الوطن

وضع كارثي بالمستشفيات والمرضى يهربون للقطاع الخاص مرغمين

رغم الإصلاحات والإجراءات الأخيرة المتخذة من المسؤول الأول على القطاع

 

 

لا تزال مستشفياتنا تعاني العديد من النقائض على راسها غياب النظافة والفوضى وضعف التكفل الصحي وكذا البيروقراطية والمعريفة وهو ما يصعب من رحلة المرضى الشاقة ويجعل العمل لا يزال شاق وطويل أمام الحكومة ومسؤولي القطاع.

لم يلمس قاصدي المؤسسات الصحية مؤخرا بعد الترويج للإصلاحات والإجراءات أي أثر يرفع من مستوى التكفل الصحي، لاسيما على مستوى المدن الداخلية، التي تحولت مستشفياتها إلى عنوان لرداءة الخدمات الصحية، تتحكم فيها البيروقراطية واللامسؤولية والترويج للقطاع الخاص بجل أقسامه، مما يجعل المواطنين في كل مرة ينددون بحال المستشفيات ويطالبون بإنهاء ء حالة الخلل والتراجع الكبير في الخدمات الصحية والطبية، الذي بات يشهده القطاع، وقد سادت مؤخرا  سيطرة القطاع الخاص على القطاع العام، وبات المواطنون يتجرعون سوء تسيير المؤسسات الصحية العمومية، ويقعون في مخالب المؤسسات الصحية الخاصة، على غرار جراحة التوليد وأمراض النساء، حيث بات الكثير منهم يضطرون مرغمين على التوجه نحو العيادات الخاصة، في وقت تتوفر المؤسسات الصحية العمومية، على أطباء جراحة النساء. 

وذات الأمر ينطبق على أجهزة الفحص بالسكانير، التي لا ينال خدمتها إلا المحظوظون، فيما يتوجه البقية من فقراء إلى القطاع الخاص، ولا يزال المريض في الجزائر يتخبط في العديد من المشاكل من انعدام الأسرة في بعض المستشفيات، والأفرشة والأغطية القديمة والبالية التي باتت تصلح لكل شيء إلا للمريض، ناهيك عن سياسة البزنسة الطبية التي باتت تنتهج في بعض مستشفيات الوطن، حيث يتم تحويل بعض المرضى المزمنين الذين يعانون من أمراض مختلفة تحت مبرر انعدام التجهيزات ونقص الأدوية خصوصا مرضى القصور الكلوي بالتوجه إلى عيادات خاصة لتصفية الكلى، في حين توجد تجهيزات طبية حديثة سخرتها الدولة للغرض ذاته تقدر قيمتها بالملايير، من جانب أخر تشير بعض الإحصائيات أن نحو 18% من المرضى الذين يعالجون في المستشفيات الجزائرية، وقعوا ضحايا الإصابة بأمراض أخرى خطيرة، وتفيد مصادر إلى أن 50% من العيادات والمؤسسات الصحية عبر الجزائر لا تمتلك أدوات تعقيم.بينما تشير تقارير إلى أن 45% من الممرضين لا يعقمون أيديهم كما ينبغي، في حين أظهر تقرير ميداني قامت به وزارة الصحة أن الجزائر تسجل سنويا عشرة آلاف حالة تعفن استشفائي أو عدوى، وهو ما يكلف خزينة الدولة عشرة آلاف دولار لعلاج كل مريض وهو الواقع الذي يحتاج لمزيد من العمل بعيدا عن التصريحات الشعبوية والتي لا نجد لها أثر في الواقع.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن