دولي
حماس تدعو "الأونروا" للتراجع عن تقليص خدماتها للاجئين في لبنان
بعد وفاة مريضة وإقدام شاب على حرق نفسه
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 13 جانفي 2016
دعا عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، عزت الرشق، وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إلى التراجع عن قرار تقليص الخدمات الإغاثية والصحية للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وقال الرشق في تصريح مساء أمس الأول "بعد إقدام لاجئ على حرق جسده، ووفاة سيّدة مريضة، ماذا تنتظر الأونروا حتى تتراجع عن قرار خفض الخدمة الإغاثية والصحية للاجئين الفلسطينيين في لبنان؟!". وشدد على أن قرار الأونروا القاضي بتقليص الخدمات "مجحف وغير إنساني ويعمّق من المعاناة المستمرة للاجئين الفلسطينيين في لبنان"، داعيًا إياها إلى تحمّل مسؤوليتها والتراجع الفوري عنه. وشهدت المخيمات الفلسطينية في لبنان حالة من الغضب العارم، بعد وفاة لاجئة فلسطينية مريضة رفضت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تسديد كلفة علاجها في المستشفى. وذكرت مصادر فلسطينية أن مئات من اللاجئين في مخيمي برج الشمالي في جنوب لبنان والبداوي في شماله أغلقوا المراكز الصحية والإدارية للأونروا؛ احتجاجا على تقليص الخدمات الصحية ووقف التحويلات للمرضى. ثم قطع اللاجئون الطرق على مداخل المخيمات؛ تعبيرا عن احتجاجهم وسخطهم من تلك القرارات. وذكر ناشطون فلسطينيون أن أهالي مخيمات البص والرشيدية والبرج الشمالي أقفلوا مكاتب وكالة "أونروا" في تلك المخيمات، "رفضاً لتقليص الخدمات الاستشفائية وتضامناً مع أهالي مخيم البرج الشمالي بعد وفاة إحدى المريضات بسبب تخفيضات الوكالة". كما أشار هؤلاء إلى إحراق شاب فلسطيني مُصاب بمرض التلاسيميا نفسه في البرج الشمالي أيضاً، لعدم تمكنه من دفع كلفة الاستشفاء، وتم نقله إلى المستشفى. إلى ذلك، حذرت حركة "حماس" في لبنان من تصعيد التحركات الشعبية في المخيمات الفلسطينية، في حال استمرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في تخفيض مساعداتها الصحية وكذلك التحويلات المالية للمستشفيات. وعدّت الحركة في بيان لها أن هذه التخفيضات "مضرة بأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وينتج عنها نتائج اجتماعية وإنسانية صعبة"، وأنها تتعارض مع دور "أونروا" ووظيفتها في إغاثة الفلسطينيين. وكانت "أونروا" قد أعلنت عن خفض التقديمات الإغاثية والصحية والتعليمية للاجئين مع بداية العام الحالي، بسبب "تسجيل عجز في الموازنة"، فتم تخفيض التغطية الصحية للاجئين من 100 في المائة إلى ثمانين في المائة مع إلزام اللاجئين المرضى بزيارة مستشفيات الهلال الأحمر الفلسطيني أوّلاً، قبل البت في إمكانية تحويلهم إلى المستشفيات الخاصة.
وعليه أقدم لاجئ فلسطيني على إضرام النار في نفسه، أمس الأول في مخيم البرج الشمالي للاجئين الفلسطينيين في لبنان؛ احتجاجًا على امتناع وكالة "أونروا" عن علاجه من مرض التلاسيميا الذي يعاني منه. وتم نقل الشاب "عمر خضير" إلى مشفى جبل عامر لتلقي العلاج اللازم بعد إصابته بحروق خطيرة، حيث أعقب ذلك حالة من التوتر والغضب في المخيم. ودعا نشطاء الأهالي إلى إضراب مفتوح؛ حتى ترجع "أونروا" عن سياستها التعسفية بحق اللاجئين الفلسطينيين. وبدأت الأزمة في المخيم بعد أن رفضت "أونروا" منح تحويلة طبية لمريضة فلسطينية، ما أدى إلى وفاتها. وفي السياق أغلق وفد من اللجان الشعبية الفلسطينية في مخيمات صيدا مكتب مدير خدمات "أونروا" في مخيم عين الحلوة؛ احتجاجا على تقليص الخدمات الصحية. وأكد ممثل حركة حماس في صيدا أبو أحمد فضل أن "إغلاق مكتب المدير في المخيم هو تحرك تضامني مع أبناء شعبنا الفلسطيني في مخيم برج الشمالي، رفضا لسياسة تقليص الخدمات الطبية التي تقوم بها الأونروا بحق أبناء شعبنا الفلسطيني". وأكد أن القوى الفلسطينية والقيادة السياسية العليا متفقة على التصعيد بشكل تدريجي تجاه مراكز ومؤسسات "أونروا" حتى تتراجع عن قراراتها الظالمة والجائرة بحق شعبنا الفلسطيني، عادًّا أن قرارات أونروا ستجعل أبناء شعبنا يعيشون في ظروف صعبة وقاسية ما يضطرهم للقيام بتحركات تصعيدية تفوق كل التوقعات.
أمال. ص