الوطن

الانتخابات التشريعية تحدث فتنة بين النقابات

بعضها علقت مطالبها لما بعد الرابع من ماي وأخرى تصرّ على لعب أوراقها في كل الظروف

 

غاشي لوناس: احتجاجاتنا لن تؤثر على التشريعيات 

أوكيل: الاحتجاج في هذا التوقيت لن يحقق المطالب لأن الحكومة منشغلة بالانتخابات

 

 

تعيش الجبهة الاجتماعية هذه الأيام حالة متداخلة بين الهدوء الحذر والتوتر ففي وقت فضلت فيه بعض النقابات تعليق مطالبها إلى ما بعد الانتخابات التشريعية المقبلة والتزام الصمت في خطوة تهدف لكسب ود الحكومة خاصة في ظل العزوف الذي يميز الحملة الانتخابية قررت نقابات أخرى استغلال الانتخابات المقبلة والضغط على السلطات العليا بهدف تحقيق مطالبها حيث ستكون احتجاجاتها متزامنة مع الموعد الانتخابي.

قررت بعض النقابات على غرار الاتحاد الوطني للعمال الجزائريين والفروع التابعة له وبعض نقابات الصحة والتربية والتكوين المهني والإدارة العمومية  مغازلة الحكومة هذه الفترة مع اقتراب الانتخابات التشريعية حيث التزمت هذه الأخيرة الصمت وفضلت تأجيل مطالبها على غاية انتهاء الموعد الانتخابي بل ان هناك نقابات خلقت جدلا بدعوة منخرطيها للانتخابات على غرار السناباب التي أصدرت بينا امس تدعو فيه منخرطيها للتوجه لصناديق الاقتراع في خطوة لم تكن مفهومة، وقد جاء هذا الوضع خادما للحكومة التي اسبقت اقتراب الانتخابات التشريعية بدعوة النقابات لطاولة الحوار ومحاولة ترقيع الشرخ الموجود بأبداء حسن النية وتوزيع نسخ عن قانون العمل لإثرائه على كل النقابات المستقلة، وترى النقابات التي فضلت تأجيل أي احتجاجات لغاية انتهاء الانتخابات التشريعية بأن الوضع الحالي للبلاد لا يحتمل أي ضغط آخر ويتطلب تجميد كل أنواع الاحتجاجات لتفويت الفُرصة على صيادي المياه العكرة غير أن النقابات تؤكد ان هذه الهدنة لن تطول وانها فقط تريد اختيار الموعد المناسب من اجل العودة للاحتجاج كون مطالبها مشروعة ولا جدال فيها ولا تريد لي ذراع الحكومة في توقيت مناسبة  تحتاج لتظافر جميع مكونات المجتمع لإنجاحها، وعلى الجهة المقابلة قررت نقابات أخرى  استغلال الوضع ولعب أوراقها في كل الظروف والأوقات حيث ننتظر أن يشهد الأسبوع الأخير من هذا الشهر وحتى بداية ماي، فصلا جديدا من الاحتجاجات بالنسبة لعدد من القطاعات عشية الانتخابات التشريعية بعد أن أعلن تكتل النقابات المستقلة عن إضراب شامل في الفاتح ماي وقرار الكونفدرالية العامة المستقلة للعمال في الجزائر تنظيم مسيرة بوهران في الفاتح من ماي أيضا وتهديد عدة نقابات بالدخول في حركات احتجاجية، على غرار عمال البلديات والنقابة المستقلة لمستخدمي الشؤون الخارجية.

 

غاشي لوناس: احتجاجاتنا لن تؤثر على التشريعيات 

 

وفي هذا الصدد أكد أمس رئيس نقابة الشبه طبيين غاشي لوناس لـ"الرائد" أن ما تعيشه الجبهة الاجتماعية هذه الأيام أمر طبيعي مشيرا ان قرار التكتل النقابي الاحتجاج عشية عيد العمال لا علاقة له بالانتخابات التشريعية وهدف التكتل هو أيصال رسالة اجتماعية للحكومة مفادها ان العمال غير راضون عن الوضع وليس رسالة سياسة وأضاف غاشي لوناس أن احتجاجات التكتل سلمية ودائما ما يتجه فيها هذا الأخير لاعتماد أسلوب التعقل والحوار وهو الامر الذي لن يؤثر بأي شكل من الإشكال على الانتخابات التشريعية التي تعد مناسبة بالنسبة للجزائر والجزائريين ورد لوناس على الاتهامات التي طالت النقابات انها تريد استغلال الوضع وتحاول الاصطياد في المياه العكرة بالقول ان نقابات التكتل موجودة للحفاظ على مصالح العمال وعلى المكاسب والمطالبة بها في كل الأوقات بأسلوب متحضر وهذه المطالب هي حق من حقوق العمال والنقابات لا تحاول لي ذراع الحكومة تحت أي ظرف من الظروف لأن مطالبها مشروعة.

 

إيدير عاشور: لا نقبل المزايدات على وطنيتا بأي شكل من الأشكال 

 

من جهته اكد رئيس نقابة مجلس ثانويات الجزائر إيدير عاشور أن تكريس السلم الاجتماعي الذي  تريده الحكومة يتطلب حسن نية وصراحة من السلطات، مشيرا ان الوقفة الاحتجاجية بالتزامن مع عيد العمال كانت مبرمجة ولا علاقة لها بالانتخابات التشريعية أو ما أسماه البعض محاولة للضغط على الحكومة استغلال الظروف، وقال عاشور ان حل مشاكل العمال لا يكون عبر الشعارات واستهداف العاطفة والقيم الوطنية مضيفا ان النقابات تناضل لصالح العامل بشتي الطرق القانونية والسلمية والتي تخدم العامل والمواطن وفي إطار الوطنية والمواطنة لذا أكد عاشور ان الانتخابات التشريعية موعد هام لم تؤثر عليه احتجاجات العمال لأنها احتجاجات مؤسسة ومطالبها مشروعة مهنية واجتماعية لا علاقة لها بالسياسة وبالانتخابات التشريعية أو العزوف الانتخابي.

 

أوكيل: الاحتجاج في هذا التوقيت لن يحقق المطالب لأن الحكومة منشغلة بالانتخابات

 

غير ان رئيس النقابة الوطنية المستقلة لعمال التكوين المهني جيلالي أوكيل كان له راي اخر حيث أشار أن هدوء الجبهة الاجتماعية أمر ضروري حاليا معتبرا أن التوقيت غير مناسب للاحتجاجات والإضرابات تزامنا مع الانتخابات التشريعية، وقال أوكيل  ان النقابات لا تغازل الحكومة من خلال هذا الموقف المسؤول وانما تعطي لها فرصة وتبدي حسن نيتها وتثبت أنها تناضل لحقوق مشروعة دون أي مزايدة أو لي ذراع أو محاولات لاستغلال الوضع، مضيفا ان اختيار الوقت المناسب لرفع المطالب أمر مهم أمر مهم كون الاحتجاج حاليا في هذه الاثناء لن يحقق شيء نظرا لانشغال الحكومة الموعد الانتخابي.

 

 

س. زموش

من نفس القسم الوطن