دولي
إسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس
خلفا لخالد مشعل
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 ماي 2017
انتخبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، السبت، إسماعيل هنية رئيسا جديدا لمكتبها السياسي، خلفا لخالد مشعل، وفق ما صرح به الأخير لقناة "الجزيرة، وذلك بعد انتخابات جرت في غزة والدوحة شملت أيضا اختيار أعضاء المكتب السياسي البالغ عددهم 18 عضوا.
وكان مصدر مطلع في حماس، قد كشف لوكالة "الأناضول" في غزة أن جلسة الانتخابات تجري في غزة والدوحة في وقت متزامن، بواسطة نظام الربط التلفزيوني "فيديو كونفرنس".
وكان من المفترض أن يسافر عدد من قادة حماس، وعلى رأسهم هنية، إلى قطر للمشاركة في الانتخابات، إلا أن إغلاق معبر رفح، حال دون ذلك. ويشغل خالد مشعل، منصب رئيس المكتب السياسي منذ العام 1996، وفد أعلن عدم ترشحه مجددا، كما أن اللائحة الداخلية للحركة لا تتيح له الترشح للموقع مجددا.
وكانت حركة حماس، أعلنت الاثنين الماضي، في الدوحة، وثيقتها السياسية الجديدة التي تنهي مفعول ميثاقها السابق الصادر في عام 1988. وتحمل النسخة الجديدة تغييرات مهمة في أدبيات الحركة، وبموجب مضمون الوثيقة التي أعلن عنها مشعل، تقبل حماس بدولة فلسطينية بحدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967.
ووفق الوثيقة المعلنة "لا تتنازل حماس عن أي جزء من أرض فلسطين (التاريخية) مهما كانت الظروف والأسباب والضغوط وترفض أي بديل عن تحرير فلسطين تحريرا كاملا من نهرها الى بحرها، ومع ذلك-وبما لا يعني إطلاقاً الاعتراف بالكيان الصهيوني، ولا التنازل عن أيٍّ من الحقوق الفلسطينية فإن حماس تعتبر أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس، على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو 1967، مع عودة اللاجئين والنازحين إلى منازلهم التي أخرجوا منها، هي صيغة توافقية وطنية مشتركة".
كما تؤكد حماس في الوثيقة بشكل واضح، على أنها لا تعادي اليهود بسبب ديانتهم، بل لاحتلالهم "أرض فلسطين" وتصف الصراع مع إسرائيل على أنه سياسي لا ديني.
وتعتبر حركة حماس منظمة التحرير الفلسطينية، "إطارا وطنيا للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج تجب المحافظة عليه، مع ضرورة العمل على تطويرها وإعادة بنائها على أسس ديمقراطية.
ونأت حماس بنفسها، في وثيقتها الجديدة، عن جماعة الإخوان المسلمين، لكن مشعل أكد في المؤتمر الصحفي، ارتباط حماس فكريا، بجماعة الإخوان المسلمين لكنه أضاف أن حماس حركة وطنية فلسطينية ذات مرجعية إسلامية وهي مستقلة تنظيميا عن الإخوان المسلمين.
وبهذا يكون هنية الرئيس الثالث لمكتب الحركة السياسي، فقد شغل المنصب لأول مرة الدكتور موسى أبو مرزوق الذي انتخب في العام 1992 وحتى العام 1995، ثم خالد مشعل، الذي شغل المنصب منذ العام 1996 وحتى الان.
وقال الناطق باسم الحركة، عبداللطيف القانوع، معقبا على انتخاب هنية إن "انتخابات الحركة انتظمت في موعدها، رغم كل الظروف التي تمر بها؛ وهذا يعكس قوة تماسك صفها الداخلي، ويرسخ مأسستها وشوريتها، ويعزز احترامها للوائحها الداخلية، وهو تأكيدٌ على أنها حركة ولودة تضخ دماء جديدة، وتجدد قياداتها في كل المستويات التنظيمية واللجان والدوائر المختلفة بشكل دوري".
وينحدر هنية، الذي ولد عام 1963، لأسرة فلسطينية لاجئة، ويقيم في مخيم الشاطئ والذي وُلد فيه، غرب مدينة غزة.حصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية، من الجامعة الإسلامية بغزة، وبدأ نشاطه السياسي داخل "الكتلة الإسلامية" الذراع الطلابي لحماس.اعتقلته قوات الاحتلال عام 1989 لمدة ثلاث سنوات.
وفي 17 كانون الأول/ديسمبر عام 1992 أبعده الاحتلال إلى جنوب لبنان مع العشرات من قياديي حركة حماس والجهاد الإسلامي، حيث استمر إبعاده لمدة عام.وخلال الانتفاضة الأولى برز هنية كأحد قادة حماس الشباب، وذاع صيته كخطيب مفوّه.
وعقب إفراج الاحتلال عن مؤسس الحركة أحمد ياسين؛ عام 1997، شغل هنية منصب مدير مكتبه.وتعرض هنية لمحاولة اغتيال "إسرائيلية" بينما كان برفقة الشيخ ياسين في 6 أيلول/سبتمبر عام 2003، عندما ألقت طائرة حربية إسرائيلية قنبلة على منزل في غزة، غير أن هنية والشيخ ياسين وسكان المنزل نجوا من القصف.
وخلال الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2006، ترأس هنية كتلة التغيير والإصلاح التابعة لحماس، والتي حصدت غالبية المقاعد، ليشكل الحكومة الفلسطينية العاشرة.
بقي رئيسا لحكومة تسيير الأعمال في غزة، وترك منصبه منتصف 2014 بعد تشكيل حكومة التوافق الوطني، وكان يتولى حينها منصب: نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ويعد هنية من أبرز من نادى بالمصالحة الفلسطينية مع حركة فتح، وأعلن قبوله مرات عدة التنازل عن رئاسة الحكومة في إطار المصالحة الشاملة.
ومنذ ذلك الوقت، يشغل هنية منصب قائد حركة حماس في قطاع غزة، ونائب رئيس المكتب السياسي للحركة.