الوطن
لونساج تبحث عن المشاريع الرابحة ونقص التمويل والخبرة يقف عائقا !
قلصت عدد المشاريع المتاحة لفتح المجال أمام مشاريع الفلاحة والصناعة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 26 أفريل 2017
• كمال رزيق: غياب المرافقة ونقص التمويل يجعل حتى مشاريع الفلاحة والصناعة فاشلة!
قلصت الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب منذ فترة من عدد المشاريع المتاحة للشباب فبعد أن جمدت مشاريع كراء العتاد والنقل والصناعة البلاستيكية منذ سنوات قررت مؤخرا تجميد المشاريع التي لا تملك حسبها نجاعة اقتصادية كبيرة والتوجه إلى تشجيع مشاريع أخرى على غرار مشاريع الفلاحة والصناعة وتكنولوجيات الإعلام والاتصال والصناعات التقليدية والتحويلية لتطرح هنا إشكالية الخبرة بالنسبة للشباب حيث تتطلب هذه المشاريع خبرة وميزانية كبيرتين ما يجعلها بمثابة مغامرة بالنسبة للمتخرجين من الجامعة أو من مراكز التكوين أو حتي البطالين خاصة في ظل غياب المرافقة الحقيقية.
قررت وكالة لونساج منذ فترة توقيف دعم المشاريع التي لا تملك حسبها نجاعة اقتصادية خاصة في ظل سياسة التقشف التي تعتمدها الحكومة في الوقت الحالي حيث تم إعطاء تعليمات لجميع المديريات الولائية تقضي برفض كل المشاريع الصغيرة المتعلقة بكراء العتاد والصناعات البلاستيكية والمخابز ومحلات تنظيف الملابس، فضلا على كل المشاريع التي لا توفر أكثر من منصب شغل واحد بعد التجميد الذي طال تمويل مشاريع النقل بكل أنواعه (نقل المسافرين، السلع والبضائع)، وتتحجج وكالة لونساج أن توقيف تمويل هذه النشاطات راجع إلى أنها تشهد تضخما كبيرا في الميدان، فضلا على عدم نجاعتها من الناحية الاقتصادية، مفصلة التوجه نحو مشاريع الفلاحة والصناعة وتكنولوجيات الإعلام والاتصال والصناعات التقليدية.
وحسب تصريحات سابقة للمسؤولين في لونساج فان هذه الأخيرة تعتزم التوجه نحو دعم المشاريع الحقيقية والناجحة والتي تعاينها وتتأكد من مصداقيتها بالدرجة الأولى لقطع الطريق على المتحايلين والاستغلاليين، بهدف مسايرة مشاريع وأهداف الحكومة، الرامية لدعم قطاعات الفلاحة والصناعة، والسياحة والخدمات التكنولوجية، حيث ستكون المشاريع المقترحة اغلبها لصالح تطوير هذه القطاعات لدعم الاقتصاد الوطني من جهة، وتفادي فشل المؤسسات، مما يترتب عليه لا محالة صعوبة استرجاع ديون الوكالة من طرف المستفيدين، غير أن الإشكالية التي تطرح بالنسبة لاستراتيجية وكالة لونساج الجديدة هو غياب الخبرة لدى اغلب الشباب المقبلين على قروض هذه الأخيرة ومع تعقيد ورفع حجم كفاءة المشاريع فان التوجه نحو هذه الأخيرة سيكون بمثابة مغامرة حقيقية من جانب اخر فأن أغلب المشاريع الفلاحة والصناعة والصناعية التحويلية هي مشاريع كبيرة تحتاج ميزانية ضخمة وتخطط دقيق وهو ما لا توفره وكالة لونساج حاليا حيث تقلصت أموال الدعم لدى لونساج بصفة كبيرة السنوات الأخيرة ما يجعل مشكل نقص التمويل دائما ما يطرح في المشاريع الصغيرة فبمالك ان تحدثنا عن مشاريع كبيرة تخص قطاعات حساسة.
• كمال رزيق: غياب المرافقة ونقص التمويل يجعل حتى مشاريع الفلاحة والصناعة فاشلة!
وفي هذا الصدد أشار امس الخبير الاقتصادي كمال رزيق لـ"الرائد" أن الخطة الجديدة التي تتبعها وكالة لونساج والتي سبق واعلن عنها مسؤولوها هي تمويل المشاريع المربحة والناجعة اقتصاديا مشيرا انه وبنظر المسؤولين فان مشاريع الصناعة والفلاحة هي المشاريع المربحة حاليا وهنا تساءل رزيق عن مفهوم الربح والخسارة بالنسبة لهؤلاء مشيرا ان فشل صيغة لونساج في خلق مؤسسات مصغرة ناجحة في نشاطات كالنقل والصناعات الخفيفة وما تعلق بالصناعات الغذائية والبلاستيكية لا يعني أبدا أن المشكل في المشروع وانما المشكل يمكن في الصيغة وأهدافها منذ البداية وآلية التموين وكذا المرافقة التي تعد شبه منعدمة من طرف الوكالة معتبرا ان في ظل غياب هذين المكونين الرئيسيين فانه حتى مشارع الفلاحة والصناعة التي تصنفها الوكالة في خانة المشاريع المربحة ستفشل.
وثمن رزيق استبعاد وكالة لونساج المشاريع التي شهدت تشبع في العديد من المناطق على غرار صالونات الحلاقة والمخابز وغريها من المشاريع الا ان رزيق أوضح ان هناك مناطق لا تزال بحاجة لمثل هذه المشاريع معطيا مثال على ذلك بنقص خطوط نقل المسافرين في العديد من الولايات الداخلية والناطق النائية ما يعني أن قصية التشبع في المشاريع لا تنطبق على كل الولايات وهنا اقترح رزيق وضع دراسة وجرد كل مشاريع لونساج ضمن تصنيف لمعرفة عدد المشاريع وتوزيعها عبر المناطق داعيا لتكثيف المرافقة والدعم وتشديد شروط منح المشاريع من اجل أن تناسب قدرات التعليمة والتكوينية لطالب المشروع كلن حسب اختصاصه.