دولي
الدوافع "الإسرائيلية" نحو حرب جديدة على قطاع غزة وموانعها!
القلم الفلسطيني
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 30 ماي 2016
بعيداً عن الصراع الدائر بين المستوى السياسي والعسكري في "إسرائيل" لا ينقطع تفكير هذه المستويات في خوض حروب تجلب الأمن ما بين فترة وأخرى، وقد كان قطاع غزة خلال العقد الأخير محط الحروب "الإسرائيلية" بشكل واضح حيث شنت خلاله ثلاثة حروب متتالية لذات الغرض.
"لإسرائيل" عدد من الدوافع الموضوعية والذاتية الثابتة التي قد تدفعها لخوض حرب جديدة ضد قطاع غزة خلال الفترة المقبلة وهناك دوافع أخرى قد تكون طارئة يمكن أن تؤدي لنشوب الحرب، وهناك العديد من الأـسباب التي قد تشكل مانعاً لخوض هذه الحرب مستقبلاً ربما تكون أقوى من الدوافع ولو في الفترة الحالية.
أبرز الدوافع التي قد تشجع إسرائيل لدخول حرب جديدة ضد قطاع غزة الرغبة في ايقاف تعاظم قدرات حركة حماس العسكرية وردعها من جديد بعدما أصبحت عملية إعادة بناء قدراتها واضحة بعد عامين من الحرب، حيث أفادت التقارير "الإسرائيلية" بأن الجناح العسكري لحماس وصل لمرحلة من الاعداد تشابه تلك التي كان عليها قبل حرب 2014 وهذا ما يحتم على "إسرائيل" إعادته عدة سنوات للماضي لضمان استمرار الأمن في الجنوب.
من ناحية ثانية تعتبر معضلة الأنفاق من أبرز الدوافع الموضوعية التي قد ترى "إسرائيل" نفسها مضطرة أمامها لخوض حرب جديدة على قطاع غزة في ظل تقارير "إسرائيلية" متعددة تشير إلى أن هناك أنفاق اجتازت الحدود، وقد يكون أي تصعيد غير محسوب خلال الفترة المقبلة.
وقد تستخدم "إسرائيل" مبرر تدمير الأنفاق التي تعبر الحدود كمبرر لشن الحرب، وقد يفرض عليها هذا الأمر في حال استخدمت هذه الأنفاق لتنفيذ خطوة استباقية من قبل حركة حماس في تنفيذ عملية كبيرة ضد أهداف "إسرائيلية".
وهناك دافع آخر "لإسرائيل" يجعلها ترغب من خلال حرب جديدة استعادة هيبتها التي فقدتها خلال حروب العقد الأخير حيث لم تستطع حسم أي معركة مع أعدائها بما في ذلك قطاع غزة. ولدى "إسرائيل" دافع مالي لخوض حرب جديدة مع قطاع غزة، في ظل السياسة الأمريكية التي تضاعف الموازنة المخصصة لدعم إسرائيل بشكل واضح بعد كل حرب تخوضها، ما سيمكنها من توفير ميزانية الجيش بشكل سهل دون الدخول في عراك داخلي مع الأحزاب "الإسرائيلية" والائتلاف الحاكم وفي ظل وجود العديد من الأطراف التي تعارض ميزانيته الضخمة.
هناك دافع قد يكون محفزاً للدخول في حرب جديدة مع قطاع غزة يتمثل في استعادة "إسرائيل" جنودها المفقودين في قطاع غزة، إلا أن نجاح تسويق هذا المبرر داخلياً في إسرائيل لن يجدي في ظل وجود مخاطرة عسكرية كبيرة قد تؤدي لزيادة أعداد المفقودين.
الوضع الإقليمي لا شك أنه يعطي اسرائيل دافع هام لخوض الحرب يتعلق بالوضع الإقليمي المعقد في منطقة الشرق الأوسط، حيث لن ينتبه أحد لما سيجري في غزة بالإضافة لوجود العديد من الأطراف الإقليمية العربية التي ترغب في التخلص من حركة حماس.
يوجد دافع أخير غير عقلاني يتعلق بطبيعة التفكير اليمينية المتطرفة التي تقود الحكومة "الإسرائيلية" التي لا مشكلة لديها في الدخول بحرب تقتل المزيد من الفلسطينيين وتضعفهم وتزيح تهديدهم لفترة طويلة.
....يتبع
أيمن الرفاتي