الوطن

مواقع إلكترونية تنافس "لانام" و"لاداس" في توظيف الشباب بعقود عمل هشة!

أصبحت ملاذ الكثيرين بعد تجميد التوظيف العمومي

 

رشيد بوجمعة: المواقع الالكترونية تمنح مناصب شغل موقتة وبأجور غير مدروسة

هشام بولحبال: أكثر من 30 بالمائة من صفقات التوظيف تتم إلكترونيا 

 

 

 

تعددت في الجزائر المواقع الالكترونية التي توفر الآلاف من عروض العمل المختلفة خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية وتجميد التوظيف في القطاع العمومي وقلة مناصب الشغل في المؤسسات الاقتصادية والمؤسسات الخاصة الكبرى حيث وجد الكثير من البطالين ضالتهم في هذه المواقع ليبقي الإشكال في نوعية منصب العمل حيث تقدم هذه الأخيرة مناصب شغل غير قارة وبعقود مؤقتة وأحيانا لا تتماشي مع تخصصات طالب الشغل.

انتشرت السنوات الأخيرة عشرات المواقع التي تروج للتوظيف الإلكتروني في الجزائر، حيث تطرح هذه المواقع ألاف عروض العمل في مختلف التخصصات وأضحت هذه الأخيرة تستقطب عشرات الآلاف من الشباب بشكل يومي، كوجهة للكثيرين ممن يبحثون عن الوظائف خاصة في ظل الوضع الاقتصادي الحالي وتجميد التوظيف في القطاع العمومي وقلة مناصب الشغل في المؤسسات الكبرى الخاصة وحتى البيروقراطية والمعريفة التي تمارس في مسابقات التوظيف المتاحة وهي أسباب كانت كافية لتنافس هذه المواقع هيئات التشغيل التي وضعتها الحكومة على غرار الوكالة الوطنية للتشغيل "لانام" ومديريات النشاط الاجتماعي "لاداس"، والتي فقد الكثير من الشباب ثقتهم فيها واستبدلوها بمواقع الالكترونية ويؤكد المختصون في تكنولوجيات الإعلام والاتصال أن هذه المواقع تشغل سنويا ما بين 30 إلى 50 ألف طالب عمل مشيرين أن اكثر من 30 بالمائة من صفقات التوظيف أصبحت تتم إلكترونيا غير أن الإشكال يبقي قائم في نوعية مناصب الشغل حيث يؤكد خبراء اقتصاديون ان فرص العمل التي تقدمها هذه المواقع تعد فرص عمل هشة بعقود محدودة المدة وأحينا مناصب غير قارة ولا تتماشي مع تخصصات طالب العمل.

 

هشام بولحبال: أكثر من 30 بالمائة من صفقات التوظيف تتم إلكترونيا 

 

وفي هذا الصدد أكد أمس الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال هشام بولحبال في تصريح لـ "الرائد" أن الظروف المحيطة بسوق الشغل هذه الفترة ساعدت على انتعاش التوظيف الالكتروني مشيرا ان المواقع التي تنشط حاليا ظهرت منذ حوالي 6 سنوات غير انها نشاطها انتعش خلال السنتين الأخيرة خاصة لما تم تجميد التوظيف العمومي وتقلصت مناصب الشغل في العديد من القطاعات العمومية وحتى الخاصة، وقال بولحبال في السياق ذاته أن هذه المواقع تعد همزة وصلة بين طالب العمل والمؤسسات مضيفا أنها توظف بين 30 ألف إلى 50 ألف شخص سنويا في حين حوالي 30 بالمائة من صفقات التوظيف تتم إلكترونيا، وأشار بولحبال أن التسجيل بهذه المواقع سهل والإجراءات غير معقدة وحتي برمجمة المواقع سهلة عكس ما يحدث في الإدارات والمؤسسات من إجراءات بيروقراطية ومعريفة جعلت طالب العمل يفقد ثقته فيها،  معتبرا في السياق ذاته انه ليس فقط طالبو العمل وحدهم من يفضلون اللجوء إلى هذه المواقع، بل حتى المؤسسات والشركات الباحثة عن الكفاءات لتوظيفها أصبحت تستعين بهذه المواقع لانتقاء أحسن مرتاديها لمنحهم مناصب شغل، فملايين البيانات الشخصية والسير الذاتية متاحة أمامها لتنتقي منها الأفضل لتوظيفها والاستفادة من مؤهلاتها. وفي قضية أن هذه المواقع تقدم مناصب شغل غير ثابتة قال بولحبال ان هذه المواقع هي رابط بين المشغل وبين طالب العمل وهي تتيح الخيارات وتعطي التفاصيل كون وضعية المنصب والعقد ليس من اختصاصها وإنما يكون الاتفاق مع صاحب الوظيفة.

 

رشيد بوجمعة: المواقع الالكترونية تمنح مناصب شغل موقتة بعقود هشة وأجور غير مدروسة

 

من جهته أشار الخبير الاقتصادي رشيد بوجمعة في تصريح لـ"الرائد" ان المواقع الالكترونية التي تعرض مناصب شغل انتشرت مؤخرا وأصبحت تنافس الهيئات الرسمية للتوظيف في الجزائر كلانام ولاداس مشيرا ان هذه المواقع امتصت جانب من بطالة الشباب غير ان ما توفره من مناصب شغل يبقي غير كافي من ناحية الكم وحتي من ناحية نوعية المنصب فاغلبها حسبه تمنح مناصب شغل موقتة واحيانا بعقود هشة واجور غير مدروسة وأشار بوجمعة أن غياب الأطر القانونية التي تحكم عمل هذه المواقع واعتبار وزارة العمل نشاطها نشاط موازي وعدم إجبارها على عقود ثابتة يجعل منها منافذ للتوظيف غير قانونية غير أن رشيد بوجمعة أشار أنها تبقي ملاذ الكثيرين في ظل نقص مناصب الشغل الموجود وتجميد التوظيف في القطاع العمومي.

 س. زموش

من نفس القسم الوطن