الوطن

أزمة لحوم مرتقبة خلال شهر رمضان!

بسبب الحمي القلاعية، تخفيض الكمية المستوردة وما يقابلهما من ارتفاع في الطلب

 

صويلح ينصح المواطنين بعقلنة استهلاكهم
 
 
 
تشهد أسواق اللحوم الحمراء والبيضاء هذه الأيام عدة متغيرات توحي بتسجيل أزمة كبيرة خلال شهر رمضان فوباء الحمى القلاعية الذي بدأ ينتشر في عدد من الولايات بالإضافة إلى تقليص الحكومة كوطة اللحوم المستوردة لتغطية الطلب خلال هذا الشهر وقبلها فضيحة اللحوم البرازيلية الفاسدة زد على ذلك الخسار التي تكبدها مربو الدواجن طيلة الثلاثة شهور الماضية هي كلها عوامل قد تؤثر على العرض وترفع من الأسعار في هذا الشهر المعروف بزيادة الطلب على هذه المواد.
ونحن على مقربة من شهر رمضان ظهرت عدة عوامل سلبيه  قد تؤثر في سوق اللحوم الحمراء والبيضاء وتخلق ازمة عرض وأسعار خلال الشهر فوباء الحمي القلاعية الذي بدا ينتشر في عدد من الولايات مسجلا خسائر في رؤوس الأبقار قد يؤثر -في حال عدم احتوائه- على حجم الإنتاج الوطني والوفرة من اللحوم وهو الامر الذي سينعكس على الأسعار خاصة وان التوقيت سيلعب دور سلبي فظهور الحمي القلاعية في هذا الوقت بالذات لن يخفّض الأسعار بسبب العزوف المحتمل للمواطنين وانما العكس فالخسار  المسجلة ستجعل العرض يتراجع مقابل ارتفاع في الطلب وهو الأمر المعروف عند الجزائريين خلال شهر رمضان، والذي يدخل ضمن العادات التي لا يمكنن للحمي القلاعية ان تقف أمامها، ومن العوامل التي قد تعمق الازمة أكثر هو ما تحدث عنه بعض المصادر مؤخرا بشأن تقليص الحكومة كوطة اللحوم المستوردة السنة الجارية إلى 20 ألف طن فقط تحسبا لشهر رمضان المقبل، بعدما سجلت استيراد أزيد من 30 ألف طن في نفس الشهر من السنة الماضية أي بفارق 10 مليون طن، حيث تعد هذه الكمية غير كافية لتغطية الطلب المحلي من اللحوم في شهر رمضان ، خاصة أن الإنتاج الوطني من اللحوم الحمراء لا يغطي سوى 20 بالمائة من احتياجات الطلب المحلي، من جانب اخر فان عدم توضيح الحكومة للبلدان التي ستستورد منها كمية اللحوم هذه سيخلق اشكال بالنسبة للمواطنين ففضيحة اللحوم البرازيلية الفاسدة التي دوت بالعديد من البلدان منها الجزائر ستكون عامل مؤثر في تراجع الإقبال على اللحوم المستوردة والتوجه نحو اللحوم المحلية رغم تراجع القدرة الشرائية أغلب الجزائريين وفاق الأسعار الموجودة بين اللحوم المستوردة المجمدة واللحو الطازجة من الإنتاج المحلي. من جانب اخر فان الأزمة من المتوقع ان تشمل حتى اللحوم البيضاء التي شهدت طيلة الأشهر الماضية انخفاضا كبيرا في الأسعار بفعل الفائض في الإنتاج ومع اقتراب شهر رمضان من المحتمل ان يتضاعف الإقبال على هذه المادة كتعويض عن اللحوم الحمراء التي تعد أسعارها مرتفعة ومرشحة للارتفاع اكثر وهو الامر الذي سيلهب أسعار الدواجن هي الأخرى خاصة وان المربون يعيشون ظروف صعبة بسبب مشاكل مالية وكذا بسبب فائض الإنتاج الذي يدفعهم في كل مرة لتخفيض الأسعار عوض امتصاص هذا الأخير وتجميده من طرف الجهات المسؤولة وبما ان تأثير فائض الإنتاج لا يدوم سوى اشهر وهو ما حدث طيلة الفترة الماضية فان الأزمة بالنسبة للحوم البيضاء توجد على الأبواب وستتعقد خلال شهر رمضان وهو ما يستدعي إجراءات يمكنها التخفيف من الوضع المعقد بالنسبة للحوم الحمراء او نظيرتها من اللحم البيضاء.
 
صويلح يدعو الحكومة لاتخاذ إجراءات استعجالية وينصح المواطنين بعقلنة استهلاكهم  
 
وتبعا لهذه الأسباب والعوامل توقع أمس الاتحاد العام للتجار والحرفيين أسعار ملتهبة للحوم الحمراء والبيضاء حيث أشار رئيس الاتحاد صالح صويلح لـ "الرائد" ان هناك العدد من العوامل اجتمعت لتخلق أزمة في هذا السوق مشيرا ان أهم عامل يخلق دائما ازمة أسعار في رمضان هو الفارق بين الإنتاج والطلب، إذ أن قيمة الإنتاج لا تتجاوز سنويا 250 ألف طن بالنسبة إلى الحوم البيضاء، في حين أن الطلب عليها لا يقل عن 400 ألف طن سنويا. أما بالنسبة إلى حجم الطلب على اللحوم الحمراء فإنه لا يقل عن 600 ألف طن سنويا، ولا تزيد كميات الإنتاج عن 350 ألف طن، مما يعني أنا الجزائر تنتج نصف احتياجاتها من اللحوم، فمابلك أن أضيف لهذا العامل أسباب أخرى تتعلق بالحمي القلاعية وتقليص كوطة اللحوم المستوردة لهذه السنة وفضيحة اللحوم البرازيلية وكذا المشاكل التي يتخبط فيها مربو الدواجن وهنا دعا صويلح الحكومة لتخاذ إجراءات استعجالية من اجل الحفاظ على استقرار أسواق اللحوم فيرمضان داعيا المستهلكين من جهتهم إلى المساهمة في الحفاظ على اعتدال الطلب الذي حسب تقديره من شأنه أن يرسى استقرارا في الأسعار وتجنب التهابها وقطع الطريق أمام المضاربين.
س. زموش

من نفس القسم الوطن