دولي

وثيقة "حماس" تعيد توصيف الصراع بلا تنازل عن الثوابت

سيتم الإعلان عنها الأسابيع المقبلة مع تسليم رئاسة المكتب السياسي الجديد للحركة

 

 

بدأت حركة المقاومة الإسلامية حماس، إطلاع قياداتها المحلية وأعضاء مجلس الشورى المحليين في قطاع غزة والضفة الغربية والساحات الخارجية ومثقفيها وكتّابها وصحافييها، على فحوى "الوثيقة السياسية" للحركة، مع اقتراب إعلانها، بعد إقرارها وصياغتها باللغتين العربية والإنكليزية، مع العمل على التجهيز لترجمتها بلغات أخرى.

 وأخّر اغتيال القيادي في "كتائب القسام"، الذراع العسكرية للحركة، مازن فقهاء في غزة الجمعة قبل الماضية، من عملية الإعلان عن الوثيقة، التي يفترض أن تُعلن من العاصمة القطرية، الدوحة، قبل الخامس عشر من الشهر الحالي، وهو الموعد شبه النهائي لتسليم وتسلم رئاسة المكتب السياسي الجديد للحركة. ومن المقرر أن يطلق الوثيقة رسمياً، رئيس مكتب "حماس" السياسي، خالد مشعل، في مؤتمر صحافي من الدوحة، وسيكون الإعلان عنها آخر مهامه التنظيمية، كرئيس للمكتب، على أن يجري تجهيز منصب يلائم قدرات مشعل، خصوصاً في العمل الخارجي.

والوثيقة السياسية التي توضح بعض ما جاء في ميثاق الحركة الذي صيغ قبل 3 عقود، تؤكد قبول الحركة بدولة فلسطينية على حدود الرابع من جوان 1967، مع عدم الاعتراف بإسرائيل، إضافة إلى التأكيد على أنّ "حماس" حركة وطنية فلسطينية، من دون ذكر العلاقة بينها وبين جماعة "الإخوان المسلمين". 

وبينما كان ميثاق "حماس" يتحدث عن مشكلة مع اليهود المحتلين، تتحدث الوثيقة عن حصر المشكلة مع المحتلين الإسرائيليين للأرض الفلسطينية، وتتحدث الحركة عن المسيحيين، كشركاء في الوطن، وجزء من النضال ضد الاحتلال. وتعطي وثيقة "حماس"، وفق مصادر امتيازات جديدة للمرأة، وتوصف بدقة وضعها التنظيمي والوطني، وتعتبرها شريكاً أساسياً في الحالة النضالية. كما تعلن الحركة في وثيقتها رغبتها في دخول منظمة التحرير الفلسطينية والمحافظة عليها كإطار وطني شامل، مع التأكيد على ضرورة إصلاحها والعمل على تقويتها.   

ويقول النائب عن "حماس" في المجلس التشريعي الفلسطيني، القيادي يحيى موسى، إنّ الإعلان عن الوثيقة الجديدة للحركة أضحى قريباً، وستُطرح مبادئ عامة واضحة، تعيد توصيف الصراع، لا سيما الصراع مع الكيان الإسرائيلي وليس مع اليهود كديانة. ويلفت موسى إلى أن وثيقة "حماس" الجديدة تؤكد أنها لن تقف أمام أي توافق فلسطيني داخلي لإقامة دولة فلسطينية في حدود عام 1967 شريطة عدم الاعتراف بإسرائيل، مع تمسك الحركة ببرنامجها وعدم تفريطها بأي نقطة من فلسطين التاريخية. ويشير موسى إلى أنّ الوثيقة التي من المرجح الإعلان عنها خلال أيام، فيها نوع من المقاربة للمفاهيم الدولية والإنسانية المرتبطة بالحقوق العامة والحريات والمرأة وغيرها، وتؤكد على الدور الفلسطيني لـ"حماس". 

وعن الاتهامات التي وُجّهت لحركته بشأن التخلي عن برنامجها، يشدد موسى على أن رؤية الحركة تؤكد أنها لن تقف أمام أي توافق فلسطيني مرحلي لإقامة دولة فلسطينية، من دون اعتماد خيار التفاوض وحل التسوية كحل نهائي، كما تفعل حركة "فتح" والسلطة الفلسطينية. ويشير النائب عن "حماس" إلى أنّ حركته ستحتفظ في ورقتها الجديدة بحقها في خيار المقاومة من أجل تحرير فلسطين مع التأكيد على احترام قرارات المجموع الوطني الفلسطيني وعدم الوقوف أمامها، وتعزز من التأكيد على أن "حماس" حركة تحرر وطني ذات هوية إسلامية. ويلفت إلى أن الحركة لم تكن يوماً تابعة لجماعة "الإخوان المسلمين" أو جزءاً من تنظيم دولي، وإنما تعزز في ورقتها أنها جزء من حركة التحرر الوطني الفلسطيني ذات هوية إسلامية وسطية بحتة فقط، وتدير قراراتها عبر توافق داخل الأطر القيادية للحركة. 

وعن انعكاسات الوثيقة الجديدة لـ"حماس" على تعامل الأنظمة العربية والدولية، يؤكد موسى أن الأنظمة الحالية محكومة بالنظرة الأميركية فقط، ولا تُمثّل الحالة العربية حالياً أي رافعة للقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى أنّ تعويل الحركة الأساسي منصب على الشعب الفلسطيني في السياق، يقول الكاتب والمحلل السياسي، إبراهيم المدهون، إنّ وثيقة "حماس" السياسية أضحت جاهزة بعد اكتمال المشاورات والاعتماد من قبل الهيئات الشورية والقيادية للحركة خلال الفترة الماضية، وبانتظار الإعلان رسمياً عنها من قبل مشعل. 

 

أمال. ص/ الوكالات

 

من نفس القسم دولي