دولي
مستوطنون يقتحمون الأقصى وآخرون يدنسون مقبرة مسيحية بالقدس
في حين كُلّف الأردن بتشكيل لجنة قانونية دولية لمتابعة هذه الانتهاكات الصهيونية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 10 جانفي 2016
اقتحم مستوطنون صهاينة، صباح أمس باحات المسجد الأقصى المبارك، وسط حماية مشددة من قبل قوات الاحتلال الصهيوني.
ومازالت شرطة الاحتلال تمنع عدداً من المرابطات من دخول الأقصى بشكل نهائي دون قرار رسمي بذلك، كما تقوم باحتجاز بطاقات عدد من المصلين قبل دخولهم إلى المسجد.
وفي هذا الصدد كُلّف الأردن بتشكيل لجنة قانونية دولية برئاسة المحامي والخبير القانوني الدولي فيصل الخزاعي لمتابعة الانتهاكات والاعتداءات الوحشية الصهيونية على الأقصى والمقدسات في الحرم القدسي الشريف، وذلك في مؤتمر القانونيين والحقوقيين العرب الذي عقد مؤخرا في مصر. وقال الخزاعي في لقاء مع وكالة الأنباء الأردنية إنه تم تكليف الأردن بتشكيل اللجنة القانونية الدولية لمتابعة جميع الانتهاكات التي تمس المقدسات في القدس الشريف وتوثيقها، وتقديم شكوى جزائية دولية بحق سلطات الاحتلال الصهيوني أمام محكمة الجنايات الدولية في لاهاي من خلال قواعد القانون الدولي والمحكمة الجنائية الدولية. يشار إلى أنه تم توقيع اتفاقية، في العام 2014، مع السلطة الفلسطينية لحماية المقدسات الإسلامية والقدس، حيث نصت الاتفاقية على أن يكون الملك عبد الله الثاني مسؤولا ووصيا عن جميع الأماكن المقدسة في القدس الشريف. وتشرف وزارة الأوقاف الأردنية على غالبية موظفي المسجد الأقصى ومرافقه ضمن مساحة تبلغ 144 دونما، تضم الجامع القبلي ومسجد قبة الصخرة، وجميع مساجده ومبانيه وجدرانه وساحاته وتوابعه فوق الأرض وتحتها والأوقاف الموقوفة عليه أو على زواره، وذلك بالتعاون مع وزارة الأوقاف الفلسطينية. وتشرف الأردن منذ عام 1924 على مدينة القدس والمقدسات فيها، وعندما احتلت القدس بعد حرب عام 1967 بقيت الرعاية الأردنية قائمة بمسؤوليتها القانونية والإدارية. وعندما أعلن قرار فك الارتباط القانوني والإداري مع الضفة الغربية عام 1988 استثنى الملك الراحل الحسين بن طلال المقدسات الإسلامية والأوقاف وجميع الشوؤن الدينية في مدينة القدس، واستمر الوضع حتى جاءت السلطة الفلسطينية التي تسلمت مسؤولية الأوقاف ما عدا القدس. من جانب اخر تعرضت مقبرة "دير بيت جمال" التابع للرهبان السالزيان، غربي القدس المحتلة، إلى أعمال تدنيس من قبل مجهولين، وسط مؤشرات وشبهات قوية على تورط المستوطنين المتطرفين.
وقالت البطريركية اللاتينية في القدس المحتلة في بيانٍ لها، "أخبر الرهبان السالزيان (رهبنة في الكنيسة الكاثوليكية) المسؤولون عن دير بيت جمال (غرب القدس) عن تعرض مقبرة ديرهم إلى أعمال تدنيس من قبل مجهولين". وأكد البيان تعرض عشرات الصلبان للتكسير في المقبرة، مشيرين إلى أن المقبرة تعرضت لاعتداء مماثل من قبل، كما تعرض الدير للتدنيس كذلك العام 2014 حين كتبت شعارات معادية للمسيحية على جدرانه. واستنكرت البطريركية هذا العمل، مذكرة بأن هذا ليس العمل الأول من نوعه الذي يرتكب في الأعوام الأخيرة، حيث لا تزال الغالبية العظمى من هذه الأعمال مسجلة وكأنها ارتكبت من "مجهولين". وأفادت وسائل إعلام محلية في القدس المحتلة، أن الشبهات والمؤشرات تقود إلى تورط المستوطنين المتطرفين في عملية التدنيس وتحطيم الصلبان بالمقبرة.
يذكر أن رئيس منظمة "لاهافا" اليهودية اليمينية المتطرفة الحاخام بينتسى جوبشتاين، دعا في مقابلة على القناة العبرية الثانية إلى حرق الكنائس المسيحية في القدس المحتلة، معتبرًا أن "الوجود المسيحي في القدس غير مرغوب به، وهذا ما يجب أن نترجمه بالأفعال وليس بالأقوال فقط".
أمال. ص