دولي
نشاط تهويدي واسع بالقدس تحت مسميات ثقافية وفنية
الاحتلال يبتلع مدينة القدس يوما بعد يوم
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 28 ماي 2016
تشهد مدينة القدس خلال الفترة الحالية، نشاطا احتلاليا محموما تحت مسميات ثقافية وفنية براقة، لكنها بحسب القيادات والنشطاء المقدسيين تعدّ نشاطات هادفة إلى تشويه صورة القدس العربية وتغيير وتبديل ملامحها الثقافية والإنسانية والتاريخية.
وقال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في بيان صحفي، إننا نرفض هذه النشاطات المشبوهة التي تقوم بها سلطات الاحتلال في المدينة المقدسة تحت مسمى "أنوار القدس"، لافتا إلى أن هذه النشاطات تحمل في خارجها ثوبا ثقافيا فنيا، لكنها في واقعها وفي مضمونها إنما تهدف إلى تشويه وطمس المعالم التاريخية العربية والحضارية والدينية في المدينة المقدسة.
وأضاف "إنها نشاطات في غاية الخطورة؛ لأنها تلبس ثوبا حضاريا ثقافيا، ولكنها في الواقع هي نشاطات سياسية بامتياز، تستهدف مدينة القدس، كما أنها تستهدف سكانها الذين تقيّد حركتهم في مثل هذه المناسبات وهذه الفعاليات والنشاطات". وأكد أنها ليست المرة الأولى التي تقام فيها مثل هذه النشاطات الاحتلالية في مدينة القدس تحت ذرائع ثقافية واهية في ظل حالة انقسام فلسطيني مخجل وغياب للموقف العربي وبالطبع الانحياز الغربي المعروف للاحتلال. وشدد على أن الاحتلال يبتلع مدينة القدس يوما بعد يوم وخطواته متسارعة، قائلا: "القدس تضيع من أيدينا، ولم يعد كافيا ما نسمعه من بيانات شجب واستنكار". وأشار إلى أنه بالتزامن مع هذه النشاطات التي تصور مدينة القدس بطريقة مختلفة عن هويتها الحقيقية ورسالتها الإنسانية والروحية، فإنه يتم إغلاق بوابات القدس، ويتم التعامل مع المقدسيين وكأنهم غرباء في مدينتهم.
وأشار إلى أن باب الخليل يغلق أمام الساكنين في تلك المنطقة بما في ذلك البطريركيات والكنائس، والذين ينوون التوجه لكنيسة القيامة وغيرها من الأماكن الدينية في القدس. ولفت إلى هذه النشاطات الاحتلالية أصبحت في البلدة القديمة كابوسا يتعرض له المقدسيون في كثير من أيام السنة في ظل إغلاقات وممارسات غير مسبوقة تستهدف مدينتهم وحضورهم وحرية تنقلهم في هذه المدينة المقدسة. واستنكر المطران حنا هذه الممارسات، وطالب بموقف فلسطيني واضح، قائلا: "يحق لنا أن نتساءل، أين هي المؤسسات الدينية المسيحية مما يحدث، ولماذا يتم القبول بهذه الممارسات وكأنها أمر يجب أن نقبل به، وكيف يمكن القبول بإغلاق باب الخليل ومنع حتى البطاركة والمطارنة ورجال الدين وكافة المواطنين العاديين من الوصول إلى مكان إقامتهم في تلك المنطقة، نحن نعرف ما تريده قوات الاحتلال، ولكننا نستغرب هذا الصمت أمام هذه الحالة التي يراد من خلالها رسم حقائق ووقائع جديدة في المدينة المقدسة". وقال: "نتمنى ونطالب بأن يكون هنالك تحرك قبل فوات الأوان، ولا يمكننا أن نقبل بأن تتحول القدس القديمة إلى متاحف، بل هي أولا، وقبل كل شيء الإنسان الفلسطيني المقدسي الذي من حقه أن يعيش بحرية في مدينته". وأكد أن إغلاق باب الخليل لهو تطور خطير جدا، وغير مسبوق.