دولي
السلطة الفلسطينية تتجه لسحب مشروع إدانة المستوطنات من مجلس الأمن
بعد ضغوطات فرنسية لإنجاح مؤتمر السّلام الدّوليّ الذي تسعى فرنسا لعقده
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 20 أفريل 2016
كشف صحيفة هآرتس العبرية أمس، عن ضغوط فرنسية تمارس على السّلطة الفلسطينيّة لسحب مشروع إدانة البناء الاستيطانيّ "الإسرائيليّ" على أراضي الضّفّة الغربيّة والقدس المحتلّتين من مجلس الأمن.
وأشار دبلوماسيّون فلسطينيّون و"إسرائيليّون" إلى أنّ الفرنسيّين أكّدوا للفلسطينيّين أنّ توقيت طرح مشروع الإدانة الدّوليّ، غير مجد، وسيمسّ بمؤتمر السّلام الدّوليّ الذي تسعى فرنسا لعقده. ويبدو أنّ قيادة السلطة أقرب للاستجابة للطلبات الفرنسيّة بالعدول عن مشروع إدانة المستوطنات بمجلس الأمن، وهو طلب انضمّت إليه "بعض الدّول الصّديقة" للسلطة الفلسطينيّة، كما جاء في صحيفة "هآرتس". وأوضح قياديّ فلسطينيّ، رفض الكشف عن هويّته، بحسب هآرتس، بأنّ "فرصة التّوجّه لمجلس الأمن تظلّ قائمة على الدّوام، ونحن نرغب بمنح فرصة للمبادرة الفرنسيّة، لأنّه في نهاية المطاف هذه مبادرة لصالحنا، وليست مبادرة تمسّ بنا'. وصرّح قياديّ "إسرائيليّ" أنّ السّفير الفرنسيّ في الأمم المتّحدة، فرنسوا دلترا، توجّه الأسبوع الماضي لنظيره الفلسطينيّ، رياض منصور، وشرح له "إشكاليّة تقديم قرار ضدّ المستوطنات في مجلس الأمن في هذا التّوقيت".
وكان موضوع العدول عن قرار إدانة المستوطنات قد طرح في قصر الإليزيه، يوم الجمعة المنصرم، خلال اللقاء الذي جمع الرّئيسين الفرنسيّ بالفلسطينيّ، حيث أبدى محمود عبّاس رغبته في انعقاد المؤتمر الدّوليّ للسلام الذي تسعى القيادة الفرنسيّة لعقده، خصوصًا في ظلّ الانحسار في الاهتمام الدّوليّ بالقضيّة الفلسطينيّة. ولمّح عبّاس، خلال المؤتمر الصّحافيّ الذي أعقب اجتماعه بهولاند، إلى العدول عن فكرة طرح مشروع قرار إدانة الاستيطان بالمستوطنات، إذ أشار إلى أنّ التّوقيت سيتمّ بالاستشارة والتّعاون مع الدّول العربيّة. وتبدو "إسرائيل" راضية عن الضّغوطات الفرنسيّة على الفلسطينيّين، في الوقت الذي عبّرت عن سخطها من المؤتمر الدّوليّ الذي تعمل على فرنسا على عقده، إضافة لتصويت الفرنسيّين، الأسبوع الماضي، لصالح قرار فلسطينيّ في منظّمة التّربية والثّقافة التّابعة للأمم المتّحدة، أدان النّشاط "الإسرائيليّ" بالقدس والأقصى.
من جهتها، انتقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس الأول، سياسة "إسرائيل" الاستيطانية، مؤكدة أن تلك السياسة تضر بحل الدولتين. ففي مؤتمر صحفي لها، مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، عقب لقائهما، بالعاصمة برلين، أشارت ميركل إلى "حق الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي في العيش بأمن وسلام"، مضيفة "متفقون على الاستمرار بالعمل على طريق حل الدولتين، رغم صعوبتها وتعقيداتها". وأعربت ميركل عن سعادتها للجهود التي يبذلها الجانب الفلسطيني، مشيرة إلى تشجيع فلسطين فيما يتعلق باستمرار الشراكة الأمنية مع "إسرائيل"، "لأنها تشكل أساس العودة إلى المسار السياسي".
ق. د