامح النكبة الفلسطينية الممتدة منذ عام 1948، لا تزال ظاهرة على مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غربي مدينة غزة وقاطنيه، وهو واحد من المخيمات التي لجأ إليها الفلسطينيون بعدما قامت قوات الاحتلال باحتلال بلادهم وأراضيهم، وتهجيرهم منها، لكن الذي اختلف منذ النكبة حتى الآن هو سياسة التقليص التي اتبعتها "وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى" (الأونروا) بحق اللاجئين الفلسطينيين في مختلف النواحي الخدماتية والتشغيلية، حسب أحاديث متفرقة، ما دفع البعض لاتهامها بممارسة "سياسة تقليص ممنهجة ضد اللاجئين في مختلف المجالات، جعلت اللاجئ أمام مستقبل مجهول".

التراجع في تقديم جملة من الخدمات الأساسية، ومنها التعليم والصحة والتموين والتشغيل، ساهم في جعل بعض المشاكل الأساسية ثانوية، ومنها شدة ملوحة المياه، والاكتظاظ السكاني الكبير والمتزايد في المخيم وفي المدارس التابعة له، وسوء وصول الشمس إلى داخل المساكن، والرطوبة، وغيرها من المشاكل التي أصبحت المطالبة فيها طي النسيان، بحسب شهادات اللاجئين الفلسطينيين.

ويجلس الحاج أبو محمد الحمامي، أمام بيته وسط مخيم الشاطئ، وقد بدا متأثراً مع حلول الذكرى التاسعة والستين لتهجيرهم من بلدتهم الأصلية. ويقول لـ"العربي الجديد": "ورث أبي عن أجدادي 7 دونمات في المجدل، كان يزرعها ذرة، وقمحاً، وشعيراً، وكان يحصد الزرع باستخدام دابتين". ويضيف أنه "منذ أنْ ترك والدي أرضه نتيجة التهجير القسري، حصل على خيمة من وكالة الغوث، إلى جانب بعض المساعدات". وفيما يتعلق بالمساعدات والخدمات المقدمة حالياً، يوضح أن "الخدمات لم تعد كالسابق، إذ بدأت بالتقلص التدريجي، وسط مخاوف من توقفها كلياً".

ويتابع الحمامي روايته قائلاً "سمعنا الكثير من الشائعات التي تتحدث عن نية وكالة الغوث التوقف عن إمداد اللاجئين بالخدمات، لكن ما يحدث هو تقليص وليس توقفا، ونأمل ألا نصل لهذه المرحلة، لأن الأونروا مُلزمة حسب الاتفاقيات الدولية باللاجئين الفلسطينيين"، بحسب تعبيره.

ويوضح الباحث المختص في شؤون اللاجئين، حسام أحمد، أن اللاجئ الفلسطيني لم يحصل على حقه، إذ إن "الأونروا" وعبر المواثيق ملزمة بالعمل على تمكين اللاجئين من العيش في ظروف مناسبة، إلى حين تحقيق الغرض والعودة إلى أراضيهم المحتلة، وذلك عبر إغاثة وتشغيل اللاجئين في أماكن وجودهم".

ويشير في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أنّ طول مدة الاحتلال والأزمات جعلت المهمة المؤقتة للأونروا مهمة أساسية". لكن وعلى الرغم من ذلك "هناك تقليص في خدماتها في كل المجالات الإغاثية، الصحة، التعليم، التشغيل"، وفق تأكيد أحمد الذي يشدد في الوقت ذاته على أن اللاجئ يتطلع إلى انتهاء الاحتلال ورجوعه إلى أرضه، لكنه "بحاجة الآن إلى ما يعينه حتى تتحقق العودة"، على حد تعبيره.

و"الأونروا" متهمة بالتقصير تجاه اللاجئين في السنوات الأخيرة، لكن المنظمة الأممية تقول إنّ الأزمات أكبر من قدراتها المحدودة، وإنّ هناك نقصاً حاداً في التمويل يزداد عاماً بعد عام، كما أنّ اللاجئين أصبحوا أضعافاً وهو ما يزيد العبء الملقى على عاتقها. كما أن "الأونروا" تنفي نفياً قاطعاً الاتهامات باتباعها سياسات للخروج من المشهد الفلسطيني.

 

 

أمال. ص/ الوكالات

من نفس القسم دولي