الوطن

التحضيرات لشهر رمضان: الحكومة تتأخر...الولاة يتعطلون وعين الأميار على البرلمان!

كيفية تسيير المساجد، العملية التضامنية وكذا الأسواق كلها ملفات لم تضبط بعد

 

تعرف التحضيرات لشهر رمضان المعظم تأخرا كبيرا سواء على مستوى الحكومة أو بالنسبة للمجالس المحلية المنتخبة بسبب الانشغال بالانتخابات التشريعية فالحكومة لم تضبط لغاية الآن خطتها لهذا الشهر في جوانبها المتعلقة بتسيير المساجد والعملية التضامنية وكذا قضية تموين الأسواق ومراقبتها وهو ما أخر تحرك الولاة تجاه هذا الملف وجعل الأميار يضعون احتياجات المواطنين في هذا الشهر ضمن آخر الأولويات خاصة مع انشغال عدد منهم بترشحهم للتشريعيات وبالحملة الانتخابية هذه الأيام.

لم تجتمع الحكومة بصورة رسمية وموسعة، لغاية الآن من أجل التحضير لشهر رمضان رغم أن هذا الاجتماع الذي عادة ما يرأسه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة شخصيا أصبح بمثابة تقليد سنوي يسبق الشهر الكريم لكن يبدو أن الانشغال بالتحضير للانتخابات التشريعية المقررة يوم الرابع من ماي المقبل أي قبل حوالي 20 يوم من حلول شهر رمضان جعل الحكومة  تؤخر هذه التحضيرات على الأقل لضبط كافة التفاصيل المتعلقة بالموعد الانتخابي الهام، وهو التفسير الوحيد والمنطقي لعدم اتخاذ هذه الأخيرة الإجراءات التي تعودت عليها قبل شهر رمضان والتي تتعلق بكيفية تسيير المساجد والجانب الأمني بالإضافة على العملية التضامنية التي تكون خلال هذا الشهر أو ما يعرف بقفة رمضان وكذا الأسواق وما تعلق بتموينها ومراقبتاها خاصة في ظل المضاربة والندرة المسجلة في بعض المواد، منها المواد الفلاحية وحتى اللحوم التي تستورد الجزائر سنويا مئات الاطنان منها  لتغطية الطلب المحلي في شهر رمضان.

وقد أخر هذا التعطيل على مستوى الحكومة تحرك الولاة أيضا باعتبارهم المسؤولين عن الأسواق خلال شهر رمضان سواء الأسواق الموجودة أساسا ضمن أقاليم الولاية أو الأسواق الأخرى التي يتم أنشاؤها خصيصا للمناسبة منها الأسواق الجوارية وأسواق الرحمة التي رأيناها طيلة السنتين الماضيتين، فلغاية الآن لم يتضح بعد هل ستكون أسواق الرحمة هذه حاضرة هذه السنة أيضا أم أن هذه التجربة سيتم الاستغناء عنها.

من جانب آخر لم تتلقى البلديات لغاية الآن أية تعليمات بخصوص قفة رمضان رغم الانتهاء من التسجيلات الخاصة بهذه الإعانة وضبط قائمة المحاجتين إلا أن شكل تقديم هذه المساعدة عن طريق صك مالي أو مؤنة مواد غذائية لم يتضح بعد، رغم أن ذلك لا يعد حجة أبدا في التأخر الكبير المسجل ببعض البلديات فالعديد من المجالس المحلية المنتخبة لم تبدأ حتى في دراسة التدابير الخاصة بهذه العملية وميزانيتها واكتفت فقط بتحيين قوائم المستفيدين بسبب أن بعض الأميار منشغلون بالانتخابات التشريعية بعد تقديم ترشحهم حيث طغى ملف التشريعيات بالنسبة لهم على أية ملفات تخص المواطن  وهو الأمر الذي سيدفع ثمنه المعوز، بالنظر إلى إن هذه العملية وفي الظروف العادية وعندما يشرع في التحضيرات لها مبكرا دائما ما تسجل فضائح بالجملة منها ما سجل السنة الماضية من تأخيرات في الاستفادة وصلت حتى الأسبوع الثاني والثالث من الشهر الكريم ومنها أيضا ما سجل من توزيع مواد غذائية فاسدة بسبب الصفقات المشبوهة المتعلقة بمناقصات المواد الغذائية التي توزع ضمن هذه القفف وهو الأمر الذي يجعل هذه الفضائح قابلة للتكرار إن اتخذت هذه الإجراءات متأخرة ولعب عامل الوقت دور سلبي في هذه العملية، خاصة في ظل لامبالاة المنتخبون المحليون وانشغالهم بالانتخابات على حساب ملف يعد أولوية بالنسبة للمواطنين لتبقي تبريرات هؤلاء بعدم تلقيهم أية تعليمات من وزارة الداخلية ونقص السيولة المالية والمساهمون في قفة رمضان وتأخر إعانات الولاية ووزارة التضامن غير منطقية خاصة ان حجم التأخر في بعض البلديات يتجاوز بكثير التأخر المتعلق بهذه الإجراءات.

س. زموش

من نفس القسم الوطن