الوطن

الأحزاب: الملاعب والقاعات الكبرى ليست مقياسا لتقليص العزوف الانتخابي

الأفلان يؤكد تفاوضه مع أحزاب فتية لتبادل القاعات الصغيرة بالكبيرة

تحالف الاتحاد: التجمعات الشعبية مؤشر وليست مقياسا انتخابيا

الأفلان: الأحزاب التي لا تستطيع ملء المرافق الكبرى سنتفاوض معها

حزب التجديد: سنركز على اللقاءات الجوارية

 

أنهت وزارة الداخلية "معظم الترتيبات التقنية واللوجيستيكية" تحسبا لانتخابات 4 ماي المقبل، في وقت انطلقت "ترتيبات الأحزاب" لتحضير حملتها الانتخابية المقررة في 9 أفريل الداخل، والعمل على تفادي شبح العزوف الانتخابي. وأفرزت عملية القرعة لتوزيع 4700 مرفق عمومي بين قاعات صغيرة وكبرى وبين ملاعب، عن حظوظ متفاوتة بين الأحزاب. وفي السياق، كشف حزب جبهة التحرير الوطني عن "مفاوضات ودية" مع أحزاب فتية لتبادل القاعات حسب حجم استقطاب المواطنين، فيما اعتبر تحالف الاتحاد "التجمعات الشعبية ليست مقياسا لتقليص العزوف والفوز بالانتخابات"، بينما استنكر حزب التجديد الجزائري "تورط مترشحين في البهرجة واستعمال المال الفاسد خلال التجمعات الشعبية، ومن ضمنها التفاوض على تبادل القاعات بمقابل مالي مع الأحزاب الفتية".

وجاء في تصريحات وزارة الداخلية أن عملية القرعة حسمت توزيع القاعات الصغيرة والكبيرة والملاعب والفضاءات العمومية بين القوائم المترشحة (الأحزاب والأحرار)، وقدر عددها بنحو 4700 مرفق وطنيا. وذكرت الوزارة أنها "أنهت مجمل الترتيبات التقنية واللوجيستيكية لتحضير تشريعيات 4 ماي المقبل"، وهي إشارة إلى أن الوزارة "تتبرأ" من التلاعبات التي تتم خارج إطارها بين الأحزاب، بينها تبادل القاعات بمقابل مالي، وكذا التنازل عن الملاعب الكبيرة لفائدة الأحزاب الكبيرة التي تراهن على التجمعات الشعبية، وهو ما أكده المستشار الإعلامي في حزب جبهة التحرير الوطني، موسى بن حمادي، في تصريح ليومية "الرائد"، أمس، من أن "حزبه باشر مفاوضات ودية مع أحزاب لا تستطيع ملء القاعات الكبيرة والملاعب لتتبادل معها على أساس ودي، مثلما كان يحدث في الانتخابات السابقة"، فيما استنكر الأمين العام لحزب التجديد الجزائري "تورط بعض المترشحين في استعمال المال الفاسد عبر حشد الجماهير بالحافلات، في تكرار مفرط للممارسات المعهودة سابقا"، معتبرا أن "مصالح وزارة الداخلية وهيئة دربال هي المسؤول عن مراقبة عدم استعمال المال الفاسد على حساب الأحزاب النزيهة". وسألت "الرائد" عدة أحزاب عن غدارة الحملة الانتخابية بناء على القاعات المحجوزة لها وأدوات تعبئة المواطنين.

 

الأفلان: باشرنا مفاوضات "ودية" مع أحزاب فتية لتبادل القاعات والملاعب

 

أكد المستشار الإعلامي في حزب جبهة التحرير الوطني، موسى بن حمادي، أن "حزبه باشر مفاوضات مع أحزاب فتية لا تستطيع ملء قاعات كبيرة وملاعب، من أجل التنازل عنها لصالح الأفلان وتبادلها بقاعات صغيرة". وأضاف: "هذا الشيء معمول به سابقا في الانتخابات السابقة والعملية تتم بطريقة ودية". واعتبر بن حمادي، في تصريح لـ"الرائد"، أن "الأفلان يعول كثيرا على التجمعات الشعبية لاستقطاب المواطنين في الحملة الانتخابية وخلال يوم الاقتراع"، مضيفا: "مناضلو الحزب هم من يستدرجون المواطنين للتجمعات والمشاركة الفعالة في الانتخابات وهذا دورهم". وعن العزوف الانتخابي الذي تتخوف منه أحزاب رغم الحشد خلال الحملات الانتخابية، قال بن حمادي: "لا يوجد عزوف انتخابي في تشريعيات 2012 مقارنة بتشريعيات 2007، لذلك نتوقع تقليصا أكثر في العزوف بحكم أن بعض الولايات وصلت المشاركة فيها سابقا إلى 60 في المائة"، مضيفا: "باشرنا عمليات تحسيس في كل الولايات ونعتبر مشاركة المواطن هي الأساس في اختيار أفضل القوائم".

وعن آليات استقطاب الناخبين في الحملات الانتخابية، قال بن حمادي: "سنعول على التجمعات الشعبية وتعبئة المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك وعبر التحسيس"، مضيفا: "لدينا خلايا في كل محافظة خاصة بالعمل الجواري وشبكات التواصل الاجتماعي، والأفلان يعول عليه كثيرا". وختم المتحدث أن "برنامج تجمعات الأمين العام، جمال ولد عباس، خلال الحملة، تتم دراسته حاليا من أجل تنشيط حملة انتخابية فعالة وطنيا".

 

تحالف الاتحاد: المراهنة على التجمعات الحاشدة ليست مقياسا لقوة حزب

 

أما تحالف الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء، فاعتبر الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، أن "التجمعات الشعبية مهما كانت حاشدة فهي ليست مقياسا لحقيقة قوة أي حزب بل مؤشر فقط"، وأضاف: "الصندوق هو المقياس الحقيقي لحجم أي تحالف أو حزب أو قائمة حرة". وقال ذويبي أن "العزوف الانتخابي وغياب المواطن عن الانتخابات لم يأت فجأة، بل جاء في إطار تسلسل زمني معروف ونتيجة ممارسات السلطة، لذلك ندعو لانتخابات خالية من التحريف والتزوير"، مضيفا: "العزوف والفراغ هو وضع غير سليم لأنه يهدد استقرار الجزائر، وبالتالي على الأحزاب استعمال البدائل في استقطاب المواطنين وليس التنفير من العملية الانتخابية"، في إشارة إلى الابتعاد عن استعمال المال الفاسد وما يشوب العملية الانتخابية خلال الحملة الانتخابية.

وعن الأدوات التي سيعتمدها تحالف الاتحاد لتنشيط حملاته الانتخابية، قال ذويبي: "هناك عدة أدوات حديثة بفعل تطور المجتمع، على غرار شبكات التواصل الاجتماعي الفايسبوك وغيره، وكذا وسائل الإعلام الخاص السمعي البصري التي جاءت بعد سنة 2013، ناهيك عن وسائل الإبلاغ الخاص بين المترشحين والمواطن"، وأضاف: "على المترشحين استغلال كل الوسائل التي تضمن التواصل الفعال مع المواطنين واستمالتهم للمشاركة بقوة في التشريعات".

وعن الانتخابات ودخول الأحزاب المرحلة الحاسمة من العملية، ذكر ذويبي أن "الأحزاب المعارضة التي شاركت في تشريعيات 4 ماي اتخذت قرارا تاريخيا يخدم مصلحة البلاد واستقرارها"، مضيفا: "المشاركة تعني توجيه رسائل أمل للشعب ورسائل الابتعاد عن مخططات ومؤشرات التيئيس وضرب استقرار الجزائر"، مختتما: "في المقابل على السلطة بعث رسائل طمأنة تدفع في اتجاه تكاثف الجهود والانتخابات تكون هي ثمرتها".

 

حزب التجديد: "البزنسة" والتجمعات "الحاشدة بالأموال" تضر بالعملية الانتخابية

 

أما على صعيد حزب التجديد الجزائري (تأسس سنة 2012)، فاعتبر الأمين العام للحزب، كمال بن سالم، "الممارسات السلبية من جانب بعض المترشحين تضر بالعملية الانتخابية، على غرار تبادل القاعات والملاعب مع أحزاب فتية مقابل المال، والبزنسة وحشد المواطنين عبر المال الفاسد في التجمعات". وأضاف: "هذه الممارسات التي تستعملها بعض الأحزاب في التعبئة ممارسات غير أخلاقية وانحطاط سياسي وبزنسة بأصوات المواطنين". ودعا المتحدث إلى "مراقبة هذه الممارسات التي تشوب العملية، خصوصا من جانب الداخلية والهيئة العليا لمراقبة الانتخابات". ومن جهة ثانية، اعتبر بن سالم أن "التجمعات الشعبية والدعايات والبهرجة ليست مقياسا لقوة أي حزب، بل نتائج الانتخابات النزيهة هي المقياس الحقيقي". وأضاف: "ما تحصلنا عليه من قاعات ومرافق لتنشيط حملتنا الانتخابية كاف واقتنعنا به وسنعمل ونلتزم به".

أما عن أدوات تنشيط حملته الانتخابية، فقال بن سالم: "من خلال تجربتنا لدينا عدة أدوات لتنشيط الحملة الانتخابية، بينها التجمعات الجوارية والتنقل إلى القرى والمداشر للاحتكاك بالمواطن، وكذا التأكيد على خطاب قريب من المواطن". وأضاف: "تجمع القاعات هو حوصلة للنشاط الميداني وتوسيع الاقتناع عبر تواصل المواطنين بينهم خلال التجمع". وذكر أن "مواقع التواصل الاجتماعي لها دور فعال في الدعاية والتحسيس إلى جانب وسائل الدعاية الأخرى عبر الإعلام والملصقات وغيرها".

يونس بن شلابي

 

من نفس القسم الوطن