دولي

القدس تتحول لثكنة عسكرية في أول أيام "الفصح اليهودي"

بنشر الآلاف من العناصر العسكرية في بلدات القدس المحتلة

 

 

شرعت أذرع الاحتلال الصهيوني، بنشر الآلاف من العناصر العسكرية في بلدات القدس المحتلة، وذلك في أول أيام عيد الفصح اليهودي، في محاولة لفرض المزيد من السيطرة العسكرية على المدينة المحتلة، لتتحول إلى ثكنة عسكرية، وقد صادف امس الجمعة الموافق أفريل، أول أيام "عيد الفصح" وتستمر احتفالات اليهود به على مدار ثمانية أيام، حيث يكون اليوم الأول والسابع من العيد يوميْ عطلة رسمية، لا يجوز فيهما العمل نهائياً، وفقاً للمعتقدات اليهودية.

وذكرت شرطة الاحتلال في بيان لها، أنها أنهت كافة التجهيزات والاستعدادات اللازمة لتأمين الأعياد اليهودية والتي تتوافق أيضاً مع فترة "عيد الفصح" عند أبناء الطائفة المسيحية (الروم الأورثوذكس)، مضيفةً أنها تعمل على تحقيق ما أسمته "الأمن والأمان والنظام في شتى أنحاء البلاد"، وفق البيان.

وأضافت "يتم التركيز على الأماكن المقدّسة في مدينة القدس المحتلة، وأماكن الترفيه والأسواق وشواطئ البحر"؛ حيث أوعز وزير الداخلية الإسرائيلي أرييه درعي بفتح 45 شاطئاً تمهيداً للاحتفالات بـ "عيد الفصح". وأشارت إلى أنها سترفع درجة التأهّب والاستنفار إلى الدرجة الثالثة في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع نشر الآلاف من أفرادها تعزيزاً للسلامة العامة والخاصة لليهود، وألمحت إلى مكافحة "التواجد غير القانوني"، في إشارة إلى الفلسطينيين من أهالي الضفة الغربية الذين يتواجدون داخل الأراضي المحتلة عام 1948 بدون تصاريح، كما لفتت إلى تشديد الإجراءات لمنع تسلّل "جهات وعناصر معادية"، بحسب البيان.

ويقول الباحث والمحاضر رائد فتحي "إن عطلة الفصح العبري تكون بالنسبة لليهود في اليوم الأول والأخير، وهي ثمانية لمن يقطنون خارج فلسطين، وسبعة لمن يعيشون داخل فلسطين، والسبب هو أن اليوم الأول هو اليوم الذي أُذن لهم فيه بالخروج من مصر، والأخير لأنه يوم خلاصهم من فرعون، ويأتي بعد نحو شهر من عيد ما يسمى بالبوريم أو المساخر"،  ونقلت "قدس برس" عن فتحي قوله، "من ضمن معتقداتهم، والتي يجب أن يُنهيها كل يهودي ما قبل بدء العيد، تنظيف جميع محتويات المنزل التي لمست الخبز أو الحنطة أو أواني الطبخ التي يُستخدم فيها العجين والخبز، وبعد عملية التنظيف يُحضرون أحد الحاخامات ليُشرف على إتمامها، ولا يُسمح لهم بأكل الخبز طيلة أيام العيد".

ويشير إلى أن على اليهودي أن يقدّم قرباناً للرب في "الفصح" كالمواشي، كما عليه ألا يتملّك أي شيء يتعلّق بالخبز فترة العيد، كأن يمتلك مخبزاً أو مصنعاً للحنطة والشعير، ليقوم اليهودي بالاتفاق مع أي عربي بأن يكتب له الملكية ما قبل الفصح، على أن يُعيد الملكية لصاحبها بانتهاء العيد.  ويشير فتحي إلى أنه خلال السنوات القديمة لم يكن يتجرّأ أحد أو أي منظمة كانت على الدعوات لاقتحامات المسجد الأقصى لذبح القرابين فيه وفقاً لمعتقداتهم، إلّا أن منظّمات وجمعيات "الهيكل" المزعوم ومنذ أكثر من أسبوعين، عملت على حشد أنصارها من المستوطنين من خلال منشوراتها عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لتقديم قرابين في "عيد الفصح" ظهر الجمعة بالقرب من "باب المغاربة" الخاضع لسيطرة عسكرية إسرائيلية كاملة منذ عام 1967.

وخلال أيام "الفصح" العبري، يقوم المستوطنون بجولات ومسيرات استفزازية في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة، ترتفع فيه أصواتهم بالغناء والصلوات التلمودية، ويُحاولون اقتحام المسجد معترضين على إغلاقه خلال فترة الأعياد اليهودية.  ويقول الباحث الفلسطيني "إن طقوس البيسح (الفصح) تنطوي على تحدًّ لمشاعر المسلمين، فلم تعد القضية هي قضية سياحة في المسجد الأقصى، ولا خلاف حول آلية إعطاء السيادة للمسلمين، وإنما قضية سيادة دينية يهودية مطلقة على المسجد الأقصى، لذلك عندما يتم التحذير في الفصح العبري من اقتحامات المستوطنين فهذا تحذير حقيقي ومعنوي". ويضيف "في كل عام يتطوّر الاحتلال ومستوطنوه في وضع آليات في التعاطي مع الأحداث، إلّا أننا نزداد بروداً في ردّات فعلنا حول ما يحدث حولنا، خاصة فيما يتعلّق بالمسجد الأقصى، والسبب في ذلك هو أنهم يزدادون أملاً في فرض واقع جديد، أمّا نحن فنهرب منه". ومن ضمن الإجراءات التي تفرضها سلطات الاحتلال في عيد الفصح العبري، فرض إغلاق شامل على الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة؛ حيث أعلن الجيش الصهيوني عن إغلاق الحواجز لمدة 48 ساعة وفي العادة تقوم قوات الاحتلال بشن حملة اعتقالات واسعة تطال عشرات الشبّان والفتية المقدسيين، وتسلّمهم أوامر بإبعادهم عن المسجد الأقصى، وإمكانية إدخال أعداد أكبر من المُقتحمين المستوطنين طيلة أسبوع عيد الفصح دون أي تصدي من قبل الفلسطينيين، حيث اعتقل 20 شابا فجر أمس، قبل أن يفرج عنهم بشرط الإبعاد عن الأقصى.

سالم. أ / الوكالات

من نفس القسم دولي