دولي

"المناوشات".. السيناريو الواقعي على حدود غزة

خبراء رجحوا عدم شن الاحتلال لحرب شاملة في الوقت الحالي

 

اعتبر خبراء سياسيون فلسطينيون أن سيناريو التصعيد الجزئي أو المناوشات المحدودة بين "إسرائيل" والمقاومة في قطاع غزة هي الأكثر ترجيحاً، وليس اندلاع حرب شاملة، كما تروج له بعض وسائل الإعلام.

 وفي حلقة نقاشية، عقدها مركز دراسات الشرق الأوسط في عمان، حول "احتمالات اندلاع حرب على غزة" تناول المتحدثون البيئة السياسية الحاكمة لكل من "إسرائيل" وحركة حماس على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي، وكذلك احتمالات شن حرب شاملة على غزة وأهدافها ومحدداتها والإمكانات المتاحة لتحقيقها، أو احتمالات شن حرب محدودة ومتقطعة، أو استمرار حالة الهدوء، كما بحثوا الظروف والمتغيرات المحتملة سياسيا وعسكريا، والتي يمكن أن تشجع "إسرائيل" على شن مثل هذه الحرب، في ظل تسلم أفيغدور ليبرمان وزارة الحرب، وتهديداته باجتياح قطاع غزة. وشارك في النقاش كل من الدكتور نظام بركات أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك، والخبير العسكري العقيد المتقاعد أحمد الخلايلة، والكاتب والمحلل السياسي عاطف الجولاني، ومدير مركز دراسات الشرق الأوسط جواد الحمد، كما تضمنت الحلقة مشاركةً عبر الهاتف لكل من الباحث والكاتب الفلسطيني الأستاذ صالح النعامي من غزة، والدكتور رائد نعيرات أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح بنابلس.

وأشار المتحدثون إلى أن استمرار "إسرائيل" في حصارها لقطاع غزة، وعزل حماس منذ عام 2006 بهدف تطويع الحركة للقبول بالشروط الدولية، معتبرين أن هذه السياسة لم تحقق أهدافها، بحيث لم تزح حماس عن السلطة في غزة، وعلى العكس أضعفت هذه السياسة السلطة الفلسطينية في رام الله، ولم تدفع للتوصل إلى الحل السياسي، بل تمكنت حماس من بناء قوة عسكرية تعد بمقاييس "إسرائيل" مقاومة ضاربة في ظل هذه السياسة.

وفيما يتعلق بالبيئة "الإسرائيلية" أشار المشاركون إلى مواقف ليبرمان الداعية لإسقاط حركة حماس، معتبرين أن مواقفه لا تنسجم مع مواقف معظم النخبة الحاكمة في "إسرائيل"، والتي ترى أن إسقاطها سيؤدي إلى الفوضى، نظراً لعدم وجود بديل قادر على إدارة قطاع غزة حالياً، إضافة إلى حاجة "إسرائيل" للتهدئة في ظل ما تشهده الضفة الغربية من تصاعد للعمليات ضد الاحتلال، وتزايد انفتاح دول الإقليم على "إسرائيل" واستعادة علاقة "إسرائيل" مع كل من مصر وتركيا. وشدد المشاركون على أن وجود ليبرمان على رأس وزارة الحرب لا يعني أنه قادر على فرض مواقفه المتشددة سواء داخل مجلس الوزراء أو في المؤسسة العسكرية.

وأشار المتحدثون إلى عدة خيارات أمام القيادة "الإسرائيلية" للتعامل مع قطاع غزة، بما في ذلك شن حرب شاملة أو محدودة، معتبرين إلى أن خيارات التهدئة والحفاظ على الجبهة هادئة، تمثل أيضاً خياراً سياسياً يروق للعسكريين، الأمر الذي يضعف توجهات تبني خيار الحرب خلال هذا العام 2016 . واعتبر المتحدثون إلى أن ما تعانيه المنطقة العربية من حالة عدم استقرار في ظل الفوضى والصراع الطائفي وانشغال الوضع العربي بالهموم الداخلية على حساب الاهتمام القضية الفلسطينية، ربما يشجع "إسرائيل" على إمكانية شن الحرب، غير أن الخشية "الإسرائيلية" من إعادة توحيد الموقف العربي ضد العدوان الإسرائيلي تعتبر كابحاً للتفكير باتجاه ذلك.  أما داخليا، فإن انهماك "إسرائيل" في محاولة استثمار تطورات علاقاتها السياسية والاقتصادية مع تركيا ومصر ودول عربية أخرى إضافة إلى بعض الدول الأفريقية، الأمر الذي يجعل من الحرب الشاملة عاملاً سلبياً ومعيقاً لتحقيق هذا التطور، كما أن البيئة الدولية تركز اهتمامها حالياً في المنطقة على محاربة الإرهاب، وإن أي حرب أخرى قد توثر على قدرة وكفاءة هذا التحالف. وأكد المشاركون أنه وعلى الرغم من ضعف احتمال شن "إسرائيل" لحرب شاملة على غزة، غير أن على فصائل المقاومة والشعب الفلسطيني في غزة الاستعداد لأي احتمال، ناهيك عن التعامل مع أي مناوشات أو عدوان متقطع من قبل "إسرائيل" واحتمال لجوئها لتنفيذ موجة جديدة من الاغتيالات، إضافة إلى ضرورة العمل على التحرك السياسي الشامل للضغط على "إسرائيل" لاستبعاد هذا الاحتمال. 

الوكالات

 

من نفس القسم دولي